الجمعيات النسائية دورها في المجتمع ورؤيتها الاجتماعية

dfdfdf1122.jpg

د . سندس اللامي

إنشاء الجمعية النسائية في المجتمع يعني بكل بساطة تحقيق مايصبو إليه المجتمع الصالح من حفظ للحقوق ، وحث على تقديم الواجبات ، والعمل الدؤوب في عمليات إصلاح العمل النسوي للرقي به نحو مايوفر الطمأنينة والسعادة للمرأة ولأسرتها ، وبالتالي لمجتمعها الذي تعيش فيه .

هنا كان لكل جمعية نسائية رؤية تتسع دائرتها أو تضيق حسب البيئة التي تعيش فيها الجمعية ، ومقدار الدعم المادي والمعنوي من الجهات ذات العلاقة بهاا, . وتبقى الرسالة التي تحملها الجمعية النسائية ذات قيمة وتأثير إذا ما استرسلت في تطبيق برامجها وتنفيذ عناصر تلك الرسالة . وقد تتعثر خطاها أحيانا لسبب أو لآخر ولكن يبقى الهدف المنشود محفِّزا قويا لإتمام المسيرة ، والسعي للوصول إلى قمة الأهداف الغالية التي تعود كما قلنا على المرأة خاصة ، وعلى المجتمع الذي تعيش فيه . وهنا أيضا تتجلى أهمية المشاعر والنوايا الحسنة في هذا المضمار .

ولا تنسى المرأة التي تعمل في الجمعية النسائية أن تضرب المثل الحي المتمثل في قيامها بواجباتها المنزلية ، من الطاعة والتفاهم والمشاركة الفعالة في حياتها المنزلية ، ومن قدرة في تذليل الصعوبات التي قد تمر بها الأسرة ، والظروف التي تتطلب الصبر والوعي .ولاشك أن المرأة وهي الأم بالدرجة الأولى تتمتع بمزايا وصفات عالية ، فهي موئل الحب والحنان لأبنائها منذ الولادة وإلى آخر المطاف . وهي ينبوع العطاء الذي لايجف على حياة أسرتها ، وأرحامها . ولا تقل أهميتها في هذا الدور عن دورها في مجتمعها الذي تعيش فيه ، فهي المربية في بيتها ، وهي المعلمة في مدرستها ، وهي الطبيبة في مستشفيات وطنها . وتبقى هي الرائدة في التربية الأولى لأبنائها منذ نشأتهم . ولا يستطيع أحد من الناس أن ينكر فضلها ومكانتها في هذه المجالات ، ولقد قيل إن المرأة التي تهز سرير أطفالها بشمالها لتهز العالم بيمينها ، وذلك لأهمية دورها في الإعداد والتربية الصالحة . ومن هنا تأتي أهمية دورها في مجتمعها . فالمجتمع يتطلب ممَّن يخوض غماره القدرة على حل المشاكل ، والوعي في تلقي المهام ، والرغبة الصادقة في تأديتها بصدق وإصرار ، وعدم التهاون أو إرجاء الأعمال المنوطة بها إلى غد أو بعد غد ، فتأجيل إنجاز الأعمال يلحقه الإهمال في أكثر الأحيان . والمرأة التي تشعر بالمسؤولية هي الأكثر حرصا على إنجاز مهامها دون تأجيل أو تأخير ، ولعلنا نجد الكثير من النساء الصالحات في تاريخنا القديم اللواتي قَـدَّمْـنَ لمجتمعهن الكثير من الإنجازات التي تتطلب الكفاءة العالية ، وضربْنَ الأمثلة الرائعة في أدائهنَّ .

والجمعيات النسائية تقوم في عصرنا هذا بالعديد من المجالات الاجتماعية ، ومنها التطوعية لمساعدة الأســــر المحتاجة للمساعدة . وتقديم الخدمات التطوعية لمدارس البنات ، وتعليم أنواع الحرف المناسبة للمرأة ، والقيام بمحاضرات إرشادية للشابات المقبلات على الزواج ، إلى غير ذلك من الأعمال التي تخدم المرأة بالدرجة الأولى ، وتخدم بالتالي مجتمعها التي تنتمي إليه . فلدى المرأة الواعية قدرات إبداعية ، وكفاءة لايستهان بها تخدم نجاح الأعمال بشكل جيد ، ولقد أحسن وأجاد مَن كتبَ عن المرأة فقال : ( المرأة صنو الرجل وشريكته في بناء المستقبل والحياة، ولهذا فإنَّ دورها في الحياة والعمل لا يقلّ أهميةً عن دور الرجل، بل إنَّ المجتمع بحاجة إلى عمل المرأة في كثير من الميادين التي يستوجب وجودها فيها وخصوصًا في الطب والتمريض والتعليم، وبشكلٍ عام يُعدّ العمل عبادة سواء للرجل أو المرأة، فالإنسان بلا عمل يغرق في الكسل والخمول وقلة المال، ويُصبح بلا كيان، أما العمل فإنه يُضفي قيمةً إضافية للإنسان، ويُعطيه دافعًا ليُنتج أكثر، وبالنسبة للمرأة فإنها قادرة على أن تكون عضوًا منتجًا في مختلف ميادين العمل، وقد أثبتت قدرتها بالفعل، وأثبتت نجاحها في العمل والتوفيق بين بيتها وعملها. (

د . سندس اللامي

رئيسة جمعية المرأة العربية في جويلف

مديرة أكاديمية القلم

وسوم: العدد 1122