عود على بدء في خيارات المسلمين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية

زهير سالم*
zuhair@asharqalarabi.org.uk

كتبت منذ ايام عن اختيارات المسلمين الأمريكيين في الانتخابات التي يشهدها موطنهم. بينت حراجة الموقف ودقته، وأنه موقف تعتوره فتضبطه حسابات المصالح والمفاسد. وغالبا في مثل هذه الحسابات ما تتفاوت وجهات النظر.

ونقلت عن بيان بعض الجمعيات أو التجمعات الإسلامية التي اختارت التصويت لترامب..وقلت أنني زممت شفتي أمام بعض ما حضر وبعض ما غاب، ومع ذلك قلت إن أصوات المسلمين يجب أن توظف لمصالحهم ومصالح قضاياهم. وأظهرت احتراما لاختيار الذين اختاروا ترامب..

لم البث أن تلقيت عدة رسائل احتجاجية من إخوة يقيمون هناك، ولديهم تقديرات مخالفة، وهم يجنحون إلى اختيار المرشحة الديمقراطية كاملا..

ليس لدي أي معطيات عملية تجعلني ان أنحاز لهذا الفريق أو ذاك من المسلمين، يجب أن نقول لكل فريق أنتم الأدرى بمصالحكم.

ومع أننا نقرر تقليديا أن الاتحاد قوة، وأن توحد موقف المسلمين يعطيهم قيمة اكبر، إلا أننا في حال تعذر ذلك يمكننا أن نوظف الانقسام في الاختيار إيجابيا أيضا، وبدلا من أن نتدافع، أو نتنابز، نجعل موقفنا نوعا من توزع الأدوار..

فكرة الامتناع عن التصويت، فيها تضييع لاستثمار ممكن!! وكذا فكرة تضييع الصوت في مرشح ثالث لا فرصة للنجاح له!!

يبدو من تقارب النتائج في استطلاعات الرأي، أن حاجة المرَشَحين لأقل القوائم ستكون كبيرة..

ومن هنا يمكن لقادة القائمتين للمسلمين ان يحسّنوا موقعهم التفاوضي من جهة، وأن يلعبوها وكأن المسلمين قد قرروا أن يضعوا رجلا هنا ورجلا هناك، فيكونوا بوصفهم مع  الرابح مهما كان…

العقل السياسي يجب أن يتحلى بالمرونة وبالانفتاح وبالتفهم، وبالنظر دائما إلى الجزء المملوء من الكأس

ثلاثة أيام تفصلهم عن الانتخابات والبورصة الانتخابية في الولايات المتحدة أشد سخونة

وفقنا الله لتحقيق المصالح ودرء المفاسد عن العباد والبلاد..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1101