رسالة إلى اخينا احمد الشرع، وأخرى إلى البعض من اخواننا السوريين

اولاً: 

اقدم كل الشكر لما قام  به اخواننا المجاهدين والذين اخذوا المبادرة في انطلاق ثورتنا  ،فقد أنقذتم شعباً كاملا بفضل الله  من براثن الظلم والذل والفساد ، ولكن بنفس الوقت اوجه  مقولة سيدنا خالد رضي الله  عنه  للسيد احمد الشرع عندما قال سيدنا عمر بن الخطاب

"إني لم اعزل خالداً عن سخطةٍ ولا خيانةٍ ولكنّ الناس فخّموه وفُتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه، فحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وان لا يكونوا بعرض فتنة".

أما خالد بن الوليد فاستأنف الجهاد في صفوف جيش أبي عبيدة بن الجراح مثله مثل أيّ جندي، وقال جملته المشهورة:

"أنا لا أقاتل من أجل عمر، وإنما أقاتل لإرضاء ربّ عمر".

وبقي جندياً و سلم ابا عبيدة القيادة وعاش بقية عمره في حمص العدية معززاً مكرماً .

نريدك ان تكون واحدا منا بعد انتهاء مهمتك ، لك ما لنا وعليك ماعلينا  وهذا انتصار كبير لك وإنك لفاعل باذن الله .

اما رسالتي لاخواننا السوريين: 

فقد عبر معظمنا عن فرحته لما قامت به القوات التي أزاحت المجرم وعصابته وكانت الاقنية الفضائيّة تنقل لنا المظاهرات المليونية  في كل محافظات سوريا ولم يكن مخابرات او عناصر امن تدفعها للتظاهر  ، ولكن البعض منا انقسم إلى فئات:

- منهم اظهر عدم رضاه عن الاسد وعصاباته ولكن وبنفس الوقت اظهروا عدم رضاهم على الادارة الجديدة لانها لم تؤمن لهم ضروريات الحياة من خبز وكهرباء وغيره.

هؤلاء نسوا ان اكثر من نصف  قرن من الانحطاط والفساد  يريدون ان يصلحوه في ايام فهل هذا منطق؟.

- ومنهم من قال طيب راح الاسد ، بس بكره راح يجينا من هو  اسوا منه .

وكأن هؤلاء من الاولياء الذين منحهم الله قراءة المستقبل ومع ذلك اقول لهم  لم يمر  ولن يمر على البشرية  امثال هذه العصابة  من فساد واجرام وانحطاط واذلال  فاطمأنوا .

- ومنهم من قال اتى اصحاب اللحى ليحكمونا.

 اقول لهؤلاء: نحن قمنا من  اجل تاسيس حكم ديموقراطي يجمعنا دستور معتمد ومجلس نيابي نظيف فيه كل اطياف المجتمع السوري  ورئيس بمدة محدودة وصلاحيات محدودة، فقد قمنا من اجل هذا الهدف ولن نقبل هدفاً غيره وانا مطمئن لذلك ولكن هناك أولويات يجب معالجتها اولاً.

- ومنهم من قال جميع  قيادات الادارة الجديدة من لون واحد وهم من اصحاب اللحى  

اقول لهؤلاء وهل هناك عيب في اللحى ، فجميعنا صفق لكاسترو ولحيته متدلية على صدره عندما قام بثورته ، وكلنا صفق لجيفارا ولحيته وهي  تغطي فمه  ولم ينتقدهم احد  فهل انتقادكم للحى من اصحاب   الادارة الجديدة  سببه عدم رغبتكم  بتمجيد عقيدتنا الإسلامية  ام ماذا ؟

- ومنهم من انتقد  رئيس الوزراء الانتقالي بوضع شعار لا إله إلا الله بجانب العلم السوري  فثار البعض لان هذا يعني توجيه ان الادارة ذات اتجاه اسلامي.

اقول لهؤلاء : اولا هذا شعار  نعتز به ثانيا هل نسيتم ان هناك حوالي ٣٥ دولة أوروبية وامريكية تعتز باعلامها ذات التوجه المسيحي بوضع الصليب عليها ولم يكن ذلك في موضع اعتراض من كل اطياف مجتمعاتهم ، فلماذا يملك هؤلاء هذه الحساسية المفرطة من اجل وضع شعار نؤمن به جميعاً؟

- ومنهم من انتقد السيد احمد البشير رئيس  الوزراء الانتقالي لانه ألقى خطبة الجمعة في المسجد الاموي وهذه ليست مهمته.

اقول لهؤلاء وما الضرر من ذلك إذا كان يريد ان يوصل برنامجه إلى اكثر عدد من الناس حيث إعلام الادارة الجديدة لم يؤسس بعد ، واقول ايضاً لهؤلاء :  ان الرئيس جمال عبّد الناصر والذي ملك قلوب الناس في خمسينات القرن الماضي ألقى خطبة في جامع الأزهر عام ١٩٥٦ اثناء العدوان الثلاثي على مصر  وقد رحب الجميع بذلك ، فلماذا هذه الازدواجية  والانتقائية في احكامنا؟ ،

اخواني السوريين 

 طيلة حياتي لم انتمي لحزب او جماعة ولكن منذ شبابي وانا طالب كنت احارب الديكتاتورية ولا يمكن ان ارضى بها حكماً علينا. 

فهذه رسالتي لكم وانا معكم ورسالة اخرى لمن يدير سوريا مؤقتاً هذه الايام  اقول باختصار : علينا ان لانقع بالأخطاء بتفكير سطحي يحاول اعداءنا ادخاله في أدمغتنا من اجل غسلها لصالح الفتنة  وان لانتوارث  افكارا قديمة اعتدنا عليها سابقا لنطبقها اليوم دون ان نحسب ان كل حالة خاصة لها حكمها  . وكل نصيحتي ان نبقى متماسكين ضد الفتن مصرين على مطالبنا التي خرجنا من اجلها والله الموفق 

والسلام عليك ورحمة الله 

وسوم: العدد 1107