مفضلاً قتل باقي “المخطوفين” كـ”بيباس”.. نتنياهو: أستعين بترامب وسفر المزامير

في يوم تحرير جثث المخطوفين الأربعة، نشر نتنياهو، الذي فعل كل ما يستطيع لحرف الغضب عنه وعن الحكومة، فيلماً اقتبس فيه الآية 94 في سفر المزامير: “إله الانتقام، تعال وانتقم لنا”. وبعد يوم، عندما أظهرت نتائج الطب الشرعي بأن جثة المرأة التي أعيدت ليست جثة شيري بيباس، وعد نتنياهو “سنعمل بتصميم على إعادة شيري إلى البيت مع كل المخطوفين، الأحياء والأموات، ونؤكد أن حماس ستدفع الثمن على خرق الاتفاق الوحشي والإجرامي”.

في هذه الأثناء، يئير هورن، الذي عاد في النبضة قبل أسبوع، توسل من أجل حياة شقيقه ايتان، الذي بقي خلفه في الأسر. يمكن سماع الذعر في أقواله، والشعور بأن حياة شقيقه والمخطوفين الآخرين آخذة في النفاد مع مرور الوقت. “هناك أشخاص يحتضرون الآن في الأنفاق. أخي يحتضر الآن في الأنفاق. علينا العمل الآن وليس في الغد”.

الآية التي اقتبسها نتنياهو من سفر المزامير وكأنها كتبت بصورة مباشرة له: “إلى متى سيبقى المجرمون في حالة فرح”.

الآية التي اقتبسها نتنياهو من سفر المزامير وكأنها كتبت بصورة مباشرة له: “إلى متى سيبقى المجرمون في حالة فرح”. الشخص الذي حول بيده واقع الحياة في إسرائيل إلى جحيم سياسي وأمني، يعد الآن بالانتقام وينفذه. الشخص الذي في ولايته تم التخلي عنهم واختطافهم، وبعد ذلك قرر تركهم هناك أكثر من 500 يوم، يبدو أنه وجد الذريعة المثالية للإعلان عن استئناف القتال في غزة، هذا سيزيل صداعه، وسيكون بإمكانه العودة والتحدث عن النصر المطلق والقضاء على حماس وآخر شخص فيها، وتغذية ذلك بخطاب الموت والكراهية الذي تحبه قاعدته، وإرضاء سموتريتش والكهانيين.

الكابنت الذي عقد في 10 تشرين الأول 2023 لم يناقش قضية المخطوفين واقتراح قطر بإعادة النساء والأطفال مقابل سجناء أمنيين. نشر في صحيفة “أتلانتيك” في أيلول 2024 مقال يؤيد النبأ الذي نشر في “كان”؛ وبعد بضعة أيام على المذبحة، قالت مصادر رفيعة في إدارة بايدن بأنه كان هناك اقتراح من حماس: إطلاق سراح النساء والأطفال مقابل وقف إطلاق النار، لكنها تفاجأت من أن إسرائيل لا تريد مناقشة ذلك. كانت شيري وأطفالها أحياء في حينه، لكن الرغبة في الانتقام تغلبت على الرغبة في تحرير المخطوفين.

الكبرياء المجروحة والانتقام هما وجها قطعة النقد. نقف أمام نفس المعضلة، لكن مع عدد أقل بكثير من المخطوفين الأحياء. هل نحن على استعداد لرؤية إعادة الجثامين في توابيت من أجل مواصلة الحرب في غزة، أو نطالب بإعادة جميع المخطوفين دفعة واحدة ووقف الحرب. الانتقام لن يعيد ايتان هورن. استئناف الحرب في غزة وموت وإصابة الجنود وقتل المزيد من الغزيين لن يعوض قتل شيري بيباس وأطفالها.

الموت بسبب التعذيب أو المرض أو الإعدام، أو اقتراب الجنود من نفق يضم الون اهل والأخوان زيف وغال بيرمان، من أجل الانتقام من حماس، كل ذلك سيوسع دائرة الدمار وسيبعد بداية إعادة الإعمار. اسمحوا لي بأن أتجرأ وأخمن بأن هذا جيد لنتنياهو، الذي يسير نحو أفق يختلف كلياً عن الأفق الذي يحتاجه الجمهور كثيراً، ويريد استنفاد جميع الإمكانيات التي تمتلكها إدارة ترامب – ماسك. هو لا يريد الانتقام لأنه وبحق لا يهمه، بل يريد من نحن أن نرغب في الانتقام.

الناس يذهبون إلى النوم بقلوب ثقيلة، أربعة توابيت تعشعش في رؤوسهم، ويستيقظون على كابوس جديد في الصباح. البؤس والخوف يسكنان في الشوارع والبيوت. نتنياهو بحث ووجد الذريعة المثالية للتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية في الاتفاق. سيتم التخلي عن المخطوفين ليموتوا، والتطهير الذي ينفذه ترامب في قيادة الجيش والأسطول الأمريكي ستكون هي الإلهام لإقالة رئيس “الشاباك” لطمس ما يحدث في مكتبه، وإمساكه بدفة الحكم.

وسوم: العدد 1117