شاعر وقاص وممثل وإعلامي
علاء الدين العرابي
عضو رابطة الإسلام العالمية
الثورة المصرية الفاضحة ، والثورة السورية الكاشفة ، وبين الثورتين وعلى تخوم ثورات تونس وليبيا واليمن تتلاقى الخيوط ، وتتكشف الوجوه
ثورة 25 يناير كشفت طبقات من الزيف كانت تغطي كثيرا من الوجوه البارزة .. كشفت عن أشباه بشر كانت تائهة وسط الزحام لا يُرى نفاقها ، لكنه لما جرى الانقلاب وأصبح طريق الزيف هو الطريق الآمن ، ما لبثت أن كشفت عن ساقيها ومضت في لجة النفاق ، وغاصت فيه إلى الثمالة
كشفت الثورة عن نخب علمانية كانت تتحاشى طوال الوقت أن تظهر بمظهر النفاق عيانا بيانا خشية أن يلفظهم الناس ، وقد كان المجتمع لازال بعافيته يلفظ النفاق وأهله ، ولما وجد هؤلاء أن سوق النفاق هي القائمة ، وأن بضاعة النفاق هي الرائجة ، ما لبثوا أن دخلوا السوق كي يبيعوا بضاعتهم الفاسدة
تعالوا بنا ندخل هذه السوق لنقف قليلا ، نتفحص بعض الوجوه ، ونقف أمامها وهي تدير المزاد على بضاعتها الفاسدة
أحمد عبد المعطي حجازي ( شاعر حداثي ) .. وما أدراك ما شاعر حداثي علماني فـهو من صنف (الشعراء يتبعهم الغاوون ) .. يعرّف نفسه بأنه لم يركع لله ركعة إلا وهو يزور إحدى مساجد أسبانيا وكان ضمن وفد سياحي غربي ، أجبره الموقف فقط على الصلاة ليقال أنه ينتمي لهذه الحضارة .. هذا الشاعر يروج لبضاعة فاسدة قميئة هذه بعضها :
في مقالة له في الأهرام بعنوان ( الإرهابيون في بيوتنا ) يقول : أنه أثناء مراجعته لبعض المناهج الدراسية بتكليف من المجلس الأعلى للثقافة ، وجد بعض الجمل التي تدعو للإرهاب مثل : ( لقد استطاع الإسلام متمثلا في القرآن الكريم والسنة النبوية أن يوحد الأمة العربية تحت لواء الإسلام ، وزعيم هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودستور هو القرآن ) .. ثم يعلق هذا العلماني على هذه الجمل قائلا : هكذا تتردد هتافات الإرهابيين .. وتتوالى فضائح الشاعر العلماني .. آخر تلك الفضائح مطالبته بمنع أي فرد من الحديث عن تطبيق الشريعة الإسلامية من الأساس ، وأن لا يترك لأي شخص الفرصة لذلك ، لأن ذلك في نظره يفرز المتطرفين
جمال الغيطاني ( القاص ) .. كاتب قصة لا يزال يعيش في حقبة مصر الفرعونية ولا يريد أن يتجاوزها ، انتماؤه لفرعون ( الذي أهلكه الله ) أكثر من انتمائه لمحمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، لذلك يرى أن الفتح الإسلامي لمصر لم يكن فتحا بل كان غزوا عربيا ، وذهب إلى أبعد من ذلك ؛ ذهب إلى أن هذا الغزو العربي كان هو السبب المباشر للحروب الصليبية ورد فعل له ، ، بل يأبى أن يسميها حروبا صليبية من الأساس
محمد صبحي ( الممثل ) .. هذا نموذج من نماذج الممثلون الغاوون الذين يقولون ما لا يفعلون ، فقد أوهمنا طوال الوقت ( من خلال أدواره التمثيلية )أنه ضد اليهود ثم هو في الواقع ينقض على المجاهدين الذين يحاربون اليهود ويصفهم بالإرهابيين ، ثم يجعل من سياحة إسرائيل في مصر المصدر الذي من أجله لابد أن تحارب مصر هؤلاء الإرهابيين .. وأوهمنا طوال الوقت ( تمثيلا ) بالحرية ومحاربة الاستبداد ثم هو في الواقع يأبى أن يغادر الاستبداد أرض مصر .. ثم تتوالى فضائحه بالتعدي على القرآن وهو يقول أن هناك آيات قرآنية خطأ وخطر على أطفالنا
