لا مبغيا علينا ولا بغاة

الحفاظ على وحدة سورية جغرافيا وديمغرافيا أمانة في عنق كل سوري حر شريف. بما في ذلك الجولان السوري المحتل.

ولم يكن مطلب التخلص من النظام المجرم ليتقدم عندنا في أي لحظة، على مطلبنا في الدفاع عن كل ذرة تراب من الارض السورية.

كل المشكلات العالقة مهما كانت طبيعتها، يمكن أن تجد حلولها الوطنية والعملية في وقتها…

دعوتنا لكل السوريين إلى التماسك أمام خطاب الفتنة الذي يبثه بعض الافراد والشبيحة الذين يعتقدون أنهم بنجاح هذه الثورة فد خسروا مواقع نفوذهم وتسلطهم.

ليس معيبا أن يكون لي ولك مطالب من سورية الجديدة التي حلمنا بها، وسعينا إليها، وضحينا في سبيل انتصارها.

أول ما يجب أن نتفق على إدانته هو أن نحمل السلاح ضد أنفسنا. وأول ما يجب ان نرفضه هو تبعيضنا. وعلى الإدارة القائمة أن تظهر مزيدا من التفهم، والحزم والمبادرات.

يكفينا جميعا ما دفعنا من دماء.وليس من الحكمة بل من الحمق التداعي للاحتكام إلى السلاح..

الاحتكام للسلاح كان نهج المخلوع الذي انتصرنا عليه. وقد كان نهجه نهجا وخيما..

لا ندعو صاحب حق إلى أن يتنازل عن حقه، مهما تكن طبيعة الحق. بل ندعو إلى الرفق في طلب الحق.. وإلى أخذ السياقات العامة التي يمر بها الوطن…في عين الاعتبار.

وعندما يقال إن التحشيد سيقابل بالتحشيد، سنكون بالفعل قد وقعنا جميعا في المحظور.

عن أنفسنا فلن نتردد أبدا في الوقوف وراء سورية الواحدة والموحدة على مستوى الجغرافيا والديمغرافيا، ووراء الإدارة القائمة حتى يتجاوز الوطن المرحلة الانتقالية، وننتقل إلى بحبوحة الحكم الرشيد.

لا بأس أن يؤشر السوريون، على أوجاعهم، ولا بأس أن يلمسوا برفق مطالبهم فالحال الذي آل إليها حال سوريتنا، هو حال عطاء وليس حالَ اقتضاء.

ومن موقع الثقة بأنفسنا، وبذاتنا الوطنية الجامعة، نؤكد أننا ليس لنا في سورية ترف في الاختيارات؛ فنحن إما أن نعيش معا في سورية واحدة موحدة، وإما أن نعيش معا في سورية واحدة موحدة… ولا راية ثالثة بين الرايتين.

وقديما قالوا: من سل سيف البغي قتل به. نريدنا نحن السوريين جميعا لا مبغيا علينا ولا بغاة ظالمينا..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1119