كلمات إلى العاملين في الجمعيات الخيرية، و المؤسسات الإنسانية في سورية
كلمات إلى العاملين في الجمعيات الخيرية،
و المؤسسات الإنسانية في سورية
محمد عبد الرازق
1 ـ إخلاص النية لله عزو جل في كل خطوة نخطوها، وابتغاء مرضاته؛ لأننا لن ننال الرضا المنشود من الناس مهما بذلنا من الجهود؛ فصاحب الحاجة أرعن كما يقولون، و ألسنة الناس في أيام الفاقة أذرب من حدّ السيف، و لكن حسبنا أن الله يعلم خائنة الأعين و ما تُخفي الصدور.
2ـ الشفافية، ولاسيما في الأمور المالية، و يكون ذلك بتسجيل، و إطلاع العاملين في الجمعية على ما يرد إليها من هبات و عطايا، درءًا للشبهات، و إبعادًا لوسوسات النفس من النظر إلى هذه الأموال بغير حق يقرره النظام الداخلي لتلك الجمعية.
3 ـ الإيثار: ينبغي أن يتصف كل فرد في هذه الجمعيات والمؤسسات بإنكار الذات وايثار إخوانه على نفسه.
4ـ التعاون والمساعدة: بأن يبذل كل فرد منا ما يستطيعه في مساعدة أيّ فرد من أفراد المنطقة التي تتواجد فيها جمعيته، من أجل إنجاح مهمته التي أوكلت إليه، وأن يكون على قناعة بأن نجاح أي زميل في جمعية أخرى سينعكس إيجابًا على إدخال السعادة على أبناء المنطقة بشكل عام.
5ـ تحمل المسؤولية: بأن يتحمل كل فرد في تلك الجمعية المسؤولية الموكل إليه، و ليحرص على أن ينجح في أدائها على أكمل وجه مهما استطاع إلى ذلك سبيلاً، و عليه أن يتجنب محاولات إفشال مهمة غيره من العاملين في جمعيات أخرى؛ لأنه في ذلك يهدم ركنًا من البناء يقوم على تلك الكتف، و المرء قوي بإخوانه، ضعيف بنفسه.
6ـ تقسيم المهمات والأدوار: بأن يتم توزيع المهام على العاملين في تلك الجمعيات، و حتى في الجمعية الواحدة؛ لأن الحمل ثقيل و صعب على شخص واحد، أو جهة واحدة أن تنهض بالعبء بمفردها.
7ـ السعي لتحقيق الجودة، و الإحسان فيما يُقدَّم: بأن يقوم أولئك العاملون في تلك الجمعيات ـ و برضا نفس، و طيب خاطر ـ بتحمل تبعات ما أوكل إليهم من المهام، كلٌّ حسب استطاعته، و حسب المرء أن يحمد على ما يجيده، و يحسنه من أعمال متخصصة، و ليس اعتمادًا على السن، أو المكانة الاجتماعية، و كما روي عن الإمام علي رضي الله عنه: ( قيمة كلِّ امرىء ما يُحسنُه )، و علينا أن نسعى لترك بصمة لنا في حياة مجتمعنا سيذكرها الناس في يوم من الأيام.
8ـ التعاهد على المضي في هذا الطريق مهما لقينا من المشاق، و الصعوبات، و جحود الجاحدين الذين لا يريدون أن يأتي الخير على غير أيديهم؛ فالحاجة مُلحّة و مَنْ يشعر أنه غير محتاج، فهناك مَن طوّقته الحاجة حتى مفرق رأسه، و مَن يشعر باستغناء عمَا تقدمه تلك الجمعيات فلا يكن ممّن تموت المروءة بسبب تصرف يبدر منه، و لا يقدِّر تبعاته على الآخرين.
9ـ التخفيف من التنطع في الورع: و أعني بذلك ما يبدر من بعض العاملين في هذه الجمعيات من حرمان أهله و أقاربه من نصيبهم من العطاء تحت ذريعة ( درء المفاسد بترك الشبهات )، فالناس تحت سيف الحاجة و خط الفقر عمومًا، و هؤلاء الأقارب من جملة الناس، و أولى الناس بالمرء أهله و أقاربه، و لكن لا إفراط و لا تفريط.
10ـ إكرام العاملين في الجمعيات، و القائمين عليها؛ فهم من جملة المحتاجين عمومًا، فليس من اللائق أن ننجح بحماسهم و اندفاعهم في عمل الخير، و نحرمهم من الأجر و العطاء؛ إلاَّ إذا كانوا ممّن أغناهم الله عن ذلك. و لكن الحذر الحذر أن ينالوا أكثر ممّا يستحقون، فعطاء العاملين على الصدقة سهم كبقية الأسهم الموزعة على المستحقين.
11ـ نرى أن يكون ما تقوم بتوزيعه هذه الجمعيات ممّا ألفه السوريون، و اعتادوا عليه في حياتهم، فعلى سبيل المثال: لا تقوموا بتوزيع التمر على مناطق لا تألفه في غير شهر رمضان، و لا تذبح أضاحي الجمال في مناطق اعتادت على أكل لحم الضأن، و هكذا الأمر في الأمور الأخرى.
12ـ تحري الشمول في التوزيع على المناطق، و الأشخاص: بأن يكون التوزيع شاملاً للمحتاجين، و من حيث انتهينا في المرة الفائتة؛ فلا يناسب أن نبدأ بالتوزيع في كل مرة من أول القائمة.