ترامب يكافىء من صوتوا لصالحه من عرب ومسلمين بتعيين أشد المتصهينين انحيازا إلى كيان الصهيوني ضمن أعضاء حكومته

تداولت وسائل الإعلام العالمية ، ووسائل التواصل الاجتماعي نبأ تعيين الرئيس الأمريكي ضمن أعضاء حكومته  المرتقبة  أشد العناصر تصهينا وانحيازا إلى الكيان الصهيوني ، حيث أوكل إليهم الحقائب الوزارية ذات التأثير المباشر في الحرب الدائرة في قطاع غزة كحقيبة  الدفاع ، وحقيبة الخارجية ، فضلا عن تعيين سفير له منهم في القدس المحتلة ، الشيء الذي يدل على نقض وعده بإنهاء الحرب الدائرة في غزة وقد  وعد بذلك العرب والمسلمين الذين وضعوا فيه ثقتهم العمياء ، وصوتوا لصالحه ، مع أنه  كان  نقضه الوعد منتظرا منه باعتبار مواقفه السابقة  خلال  فترة رئاسته السابقة حيث بادر بفتح سفارته في مدينة القدس، وهو من باشر بتنزيل ما سمي بخطة القرن وما ترتب عنها من مكاسب كلها لفائدة الكيان الصهيوني الذي لا يخفي أطماعه توسعه الجغرافي  في كل أرجاء الوطن العربي ، ولا يخفي  أطماعه في مقدراته ، وهي أطماع تلتقي مع أطماع الإدارات المتعاقبة على الرئاسة الأمريكية من كلا الحزبين المتنافسين عليها ، وهما في حقيقتهما  وجهان لعملة واحدة ، والقاسم المشترك بينهما هو التأييد اللامحدود واللامشروط لأطماع الكيان الصهيوني في الوطن العربي عموما ، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص ، وفي فلسطين تحديدا  إذ صدرت  مؤخراعنه  تصريحات مفادها عزمه ضم الضفة الغربية ، وقطاع غزة، الشي الذي يعني أنه يريد طي ملف القضية الفلسطينية ،علما بأن طيها يعتبر مقدمة لمباشرة تحقيق أطماعه التوسعية من الخليج إلى المحيط .

ولا شك أن من صوتوا لفائدة الرئيس ترامب من عرب ومسلمين قد سُقط في أيديهم ، وأيقنوا أن وعده كان عرقوبيا ،فلا طلع نخلة ، ولا بلحها ، ولا زهوها ، ولا رطبها ، ولا تمرها  سيجنون ، وعليهم يصدق قول الشاعر كعب بن زهير :

صارت مواعيد عرقوب لها مثلا       وما مواعيدها إلا الأباطيــل

فليس تنجز ميعادا إذا وعــــــدت       إلا كما يمسك الماء الغرابيل

ولقد كان على العرب والمسلمين الأمريكان الذين يشاركون في الانتخابات الأمريكية مع علمهم بل يقينهم أنهم الطرف الخاسر فيها  أن يدركوا منذ زمن بعيد أن شأنهم كما قال الشاعر :

المستجير بعمرو عن كربته     كالمستجير من الرمضاء بالنار

وعجبا لأمة  العرب والمسلمين  إذ يوجد في تراثها مثل هذه الأمثال الحكيمة ، ولكنها  مع الأسف الشديد لا تستفيد منها شيئا ، بل  تلازمها الثقة العمياء  في  الوعود الأمريكية العرقوبية ، وقد دأبت على الاستجارة من رمضاء  الحزب الديمقراطي بنار الحزب الجمهوري مع أنه يوجد  في تراثها الإسلامي الحكمة البالغة  " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين " ، ولكنها مع شديد الأسف أيضا تستطيب اللدغات من نفس الجحر الأمريكي ، وفيه عقربان ديمقراطي ، وجمهوري لهما نفس اللدغ ، وسمهما الزعاف واحد ، وهما  دائما مع الحية الصهيونية الرقطاء في نفس الجحر، ومن سمهما تسمد سمها  القاتل.

فمتى سيفيق عرب ومسلمو الولايات المتحدة من غفلتهم ، وهم يثقون الثقة العمياء في الحزبين  المتنافسين على الرئاسة الأمريكية ، ويرجحون كفة هذا أو ذاك بأصواتهم دون مقابل يجنونه سوى الوعود العرقوبية ؟

ومتى  سيقتنعون وهم وسائر العرب والمسلمين في العالم أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بها ؟ وحينئذ سيكفون عن لوم الفلسطينيين على حملهم السلاح من أجل تحرير أرضهم المحتلة ؟؟؟

وسوم: العدد 1103