في ذكرى وفاة مالك بن نبي 31-10-1973والفاتح من نوفمبر 1954
" لا يكف ان تقدم فكرة،بل عليك ان تجثوا على ركبتك تستجدي من يقبلها ". مذكرات مالك بن نبي 05/04/1959
الجزء الاول: ذكرى وفاة مالك بن نبي
في الواحد والثلاثين من شهر اكتوبر عام الف وتسعمئة وثلاثة وسبعين 31-10-1973 توفي الأستاذ مالك بن نبي ( 1905/1973) (1) غريبا بعد ان عاش غريبا فطوبى للغرباء رحمه الله برحمته الواسعة , الرجل لم تكن حياته سهلة أبدا فقد ذاق كل أنواع التهميش والقهر ويستحيل أن يفهمه من كانت حياته طبيعية ( في القطن ) بل قد يتهمونه حتما بالوسوسة والجنون والتوهم ؟
في 16-07-1971م واثر مغادرته طرابلس لبنان كتب في دفاتره " المذكرات " انه بعد ان امضى ايام في بيت المحامي عمر مسقاوي سلمه وصية متابعة ورعاية استمرارية الكتب بعد الوفاة، ماعدا ما ينشر بالفرنسية في الجزائر او فرنسا لتمكين الورثة الإشراف المباشر على العملية، وقد كان السيدين رشيد بن عيسى حفظه الله و حمودة عبد الوهاب رحمه الله على اطلاع بها وتم إرسال نبأ الوفاة مرفقا بالشهادة وتقرير زوجه الكريمة رحمها الله. لم يكن الامر سهلا كما يذكر المحامي اللبناني الوفي فقد تعمد ذكر تمويل الزميل المغربي عبد السلام الهراس لأول كتاب بالعربية يطبع لمالك " شروط النهضة " ثم الاقتداء به ودفع المبلغ من جيبه أولا ثم عرضه على دار الفكر لبنان لتوزيعه وصادف وجود عدنان سالم والدكتور مازن مبارك هناك وبعد طرح فكرة المؤسسة والتمويل اقترح الأخير تمويل المشروع على الأقل من 100 شخصية محبة لفكر مالك وبدأ بنفسه لكن ذلك تعذر وتعذر معه التعامل مع دار الشروق فكانت الوجهة دار الفكر في دمشق وهو ماتم فعلا وانهى مهمته النبيل نحو الرجل .
تعمدت ذكر هذه التفاصيل للإشارة ان بن نبي كان صعبا حيا وميتا؟ كان عالميا , ما كان اسلامنيا ولا علمانيا ولكن كان حنيفا مسلما , خبير صراع بالفكر الاستدماري , صارع وجاهد على كل المستويات القابلية للاستعمار والاستعمار والاصلاح الديني والوطنية الضيقة وفكر الزعيم والدكتاتور ...خسر بذلك طبعا كثيرين ،كان يذكر " سلوك" اشخاص بإعجاب وقد يعود فينتقد " نفس " الشخص اذا سلك سلوكا مشينا من براثن القابلية او وثن الزعامة , وهذه النقطة بالذات جعلت كثيرين يظنون ان مالكا ينتقد من اجل النقد وان تجريح الأقران لا يؤخذ بعين الاعتبار كما في علم الرجال ؟ لكن المدقق سيقف مثلا على انه كان يرى في الحركة الاصلاحية ممثلة في الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس ملاذا آمنا لتغير ما بالأنفس بل ومجابهة الاستعمار واذنابه والقابلية لكنه يعود وينتقد نفس الشخص لأنه سلم المشعل لغير أهله من أهل السياسة المؤدلجة " البوليتيك ". خصوصا سنة 1936. وعاد فانتقده بشدة حبا فيه ورغبة في اصلاح الاصلاح من براثن الادلجة، وهو ما فهمه الشيخ بن باديس لاحقا ، حيث غير الفندق الذي انتقد مالك اختياره وتقرب من " الاهالي " بالحي اللاتيني ثم تبين لاحقا سوء التقدير باغتيال المفتي المفتعل ونسبة ذلك للجمعية وغدر " السياسين " واتهام الجمعية بالإرهاب ( الاتهام قديم ) بعد ان وثقت هي بهم ؟ وكان عباس معهم وبعدهم , ثم انه لم يكن في توافق مطلق مع اهل السياسة " فقد يباع المشروع " في أي وقت ؟ فتجده ينتقد رموز الحركة الوطنية ليس لأشخاصهم وذواتهم بل للممارسات والسلوكيات " غير الحضارية " القاتلة والمسيئة لهم ولوطنهم وأمتهم.
لم يكن مالك اذن ذلك المنظر وراء المكتب الفاخر بل كان الفقير ولد الميدان المتحسس بكل وجع للمهمشين والمعبر عن عمق الجزائري المغترب المستعمر والمنبوذ واليتيم والثوري والمثقف والكاتب الذي جابه كل الصعاب وتغلب على كثير العقبات ، ولهذا يصعب فعلا تقديم ملخص عنه وعن مواقفه وكتبه ؟ كان ذو انتاج غزير متعدد ودقيق جدا يكتب بعمق ومن الواقع يستجدي بالتاريخ ويوظفه حتى تحسبه مؤرخ (لاحظ مثلا انه لم يسبقه أحد في تحديد موقعة صفين؟ وانسان ما بعد الموحدين وهي تحتاج الى الان الى دراسة معمقة ). يشكل الأفكار ويخلق لها منحنى بياني إحصائي حتى تحسبه عالم رياضيات وإحصاء فضلا عن الاقتصاد والاجتماع مع القراءة المتعددة وخصوصا للفكر الألماني؟ وكل مستجد " مستحدث "، ومع ذلك هو لا يدع الإلمام بكل ذلك ، ولا يجب أيضا على القارئ ان يضعه فوق منزلته " من التخصص " . كان همه الحضارة والنهضة واني لأعجب لمن يذكر الحضارة ولا يذكر مالكا ؟ حتى عناوين كتبه كانت على نفس المنهج وتم اختيارها بدقة :( السنة والكتاب: - سنة 1947 الظاهرة القرآنية سنة 1948 رواية لبيك. - سنة 1949 شروط النهضة . - سنة 1954 وجهة العالم الاسلامي . خلال السنوات 1948-1955 ( 60 مقال في الجمهورية الجزائرية ). وخلال سنوات 1952-1954 ( 15 مقال في الشباب الجزائري ). - سنة 1956 النزعة الافرواسوية .- سنة 1957 ( رسالة النجدة للجزائر ). -سنة 1959 مشكلة الثقافة .- سنة 1960 الصراع الفكري . ( دراسة فكرة كومنولث اسلامي ). ( محاضرات خطاب حول البناء الجديد ) . –سنة 1961 في مهب المعركة ( جمع مقالات 1953-1954) . ( محاضرة تاملات في العالم العربي ). -سنة 1962 ميلاد مجتمع .- سنة 1965 مذكرات شاهد القرن . -سنة 1967 ( الاسلام والديمقراطية ) .- سنة 1968 ( انتاج المستشرقين ) . –سنة 1970 بين الرشاد والتيه ( جمع مقالات 1964-1968). -سنة 1971 مشكلة الافكار . –سنة 1972 المسلم في عالم الاقتصاد ..) .
