دور عصابة الاسد بنشر العهر والسيطرة عليه مخابراتياً

كانت المهمة الأولى  لنظام المجرم حافظ الأسد تفتيت أي جماعة خارج نطاق هيمنة السلطة بشكل مباشر سواءاً:

 (أكانت سياسية) بضرب الأحزاب القائمة حينها  ببعضها وتشكيل ما يسمى الجبهة الوطنية، أم 

(كانت رياضية) حيث أغلق عددًا من النوادي الأهلية بداية السبعينات، وحتى إن كانت

( اجتماعيّة )حيث وصلت الهيمنة الى حي الدعارة في حلب الذي كان مشهورًا تحت اسم (بحسيتا).

وفي سبعينات القرن الماضي وبأمر رسمي أزيل حي “بحسيتا” في حلب وهو حي مرخص للعاهرات يعرف شعبيًا بالمحل وكان بقطن بجانبه العوائل  اليهودية  ولهم تاريخ في تداول هذه المهنة ،وأهل حلب يطلقون على زقاق العاهرات اسم “المنزول” نسبة للمضافة الموجودة فيه، بينما تعني الكلمة في باقي المناطق" بيت الضيافة".. كما يسمونه أيضاً “كراخانه” وهو لفظ تركي يعني “البيت الأسود”. 

إزالة الحي أخفت أهدافًا عديدة وأعلنت أخرى، فالمعلن كان القضاء على الدعارة بصفتها أمر يعاقب عليه القانون.. والمخفي انتشار  فتيات المحل العمومي في أرجاء حلب، وغادرت أخريات إلى محافظات أخرى،

الهدف الخفي  لاغلاق بيت الدعارة يكمن في نشر الداعرات  في كل حي  وتحت نظر ضباط النظام ومخابراته. 

بينما كان حي الدعارة  في الستينات من القرن الماضي وقبله حيًا مغلقًا، على بابه الخارجي غرفة حراسة، يقوم الحارس بمراقبة من يدخل ومعرفة هويته وعمره، إذ كان ممنوعاً دخول الفتيان الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة بعد!

ولكن ادى هذا التجميل المقصود  إلى بعثرة فتيات الهوى او حزب البغاء وزيادة أعدادهن  وتمّ توزيعهن على الأحياء وعملهن بشكل غير نظامي، بمعنى أنّهن لم يعدن يتبعن لفحص دوري إجباري في مديرية الصحة لأجل الكشف عن الأمراض السارية، ولم يعد لهن “بترونة”

والتي تعتبر  رئيسة حزب العاهرات ويقابله اللفظ العربي “قِوادة” ولها لقاء قيادتها وتنظيمها لعمل العاهرات مقابلٌ مادي تأخذه من أجورهن،و“البترونة” كانت تقوم بمهمة أكبر وأخطر من الإشراف على العاهرات وهي التجسس على الزبائن المهمّين عن طريق الفتيات اللواتي يخضعن لاستجواب رسمي بعد انفرادهن بالزبون. ولن يكون الأمر مستغربًا إذا عرفنا أنّ حارس مدخل بحسيتا في الستينات من القرن الماضي تابع لإدارة المخابرات ولمديرها “بدر جمعة”شخصيًا.

فتم هدم الحي، فانتشرت  العاهرات في الأحياء كافة وباقي المحافظات ، فكانت سياسة منظمة استهدفت توسيع رقعة التجسس واستبدال “البترونات” بالضباط والمخابرات مع المحافظة على نوع البضاعة المعروضة وجودتها.

وقد كانت المهمة الأولى “للعاهرات”مساعدة “الرفاق” الضباط في الحصول على معلومات حول النشاطات السياسية لطلاب الجامعات المنتشرين في الأحياء الشعبية. والرفاق الذين حملوا على عاتقهم كتابة التقارير التي تودي بكلِّ إنسان نظيف إلى الاعتقال أو التصفية، لم يكونوا من المخابرات أو الضباط فقط، لأنّ حركة العهر لم تقتصر على بائعات الجسد والقوادين من الضباط ورجال المخابرات، بل كُرِّست بشكلٍ رسمي في مؤسسات الدولة عبر مخبرين متخصصين يشغلون وظائف ذات أهمية أو يكونون مجرد سعاة بسطاء وحراس وسائقين.

وضرَبَ الفسادُ أطنابه في كلِّ المؤسسات وأولها المؤسسات الدينية التي كان يترأسها مفتي النظام  “أحمد حسون” وهو الذي هدّد أوروبا بإرسال انتحاريين إلى كلّ مدنها إن هي تدخلت في سوريا .  لقد كان هدف تصريحات مفتي النظام وصوره مع المراهقة الروسية ماريانا ناموفا، وفي حفل تكريم ملكة جمال اللاذقية.. تسهيل الدعارة ووضع هذا ( البزنس) تحت تصرف المخابرات مما يؤكد ان أنّ النظام لم يعد معنيًا بارتداء الأقنعة التي تخفي عهره بل أصبح يتفاخر به رسميًا.

كان الالتزام بدورات الصاعقة والمظلية والمختلطة  والانضمام إلى معسكرات الشبيبة أمرًا لابدّ منه لكلّ الشباب والذي هيأ لهم النظام العهر الجسدي في اي مكان يرغبون فيه ممارسته وشجعهم على منحهم امتيازًا استثنائيًا بإضافة علامات إلى معدلهم في الثانوية العامة يُمكِّنهم من دخول كلية الطب والهندسة، وهذا أدّى بطبيعة الحال إلى ظهور دفعات من خريجي الطب والهندسة  لا يفقهون شيئًا من الطب والهندسة ويعملون على طريقة المنجمين إلى أن يثروا فيتحولون إلى رجال أعمال، ومقاولين وتجار بناء!.

واستمر العهر الجسدي يشق طريقه ليشكل  

عهراً فكرياً  وصل إلى  مؤسسة الإعلام والذي ترأس فرعه في دمشق “المخبر” نضال الصالح صاحب أكبر حصة في كتابة التقارير بأصدقائه من أساتذة جامعة حلب.

لقد استعمل  النظام كل طرق العهر  من عهر الإجرام إلى عهر الفساد الى عهر  الرشاوي إلى عهر النجاح بالجامعات وقد شجع النظام بممارسة كل أنواع هذا العهر  هو تسهيل العهر الجسدي ليصل الأمر الى سهرات ضباط الاسد  مع زوجاتهم يتبادلوهن بينهم   ….. وهات يا تقارير 

بينما  المجرمين :الأسد  واحد والأسد اثنان يحصدان فلوس الفساد والإجرام. 

ومبروك علينا جميعاً نجاح ثورتنا.

وسوم: العدد 1116