دعوة للتغافر... لا تقولوا : تكويع بل قولوا توبة وأوبة.. وما أجملها للصادقين
الحمد لله.. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله…
اللهم إنه قد كان في قومنا من اتهمنا وحرّض علينا، وآذانا وشمت بنا، وأعان علينا مجرما ظالما أفاكا، أعانه علينا يسفك دماءنا ويهتك أعراضنا ويدمر ديارنا ويخرجنا منها.. وهو يقول له إيهِ .. إيهِ ولا يرعى فينا إلا ولا ذمة..
اللهم وإنا نعرف في هؤلاء رجالا ألسنتهم أحلى من العسل.. ووكلنا ما في قلوبهم إليك
اللهم فمن تاب وأناب منهم وراجع ورجع فنحن شفعاء فيهم إليك أن تقيل عثرتهم وتقبل توبتهم وتغفر لهم وترحمهم..
ومن علمت منه غير ذلك فاكفيناه بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير ..
اللهم إننا كلما قرأنا في كتابك (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم) خشعت قلوبنا، وخرجنا عن حولنا وطولنا ورعونات نفوسنا إلى حولك وطولك وقوتك لا إله إلا أنت..
اللهم من كادنا فكده، ومن أراد بنا مكرا فاقلب مكره عليه، ومن وقف بين يديك مراجعا تائبا مستغفرا فقد علّمنا رسولك الذي أرسلت لنا أنك تفرح بتوبة عبيدك، ومالنا لا يرضينا ما يرضي مولانا…؟؟
أيها الأحباب جميعا: لنا من الناس ظواهرهم ونكل بواطنهم إلى الله. نغضي عن الآبق إذا عاد، ولا نخدع.. ولا نزلّ ولا نتألى على الله في أحد من خلقه.
ونصيحتي لهذه الطبقة من الناس؛ غيبوا وجوهكم عن الناس، وابكوا على خطاياكم، عسى الله أن يغفر لكم.. وويل لمن لم يرحم الله..
مرافعتكم اليوم أمام قاضي السماء.. وحديثكم مع قاضي الأرض مزيد من اللجاجة…
كان المسلمون من الصحابة بعد الفتح إذا مر بهم عكرمة بن أبي جهل رضي الله عن عكرمة يقولون : هذا ابن عدو الله…
فشكا عكرمة ذلك إلى رسول الله، فقال للناس: لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء. وقد علمنا أنه لا يُعير تائب بذنب ولا عاص بمعصية ولو حُدّ عليها..
ونقول للذين مالؤوا عدو الملة والدين والأمة: ورب كلمة من سخط الله يقولها العبد لا يلقي لها بالا يخر بها في جهنم سبعين خريفا…ونعلم أنكم قد قلتم مثلها كثيرا، وأمركم فيها لمولاكم وليس لنا، فلا تظلوا بلجاجتكم تخرجون أضغان الناس من حولكم..
(أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ..) ويحكم بل ويلكم كيف تنسون، وأول الاستغفار إقرار، وعقب الإقرار إعلان ندم؛ ومن زعم أنه كان محسنا فما تاب!! ولقد قلتم الكلمات النكر، وأمرتم بالمنكر وحرضتم بخبث في قلوبكم، أو لعله بسوء اجتهادكم على القتل والهتك وأيدتم المجاهرين بكلمة الكفر…!!
وحفظ منكر قولكم الأطفال وهم يسمعونه عواء ذئبيا يقض عليهم مضاجعهم في الليل فكانوا إذا سمعوا عواءكم يرتعدون..
وضجت من هوله ما صدر عنكم قلوب المنتهكات يرين من يدعو بالتوفيق والعون للمنتهك القاتل…
فإذا كنتم صادقين في الأوبة فاعلونها توبة..
ولا تحسبون ما اقترفتم هينا فهو والله عند الله والناس عظيم.. ومنكر ..
وقال العالم للرجل قتل مائة نفسا، ومن يحول بينك وبين التوبة؟؟
لا يغلق ما فتح الله لعباده إلا مدع ظالم…
اللهم تب علينا وعلى كل من بالصدق تاب…
لا أقول هو تكويع… بل أدعوكم وأرجو لكل العصاة والمرتكبين أوبة بعد توبة…
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
تبت إلى الله وندمت على كل ذنب أذنبته فيما بيني وبين ربي، وفيما بيني وبين الناس.
وعزمت على أنني لا أعصي الله ورسوله أبدا
اللهم وقد عصيتك بجهلي وضعفي وسوء تقديري وغرني فيك كرمك وأنك أنت الغفور الرحيم
ويلٌ لمن لم يرحم الله..
وسوم: العدد 1116