فيلم «الحكاية مش معادن»: «تسحيج» في واشنطن… وزيلينسكي «اللهم شماتة» … نائل البرغوثي «يحرر يهود العالم»
رصدنا ونحن نتابع تغطية قناة «العربية» للقاء ترامب – زيلينسكي العاصف أصابع التحذير التي ارتفعت في وجه الرئيس الأوكراني «7 مرات» على الأقل من جهة الرئيس الأمريكي ونائبه، خلافا للمس الضيف 5 مرات على الأقل بدون ود.
نائب الرئيس بالغ في استعمال أصابعه، وهو يمتدح سيده ثم صاح «أنت لا تدرك حجم الخدمة التي يقدمها لك ولشعبك السيد ترامب».
المشهد الأخير أقرب إلى «لقطة من فيلم الحكاية مش حكاية فلوس» والأصح تحويل وتحوير الاسم ليصبح» الحكاية مش معادن»!
ظهر السيد النائب «جي دي فانس» مشرئبا مستنفرا وكأنه حقا في انتظار «لحظة الانقضاض» على الضيف الأوكراني الفريسة من باب «إرعابه لأهداف مالية»، فيما كان يعدد «مناقب السيد الرئيس» بصيغة تذكرنا بـ»المهباش» في المسلسلات البدوية.
حجم «التسحيج»، الذي ينفق من جهة كبار المسؤولين الأمريكيين للرئيس، لا يليق بدولة ديمقراطية، فهو يصلح لجمهوريات الموز فقط، التي تنام وتستيقظ بأمر من «السيد الرئيس الملهم العلامة، الفهامة، المُلهم»، إلى أخر تلك الأسطوانة.
نعم. وترجمة قناة «الجزيرة» أظهرت ذلك الحجم، الذي يتحدث عنه «السيد النائب»، لأن ترامب يريد «المعادن النادرة» الأوكرانية في المقام الأول، واستعادة ما دفع سابقا في صفقة بأثر رجعي وعلى طريقة الكاوبوي.
دروس في «التسحيج»
مقابل هذا الأداء الرئاسي تبرز في الثنايا مفردات خطاب «أوتقراطي» يتبناه مسؤولون في الإدارة بطريقة تدفع «المسحجين العرب» للشعور بالخجل عمليا.
حتى فكرة التسحيج شعرت بالخزي والمنافسة، فلولا العيب والتقاليد الأمريكية لهتف فانس قائلا: «السيد ترامب لا ينام وخدوده تورمت من كثرة السهر لإنقاذ الشعب الأوكراني وحماية الكون».
كلهم في البيت الأبيض على الطريقة السورية القديمة يمتدحون «الرئيس الملهم»، باعتباره «نعمة السماء للبشرية» ومحرر أمريكا من الاستغلال.
لم نرصد سابقا هذا المنسوب من الرياء والتملق في خطاب كبار المسؤولين في واشنطن، الأمر الذي يعزز القناعة بأن السيد ترامب تطربه حقا هذه الأسطوانات.
هم بالتسحيج المذل «يضللون القيادة»، تماما كما يحصل في بعض الدول العربية.
أحدهم من واشنطن أبلغنا مبكرا: ترامب لا يؤمن إلا بالولاء الشخصي له، ومن جمعهم حوله يعلمون ذلك ويعزفون عليه.
عمليا، مع وجود «وصلات وناسة تسحيجية» ومسحجين بالطن في أروقة البيت الأبيض ما يتبقى الإعلان – قريبا – عن «مندسين» حتى تكتمل رواية الإمبراطورية التي تتحول إلى كيان أوتقراطي مطلق يحكمه «سمسار فاسد».
زيلينسكي بدوره يصلح معه القول «اللهم شماتة»، فتصريحاته في دعم الإبادة الإسرائيلية والغزل بالإرهاب الصهيوني، ما تزال عالقة في الأذهان، ولن يجد في بلاد العرب أوطاني أو حتى «هز الكتف بحنية» من يتعاطف معه، بعد الكمين المحكم، الذي نصب له من أجل المعادن حصرا.
المهم من زاوية أبعد فإن ظهور دبابة ميركافا الإسرائيلية مع الجيش الأوكراني على الجبهة لم يعد يعني شيئا، فمغازلة إسرائيل لم تعد هي الدرب نحو «دولارات أو شيكات أو تضامن واشنطن». زيلينسكي بات يعلم ذلك، وأملنا كبير أن يعلمه بعض الزعماء والمطبعون العرب.
نفهم من أستاذ جيولوجيا أردني استضافته قناة «المشهد» أن «عنصرين نادرين» فقط في معادن أوكرانيا، هما الهدف، ومجموعة البزنس التي تحكم أمريكا تعلم ذلك، وكلاهما يدخلان في إنتاج اليورانيوم.
ما قالته بوضوح محطة «سي أن أن» بعد 4 ساعات مما حصل وعلى لسان أحد المحللين في اختصار أن ترامب يريد صفقة معادن مجانية، والأوكراني لا مانع لديه ويريد مقايضتها بـ»قوات عسكرية» وحفنة أسلحة. لذلك الخلاف «تجاري» في المقام الأول، ودعوانا «اللهم زدهم خلافات».
تحرير يهود العالم
كيف يمكن هزيمة الأسير «نائل البرغوثي»؟ هذا سؤال أطلقته المذيعة في قناة «الجزيرة»، وهي تجري على الهواء أول اتصال هاتفي مع «شيخ أسرى فلسطين»، بعد أقل من ساعة من الإفراج عنه.
سؤال «مستحق» بجدارة، لأن البرغوثي بعد «45» عاما في سجون الاحتلال أبلغ بدوره «يهود العالم» أن أسرى فلسطين يريدون «تحرير اليهود» من براثن «الصهيونية المريضة» أيضا.
لا أحد بتقديري يملك وصفة لهزيمة ارادة رجل جلس في زنزانة نحو 45 عاما، ثم عندما اشتم الهواء ورأى الشمس للمرة الأولى سارع لوصف ما حصل معه بأنه «إفراج جزئي»، ولن يكتمل إلا بحرية غزة وفلسطين.
تلك روح لا يمكن هزيمتها، بدلالة ما بثته القناة الإسرائيلية 12 وهي تعلق على مشهد الأسرى المبعدين إلى مصر بعنوان «الإرهاب الفلسطيني حر الآن وسيعود».
أحدهم على الشاشة العبرية اقترح «الدول التي قبلت الإرهابيين عليها أن تراقبهم». تلك توصية مضحكة تنسجم مع معايير القول الشعبي «لا توصي حريصا».
أجهزة الأمن العربية لديها مثل النظام السوري الهارب مديريات وأقسام بأكملها وظيفتها «مطاردة المناضلين» الفلسطينيين والتحقيق معهم ومراقبتهم لصالح الاحتلال أولا، وحرصا على حجز فيروس الاعتراض وعبوره!
قابلت مؤخرا بالصدفة أربعة مناضلين تم إبعادهم لإحدى الدول الإسلامية، في ترتيب دولي إقليمي – فلسطيني، كانوا في حالة يرثى لها، حيث لا يسمح لهم بالمغادرة، ولا أموال لديهم، وتخلت عنهم حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة.
وسوم: العدد 1118