كان لكل كتاب من كتبه قصة عميقة فإرهاصات رواية " لبيك " حج الفقراء 1947 كانت وهو يستمع لامه وهي تحكي روحانية مكة والمدينة بعد حجها والوالد (السنة الدراسية 1931-1932) وكان يتظاهر بالعطش ليخرج للشرفة ويعطي العنان لدموعه. وكانت اول محاضرة له بنادي الطلبة المغاربة شهرديسمبر1931 تحت عنوان: " لماذا نحن مسلمون؟" والتي بسببها تم الضغط عليه بتغير منصب عمل والده في الجزائر والذي اخبره عبر رسالة ان كان لماسينيون امكانية منع هذا النقل المضر به ؟ خلال تلك الفترة بالذات يظهر نجم صاعد ورقم حساس هو الحاج مصالي (أب الوطنية بحزب ثوري وشعب جاهز لاحتضان الثورة وطليعة مسلحة لإطلاق الشرارة الأولى) الذي اعاد تجديد حزب " نجم شمال إفريقيا " الذي انعدم تأثيره بعد ذهاب المؤسس الفاعل الأمير خالد وكان لمالك في هذا اللقاء مسرحية " المدير " ثم يكتشف الظاهرة الصوتية لوثنية الزعيم وحب الظهور وتبلورت عنده بكل يقين فكرة التحولات من الفكر السياسي الحضاري الى ما سماه البوليتيك . " في الحي اللاتيني بدأت الأفكار الوحدوية وبدأت الموسيقى الوطنية تعزف على النوطة القومية التي يجيد مصالي الحاج العزف عليها بآلة جمعية نجم شمال افريقيا" ؟ وحتى في الجزائر تجسدت في وحدة المترشحين فرحات عباس والدكتور بومالي وتجلت صورة القومية الجزائرية بجناحيها – الطامح الى البرجوازية المتواطئة مع الحركة اليسارية الفرنسية , والجناح البرجوازي المتواطئ مع الاستعمار . وهكذا بقي الإصلاح الباديسي يشق طريقه دون ان يشعر انه سيقدم استقالته المعنوية ذات يوم للجناح القومي البرجوازي . وان سيأتي يوم على الناس ينفي فيه قوة تأثير حركة الاصلاح للشيخ بن باديس ؟رحم الله مالك وصحبه .
في الجزء الثاني باذن الله سينتطرق الى ذكرى اخرى عزيزة على القلب انها الفاتح من نوفمبر 1954. فالي لقاء
الجزء الثاني : ذكرى الفاتح من نوفمبر
السلام عليكم ورحمة الله. كنت اعمل منذ أكثر من أسبوع على منشور ثورة التحرير وكلما انهيته اعيد فأكتبه " ليكتبني"! خلصت الى ضرورة ان يكون المنشور على شكل حكاية مع اسناد " مخطط " .
في المخطط يتبين انه كما ان مالك بن نبي رحمه لم يكن إسلامانيا ولا علمانية كذلك ثورة التحرير لم تكن إسلامية " خالصة" رغم إسلام الجماهير اليقيني وبعض القادة كما لم تكن وطنية ولا علمانية خالصة رغم لائكية بعض الستة ( فضلا على ان تكون تابعة للمعسكر الشرقي او الغربي ) . التوازن في طرح التاريخ مهم جدا ؛ وبه يمكن الرد على قوجيل او غيره :
على مائدة الغذاء أردت إعطاء تلميحات للأسرة الصغيرة بمناسبة اندلاع ثورة التحرير الوطني 01 نوفمبر , وكان لزاما تحديد الموضوع في نقاط وومضات سريعة ( 1815-1954) مع الإشارة إلى بعض المستجدات والتي كانت تتطلب بدورها الحديث عن ما قبل قبل الثورة وعن الهوية... وان الجزائر قبلة الثوار لم تخلق من فراغ ( لا أخفيكم سرا إن ذكرت أن الزوج الكريمة قبايلية علمانية بعمق والابن الأكبر سلفي يدرس في السعودية والبنت الاقل منه مثل امها والبنات الخمس بين هؤلاء وهؤلاء ).
