كلمة نصح، لا يسكت عن مثلها الناصحون
إلى السادة المؤتمنين على ثورة شعبنا، حاضرها ومستقبلها… وعاجل أمرها وآجله
لقد استبشرنا خيرا كبيرا لما اتسمت به طريقتكم منذ دخولكم الأول إلى مدينة حلب من بهاء وجمال، ونريد أن نظل نفخر ونفاخر.. بتلك الطريقة البهية من السلوك الحضاري والإسلامي الأرفع.
و تذكرون كيف أصبحت فعلة رجل في أول الثورة، الله أعلم به، لطخةً على جبين ثورتنا البهية.. بأن القائمين على هذه الثورة أكلة قلوب وأكباد…
وأنني في مقامي هذا لا أدفع ولا أدافع لا عن مجرم سفاك، ولا عن منافق أفّاك.
ولكنني أذكر أننا من قواعد التشريع في دولتنا الإسلامية كما في دولتنا المدنية، لا يسترد حق بيد.
وأن مآل الأفراد في كل ما ينشب بينهم إلى صاحب الأمر. وقد صار عندنا في الشام، ولله الحمد والمنة، ولي أمر نثق به، ونفزع إليه.. ونحكّمه ونحتكم إليه.
إن ما تابعناه وعاينا صوره منذ أيام من اقتحام بعض البيوت، والسطو على ما فيها، على طريقة أهل التعفيش، من أفراد الله أعلم بحالهم، ونرجو لهم الصلاح والفلاح..لا ينسجم مع الصورة المثلى لدولة أردناها وأردتموها لنا دولة حقوق وقانون!!
وإن ما نسمعه من دعوات على لسان بعضهم إلى نبش القبور، والعدوان على الأموات في قبورهم؛ كل أولئك وما يشتق فيه يخرج أولا عن تعاليم شريعتنا، وأدب نفوسنا، ثم إنه سيكون وليجة للمتربصين بوطننا وأهلنا وثورتنا..!!
والمأمول منكم أيها السادة المرجوون، أن تعززوا سياساتكم الحكيمة، وأن تلجموا فوران العواطف عند جيل من المألومين أو الموتورين بالحسنى.. وأن تذكروا كلمة سيدنا عثمان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..
وإن وازع السلطان يجب أن يظل حاضرا لمن لا ينفع معه وازع القرآن..
وأذكركم وأسأل الله أن تظلوا أهلا للذكرى، أن "الرسول قدوتنا" وقد سئل لم لا تقتل رأس النفاق عبد الله بن أبي، وقد بالغ في آذاه؛ فأجاب: فكيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟؟
فكيف إذا تحدث الناس أن جمهورا من أنصار الثورة السورية الجميلة الوضيئة، يعفّشون البيوت!! وينبشون القبور، ويتوعدون الناس…
اللهم قنا السيئات
وسوم: العدد 1116