وعلم أصول الفقه... نُشدة.. وطُلبة ورجاء... وفائدة

ومن العلوم التي عشقتها في مرحلة تكويني "علم أصول الفقه" وسأسرح بكم في رحابه قليلا..

وسأفيد المقلين منكم، وسوف أرجو المكثرين..

على مكثريهم حقُّ من يعتريهم

وعند المقلين السماحة والبذل

وبعد ما يقرؤه الطالب المبتدئ من أوراق، صرت إلى كتاب "المستصفى من علم أصول الفقه" للإمام أبي حامد الغزالي.

وأريدك أن تعلم، أن مقدمة كتاب المستصفى عينِه، مفردة في كتاب للإمام الغزالي عنوانه "محك النظر في المنطق" وأريدك بهذا أن تدرك وشيج العلاقة بين علم الأصول وبين المنهج العقلي في إدراك الحقائق.

من كتاب المستصفى في الأصول انتقلت إلى كتاب "المنخول في علم الأصول" للغزالي نفسه. وقد ظفرت منه بطبعة جميلة محققة لأستاذ سوري كأنه "محمد حسن هيتو" وليسامحني فقد بعد عهدي بدراسة الكتاب،..

واقتنيت كتابا في علم أصول الفقه للإمام الغزالي رحمه الله تعالى، وما استطعته، وما زلت أقلبه ولا أستطيعه، وهو "شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل في مسالك التعليل" وأظن أن مضغه أو هضمه يحتاج إلى من هو أشد لحيين مني..

من الغرالي رجعت إلى حِبي من الفقهاء الأحناف، وكل أئمة الدين عندي حبيب، إلى أصول صاحب المبسوط.. الموسوم "أصول السرخسي" يزعمون أن مؤلفه ما سماه!! من الفقهاء الأحناف سباني بعد الأئمة الأوائل: السرخسي وصاحب التحفة السمرقندي. تحفة الفقهاء خفيفة لطيفة ملقة موجزة..ثم شرحها "بدائع الصنائع" التي مهرها الكاساني لابنة شيخه السمرقندي، نزيل حلب..وحسبه. بدائع الصنائع من لم يدرسه لا يستطيع أن يدعي…

أشعر أن الحديث عن صاحب المبسوط انحرف بي عن المقصد وأعود..

كتاب أصول السرخسي مرتب أو مبوب على غير نهج الأصوليين، وتكاد تقول إن نهجه فيما نحا إليه غير مدرسي.. فهو يعالج أمّات القضايا التي أبحر فيها الأصوليون…

ومن بين هؤلاء وقع لي كتاب الإمام. الشوكاني، المشهور أكثر بكتابه "نيل الأوطار" وهو كتاب في تخريج الأخبار على أبواب الفقه، والأخبار هنا هي الأحاديث النبوية الشريفة،، ولا يصدنك عن الإمام الشوكاني أنه في أصله زيدي، فهو علم من أعلام أهل السنة القامعين للبدعة. وله في هذا ولله دره "السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار" قوّم فيه مرجع الهادوية في الفقه، والهادوية مذهب متعلق بالزيدية على ريب.

والذي أريد أن أتحفك به عن الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى، من كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول"

وعندما غصت فيه خرجت منه بهذه الدرّة، وقد دوختك لأهديك إياها فهي نفيسة. مثمنة الأبعاد. يقول كما حفظت

 من كتابه إرشاد الفحول فارجع إليه إذا شئت، وربما كان هذا معتمدا عند غيره وأنا لا أعلم، يقول "وما من عام إلا وقد خُصّ، فإن لم يكن مخصص فالعقل مخصص" وأنا مجرد ناقل.

ثم أما بعد..

فأما كتاب الإمام الشاطبي صاحب الموافقات، فقد حاولته مرارا وتكرارا فما استطعته، وبحثت كثيرا عن شيخ فيه فما وجدته، وعلقت منه مسائل، ووجدت علماء يتعقبونه ويردون عليه؛ فقلت إذا لم أحط بالأصل فكيف أفيد من الرد..

ونحن في زمن الزوم، ولم تعد الرحلة في طلب العلم ضرورية، ولعل الله يهيئ لي من يحل بعض مغاليق الكتاب...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1102