نرفع الأيدي بالدعاء :" اللهم بارك لنا في ما رزقتنا وارزقنا خيرا منه وقنا عذاب النار " , ومحمد السلفي يذكر الدعاء في قلبه يعتبر رفع اليد بالدعاء بدعة , وطبعا وبكل ديمقراطية لا ندخل معه في نقاش بيزنطي , وهكذا نويت ان ابدأ مستحضرا كل ما اتاني الله من قوة وتجربة في التعليم وقوة الاقناع لاحكي الحكاية واجعلها في شريط مستعينا بمخطط على المائدة اكتبه من بقايا الجمر الموضوع مع الزيتون (1) :
توطئة :
عاش المجتمع الجزائري، في العهد العثماني ( 1518-1830 ) فترة اقل ما يقال عنها فترة انغلاق مقارنة بما قبلها ؟ في ما يسمى العصر الوسيط حيث كان في ازدهار كبير . وربما لهذا تعزز وجود و كثرة انتشار الزوايا للمحافظة على الروح الدينية للمجتمع الأصيل الذي لم يكن يسمح له بالوصول لسلطة بلاده وهو أحق بها وأهلها ( كنت طبعا أشاهد تجمد الزوج الثورية في مكانها وأنا أتحدث عن العمق الاستراتيجي لابستيمولوجية الهوية , وتذمر محمد عند ذكر الزوايا ) . مما يجعل الجزائري دون فعالية وهو لا يملك الأرض فكيف يدافع عنها ؟ وبعد عديد المحاولات لغزو البلاد, جاء الاستدمار الغربي ممثلا في فرنسا العجوز فاحتلت الجزائر احتلالا استيطانيا ( 1830-1962) . بدأت سياستها الجهنمية باستمالة وخديعة " الأتراك " والكراغلة ووعدوهم بما ليس لهما مع فرق تسد ، و بتفكيك البنية الريفية الجزائرية .مع الترسانة التشريعية التي يمكن أن نجد ضمنها القانون المتعلق بتحديد القطع الأرضية الصادر سنة 1851 و السيناتوس كونسيلت الصادر سنة 1863 و قانون فرنيي (Warnier) الصادر سنة 1873 و قانون الأهالي (code de l’indigenat) الصادر سنة 1881. و نظام الألقاب 1892؟ و كثير جدا من التنظيمات المصاحبة للاستيطان والاستيلاء وجعل اعزة اهل المدينة اذلة . واصبح الخماس سيد على سيده وترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ....وتمت المقاومة بكل الاشكال منذ اللحظة الاولى :
أولا – المقاومة الشعبية ( 1830-1919) :
هناك من يعتبر جهود حمدان خوجة واحمد بوطربة (1830-1837) من المقاومة الشعبية السلمية لإنشائهم لجنة المغاربة (المنقسمة الى محافظين المجاوي وبن سماية وجماعة النخبة ابن تهامي وبن اسماعيل ) . لكن في الحقيقة كانت فرنسا تعدهم وتمنيهم لتحسين بعض شروط التفاوض بخصوص أملاكهم وأقاربهم ؟ ومن يقرأ المرأة لحمدان خوجة ( الكرغلي ) يدرك كيف انه كان يتوقع من الفرنسيس عدم دخول بيته واملاكه في متيجة ( والتي لا نعلم كيف حصل عليها ). وما يعدهم الشيطان الا غرورا .
كانت المقاومة الشعبية " الحقيقية" الدينية جلية في الزوايا التي أعلنت وتبنت الجهاد ضد المستعمر قولا وعملا.احمد باي 1830-1837). الأمير عبد القادر (من سنة 1832 إلى سنة 1847)، والشيخ الحداد و المقراني سنة 1871، و الشيخ بوعمامة و ثورة أولاد سيدي الشيخ (سنة 1862 و سنة 1884). وهي المقاومة الشعبية التي كانت منقسمة ولم تكن شاملة على كل الوطن مع الزعامة الفردية ( وهو ما سوف تستفيد منه ثورة التحرير بتعزيز الوطنية الشاملة والقيادة الجماعية ..)
ثانيا - الحركة الوطنية ( 1919- 1954 ) :
كان للحركة الوطنية اتجاهات أربعة ( بحسب موقفها من الاستدرار ) . وهذا لم يمنع ان يتأثر احدهم بالآخر بل ويندمج ويتطور وقد يتغير جذريا كما حدث مثلا لفرحات عباس الاندماجي الذي سيصبح أول رئيس لحكومة مؤقتة كان ينفي وجودها من قبل ومن بعد ؟ ويحرم أب الحركة الوطنية والزعيم الملهم مصالي الحاج من الاستمتاع باستقلال بلد حلم به منذ نعومة أظافره , دعنا اولا نحاول حصر هذه الاتجاهات ( والتي في الحقيقة ساهمت بشكل او باخر في بلورة فكرة اندلاع الثورة ) :
1- الاتجاه الإدماجين وهو ينقسم بدوره الى قسمين :
أ- العالمي : 1- الحزب الشيوعي 1925 . 2- الحزب الشيوعي الجزائري 1936 .
