أفريقيا.. بلا أب
محمد طه خاطر
أفريقيا يتيمة بلا أب.. هذا حال أكبر قارات العالم وأكثرها سكاناً، نعم أصبحت يتيمة بلا معيل.. وهي تنعي وفاة والدها ومعيلها الأبرز على مر العصور رائد العمل الخيري وسفير الدعوة ومؤسس لجنة مسلمي أفريقيا "جمعية العون المباشر" الدكتور عبد الرحمن السميط.
كان يمسح دموعها وقت البكاء، ويحفر آبارها وقت العطش، ويسد رمقها وقت الجوع، ويبني مساجدها في دولها المختلفة!
هذا لسان حال أفريقيا تنشد فتقول:
يا دمعتي اليتيمة .. يا أحرُفي الأليمة
مات أبي فقولي .. للأنفُسِ الرحيمة
يا دمعتي اليتيمة .. يا دمعتي اليتيمة
مات أبي فمن لي .. يُلقي الحنان حولي
قولي لهم لعلّي .. ألقى يداً كريمة
لا تتعجبوا هذا ليس تشبيها.. بل إنه واقع وهو لسان الحقيقة.. أفريقيا تبكي وفاة أبيها، ومن الصعب تجد من يكفلها ويعوضها حنانه.
لقد كفل أيتامها ورعاهم حتى صاروا أساتذة ودبلوماسيين وسفراء، وحتى وصلوا لهذه المكانة وهم يعترفون بهذا الفضل.
عجيب الحديث عن هذا الرجل.. وقد التقيته مرة واحدة عندما كنت مديراً لتحرير مجلة البشرى فأجرينا معه لقاء.. صفات كثيرة لمستها فيه جعلته يحتل هذه الصدارة والمكانة العالية في عمل الخير.. نسأل الله له القبول وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ربما تكون العزيمة أو حُبّ الخير أو البساطة أو الإيثار أو الذكاء.. وصفات كثيرة أخرى جعلته يتبوأ دون أقرانه حب المساكين بهذا القدر في القارة السمراء، وحب أهل الخير بين مواطنيه وإخوانه أو العاملين في المجال الخيري عامة.
جهود الداعية - رحمة الله عليه - الدكتور عبد الرحمن السميط أسفرت عن إسلام ما لا يقل عن 11 مليون إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها وزعماء قبائل ودعـاة لأديان أخرى أسلموا فتحولوا إلى دعـاة للإسلام أنقذهـم بفضل الله تعالى، وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات والمدارس وغيرها من الاحتياجات.
لك الحق أن تبكي يا أفريقيا.. نسأل الله أن يعوض عليك برجل مثله وليس ذلك بعزيز، فلقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم " الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة".