ومتى كانت أمريكا صديقتنا؟؟؟...

ومتى كانت أمريكا صديقتنا؟؟؟...

عقاب يحيى

تاريخ طويل من التعامل كان قميناً بأن يخرس كل تفاؤل المتفائلين، ودعاة الصداقة للإدارات الأمريكية، والوقائع نفقأ العيون، والتاريخ ماثل.. والراهن كبير

ـ من حقها الدول العظمى أن تحافظ على مصالحها، وأن تكون لديها مشاريعها الاستراتيجية، وأن تتعامل وفقها، وتضع الشعارت ـ جميعها ـ في كيس الاستخدام المناسب.. فهذا مفهوم لجميع الدول حاملة المشاريع الخاصة بها، وتبقى " العترة" على من يعمل خبط عشواء، وبردود فعل آنية.. مسحوبة الدسم من الخواص الوطنية والمستقبلية .

ـ ثلاث أعمدة شكلت خلفية، ومحرك الدول الغربية، والولايات المتحدة بوجه الخصوصو، ومنذ تاريخ خروجها من عزلتها لوراثة المستعمر القديم، وهي عوامل يجب أن نفهم تشابكها، وتناقلها، وموقع كل منها في الرؤى الاستراتيجية للولايات المتحدة على مدار اختلاف الإدارات، ودور الرئيس فيها.

ـ أساسها المصالح الاقتصادية، والنفط والموقع استراتيجيان فيها، لذلك كانت البلاد عرضةلهيمنة كثيفة تختلف عمّا هي عليه حال مناطق غير نفطية، وغير استراتيجية جغرافيا ..

ـ الصهيونية وموقعها وساحة تأثيرها، وقد ابتليت الأمة العربية بمشروع استيطاني يأخذ القلب الواصل بين أفريقيا وآسيا .

ـ البعد الإديويلوجي الذي لا يمكن نكران دوره وأثره، وحوامل التاريخ، وتحميله أيضا استحضارات جديدة تتقولب، وتتلون وفق المطلوب.. بنظرة عدائية، وخوف يمثل كابوساً لدى عديد المنظرين والقادة السياسيين ..

                                                       *******

ـ معظمنا يعرف هذه الحقائق التي يكشفها الواقع الأمس، والحاضر، لكن والثورة السورية انطلقت، وهي تواجه أعتى الأنظمة القاتلة المدججة بحلفاء عضويين، وبكتلتها الفئوية، والتجييشية، وما تملك من اسلحة وخبرات أمنية خبيثة، وقطعان حاقدة.. اتجهت الأنظار لمن يقف معها.. خاصة لدن أصحاب شعارات الحربة وحقوق الإنسان.. والمواثيق الدولية التي يضجون بها رفعا، وتوظيفاً..علهم يكونوا صادقين، فيقفوا مساندين لحقوق الشعب السوري في الحرية، والتغيير..

ـ ومع الإجبار على حمل السلاح وتداعياته، وتشعبه، واختلاطه.. باتت الحاجة للآخر أكبر.. مما سهل الانزلاق إلى فقدان القرار الوطني، والحاجة المتزايدة لطلب دعم الآخرين، وهي الحاجات المتضخمة يومياً مع الدمار والقتل والنزوح واللجوء والجوع.. فنبتت في الوطنية السورية الشهيرة دعاة الرهان على الولايات المتحدة، وهي تتغذى بوعود كلامية، وتصريحات مغمّسة بالإبهام، والغموض، والمناورة القصدية.. وصولاً إلى تضخّم الأمل بالرهان على تدخل الغير" المجتمع الدولي"، ودور يافطة أصدقاء سورية.. وانسلال العامل الذاتي من بين الأيدي والأعين ..حتى كان الاتفاق الروسي ـ الأمريكي.. الكاشف الفاقع ...الذي اصاب الكثير بالإحباط، ولوعة العشق،، التي لا تصدّق للآن.. ان" المنقذ" يمكن أن يقلب ظهر المجنّ لهم، وأن يتآمر، ويساوم على الشعب السوري، ويبيعه بجزء من مصالح طالما عبر عنها..

ـ الاتفاق الروسي الأمريكي كبير، ومهم ويتجاوز الكيماوي إلى الشمولية التي تتناول المنطقة بالكامل، والعالم أيضاً..وهو ما يفرض على المعارضين والثوار.. وعيه والتعامل معه بواقعية المؤمن بشعبه وثورته، وبقدرات اتلبشر على اجتراح المعجزات، كما يفعل الشعب السوري ..

ـ ردود الفعل الشتائمية، وصراخات يا وحدنا.. والكلام عن الغرب الصليبي.. او بقاء البعض في حلقة الرهانات المضيّعة للكرامة والأهداف.. لا تفيدنا.. فنحن نحتاج إلى وقفات موضوعية نحلل فيها واقع الثورة بما وصلت إليه، ودورنا ومسؤولياتنا، وصولاً إلى حقائق مفردات الوضع الدولي، والموقف الأمريكي وتجاوز كل ما يمكن أن يقال عن إدارة أوباما وشخصيته، وأوضاع الولايات المتحدة.. كي نتمكن من معرفة الأرض التي نقف عليها، ورسم خطنا السياسي، وتحديد مواقفنا.. بكل مستلزمات التكتيك، وإبقاء الأهداف الرئيسة نصب أعين التحقيق ..