ب- الليبرالي : 1- فيدرالية المنتخبين الجزائرين 1936 بن جلول
2- اتجاه المساواة : حزب الاخوة الجزائرية الامير خالد 1919
3- الاتجاه الاصلاحي : جمعية العلماء المسلمين (05 ماي 1931 التأسيس بن باديس الى 1940. ثم البشير الابراهيمي 1940-1952 . ثم العربي التبسي 1952-1956 الذي يستشهد في ثورة التحرير) .
4- الاتجاه الاستقلالي : نجم شمال افريقيا 1926 مصالي الحاج . الذي يصبح حزب الشعب 1937 ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية 02 نوفمبر 1946 والتي ستمر بما سمي " بازمة باسمها " في افريل 1953 فتنقسم الى فرعين كبيرين ( مع رئيس الحزب مصالي الحاج فيسمون المصاليين . ومع اللجنة المركزية ( برلمان الحزب برئاسة يوسف بن خدة ) ويسمونه المركزيين
- ( يتم تأسيس المنظمة الخاصة في 15 فيفري 1947 تكتشف 1950 . وفي 23 مارس 1954 تخلق اللجنة الثورية للوحدة والعمل وهنا يتم اجتماع ال 22 الشهير في 23 جوان 1954 ثم ميلاد جيش وجبهة التحرير الوطني 25 اكتوبر 1954 والتي ستعلن ثورة التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954 )
كانت اذن الثورة قد بلغت درجة النضج على وكانت عدة محاولات ومبادرات في جوانب مختلفة ليكمل بعضها بعضا من توعية سياسية وتربوية حضارية فتجد جمعية العلماء وحرقة المفكرين مالك بن نبي وصحبه ونضال السياسين كمصالي الحاج ( بحزب ثوري وشعب جاهز لاحتضان الثورة وطليعة مسلحة لإطلاق الشرارة الأولى ).وكمحمد لمين دباغين خلال ح ع 2 – تجنيد الطلبة الجامعيين ........فبدأ الحديث عن فتية اربع وست واثنان وعشرين من مختلف المشارب تجمعهم كلمة الله اكبر :
ثالثا – إرهاصات الثورة ( 1954- 1962 ) :
لجنة رباعية ( بن بولعيد بوضياف بن مهيدي ديدوش ) اعادة احياء المنظمة الخاصة باسم " البركة " , تحولت اللجنة الخماسية ( انضم رابح بيطاط ) الى لجنة تحضير لاجتماع 22 برئاسة بن بولعيد وكان بوضياف المنسق . في سبتمبر 1954 وبانضمام جماعة جرجرة يصبح كريم بلقاسم من الستة التي ستكثف اجتماعاتها فتم الاتفاق على التسمية الجديدة : ' جبهة التحرير الوطني " وضم الوفد الخارجي ( بن بلة خيضر و ايت احمد ) .
في اجتماع المرادية 10 اكتوبر 1954( جتماع اللجنة الثورية للوحدة والعمل. وتم تكليف بوضياف وديدوش بمهمة تحرير البيانين) 1- بيان جيش التحرير الوطني ALN . 2- بيان جبهة التحرير الوطني FLN .
يقوم النقيب اوعمران باختطاف الصحفي محمد العيشاوي " المصالي الهوى !" ويسلمه الى كريم بلقاسم الذي يضعه في قرية آمنة إيغيل إيمولا ، بها آلة رقن وسحب فقام بالتصحيح الفني واللغوي مع رقن عدة نسخ ( ومن الراجح ان الترجمة تمت هناك ! يقوم بوضياف بنقل الوثائق الى جنيف ثم القاهرة أين تم اعلان البيان رقم 2 عبر صوت العرب " بوبنيدر "..... سبق بوضياف كما اشرنا أعلاه وفد القاهرة ..وكذلك المصاليين فلحول حسين ومحمد يزيد وتحدثا مع بن بلة وخيضر وآيت أحمد على ضرورة تأجيل البث في ساعة صفر انطلاق الثورة !
1- أولا :
بيان جيش التحرير الوطني الجزائري الى الجزائر المسلمة . اورده الدكتور رابح بلعيد كملحق رقم 55( ص 644 الحركة الوطنية الجزائرية 1945-1954) . وكان انه بسم الله الرحمن الرحيم : ايها الشعب الجزائري مثلما حطمت الشعوب المستعمرة قيود الذل والاضطهاد , ومثلما كافح اخوانك في تونس ومراكش اولئك الذين تربطك بهم قرون من التاريخ والحضارة والالام يجب ان لاتنس لحضة واحدة ان مستقبلنا واحد . ولذلك فانه لا يوجد أي داع لكي لا نوحد ولا نجمع ولا نشد من ازر كفاحنا . ان خلاصنا واحد وتحريرنا واحد , وان العمل على تجزئة القضية المغربية عمل ينافي واقع التاريخ الذي يعود الى سنة 1830 ويسبب شقاء الجميع .
فاذكر ايها الشعب بعض التواريخ لنعرف هذه المدنية وذلك التقدم ؟ اذكر سنة 1830 وما حدث فيها من جرائم ونهب باسم حق القوي – واذكر سنة 1870 وما تبعها من مذابح واعتداءات على الاملاك والعباد , 1945 بخمسة واربعين شهيد واذكر سنة 1948 الانتخابات المزيفة وما تبعها واذكر 1950 والمؤامرة الشهيرة ................ يختم بيحيا جيش التحرير تحيا الجزائر المستقلة الجزائر في 30/10/1954 موافق 3-3-1337 هجري ( اريد ان انقله كله لكن المقام لا يسمح وساحاول ارفاقه نص وورد . وهو فعلا ملخص ينمي عن قوة وعي المجموعة والشعب يومها )
2- ثانيا :
بيان أول نوفمبر
نداء جبهة التحرير الوطني إلى الشعب الجزائري
أيها الشعب الجزائري
أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية :
أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا _ نعني الشعب بصفة عامة والمناضلين بصفة خاصة- نعلمكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكم الأسباب العميقة التي دفعتنا إلى العمل، بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا، ومن مقومات وجهة نظر الأساسية التي دفتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الامبريالية وعملاؤها الإداريون وبعض محترفي السياسة الانتهازية................. ( البيان مشهور معلوم )
يحدد الهدف الرئيس:"الاستقلال الوطني بواسطة إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية. احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني."
اتفقت اللجنة على الفاتح نوفمبر ببيان ونداء الى الشعب باسم جيش التحرير الوطني ( يصادف عيد الصديقين ويليه عيد الاموات ) . تحديد مناطق العمليات الستة ( 1- الاوراس بقيادة بن بولعيد وينوبه بشير شيحاني 2- شمال قسنطينة بقيادة مراد ديدوش ( بيطاط) ينوبه زيغود يوسف 3- القبائل بقيادة بلقاسم كريم وينوبه عمران اوعمران 4- العاصمة بقيادة رابح بيطاط ( ديدوش )وينوبه بوجمعة سويداني 5- وهران بقيادة محمد العربي بن مهيدي وينوبه رمضان بن عبد المالك 6- الصحراء وبقيت مجرد مشروع .عقدت اللجنة اخر اجتماع لها 23/10/1954 بمنزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وتم اخذ الصورة المشهورة . وتم الاتفاق على اللقاء مجددا في جانفي 1955 ( وهو مالم يحدث مراد ديدوش مصطفى بن بولعيد العربي بن مهيدي بين الاستشهاد والسجن ) .
المجد والخلود لشهدائنا الابرار .
نسيت أن أخبركم أنني وجدت نفسي في المطبخ اهلوس لوحدي رافعا صوتي بنشيد قسما وقد اصيبت الثلاجة والمائدة والزوج والاولاد والجيران قد اقبلوا وهم على يقين ان موسى بعد الغذاء قد شرب شيء ما وهو في عالمه العلوي وربي يصبر القبايلية وهي الوحيدة القادرة على تحمله ( المهبول ) . هبولونا .
المعني محبكم موسى محمد عزوق
وسوم: العدد 1100