إبراهيم عيسى ( الإعلامي ) .. نختتم هذه السلسلة بهذا الرويبضة الإعلامي الذي أضحت فضائحه لا تحصى ولا تعد ، والذي أصبح تطاوله على ثوابت الإسلام فجا وصريحا ولا يحتمل أي تأويل .. بدأ بالاستهزاء بآية من القرآن " هلك عني سلطانية " .. مرورا بإنكار الحجاب ، وهو فريضة جاءت في كتاب الله .. ثم أعقب ذلك بسلسلة من التطاول على الثوابت والرموز استهلها بالهجوم على البخاري وهو أصح كتاب بعد القرآن - والذي لا يشكك فيه إلا الروافض - ، وكان آخر ما عرض من بضاعته الفاسدة مقال بعنوان " محمد القرآن غير محمد السنة " وفيه يشكك في أحاديث متفق على صحتها ويحاول أن يبين بجهله التضارب بين نصوص القرآن ونصوص السنة .. ثم يستمر في مسلسل التطاول على شوامخ الإسلام فيتطاول على الصحابة وعلى أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ، ويصف شيخ الإسلام ابن تيمية بالإرهابي
هذه نماذج لأربع وجوه فضحتهم الثورة المصرية , شاعر وقاص وممثل وإعلامي ، ووراء هؤلاء كثير من الهوامل ، من كل لون ومن كل طيف ، فهذا قاضي وهذا شيخ مدعي علم ، وهذا مدعي فكر ، وغيرهم .. وغيرهم
فما ظنك بأمة هؤلاء هم نخبها ، وهؤلاء هم الذين يشكلون وجدانها وفكرها ، وما ظنك بشعب يسمح لأمثال هؤلاء أن يشكلون وعيه ، ويرتضي بهم يسممون فكره ، وهم في سبيل ذلك يستخدمون أدوات السحر الحديثة ، وهي الإعلام المرئي والمسموع ، والسينما والمسرح وغيرها ، هؤلاء فعلوا كما فعل سحرة فرعون قديما ، غير أن الله هدى سحرة فرعون
الرابط المشترك بين هؤلاء هو الهجوم على الإسلام ، فهم يتنفسون كرها له ، فما بين شاعر يصفه بالإرهاب ، وقاص يعتبره غزوا ، وممثل يعتبر آيات القرآن خطرا ، وإعلامي يهاجم قرأنه وسنته ورموزه .. فلا عجب أن نحاكمهم في محكمة الإسلام
وقد يقول قائل .. لماذا يحاكم هؤلاء في محاكم الإسلام ؟ .. ونقول له لأن هؤلاء ينتسبون إلى الإسلام ، فيلاحقك قول آخر .. ليس من العدل أن نعرض هؤلاء على ميزان ليس هو ميزانهم الأيدلوجي ، فميزان هؤلاء ليس الإسلام ، ولكن ميزانهم هو العلمانية ، أو القومية ، أو الفرعونية
وهؤلاء لا يخضعون لقوانين الإسلام بقدر ما يخضعون لقوانين الغرب ، فهم يخضعون لقانون الفن للفن ، وقانون الرقص للرقص ، وقانون العري للعري ، تلك القوانين التي تبيح لهم أن يقدمون النفاق وهو البضاعة الفاسدة ، ويلبسونها ثوب الحرية ثم يبيعونها للناس على أنها بضاعة صالحة ، وهي في الأصل نبت شيطاني نبت في الغرب ، هؤلاء ودوا لو تخلى المجتمع كله عن أخلاقه وقيمه
من يري ويسمع لهؤلاء قد يظن أن الأمة ستموت ، بل هناك من يقذف اليأس في روعنا بأن الأمة قد ماتت بالفعل ، ولكن ما ظنك بأمة لا يزال ينبض فيها الهدى الإسلامي الصحيح .. ما ظنك بثوار وأحرار يوقعون بدمائهم وثيقة تحرير الأمة من الاستبداد وعلى رأسه الاستبداد الفكري والثقافي .. ما ظنك بثائر في الميدان يبذل دمه ، وثائر في الإعلام يرسل نبضات إفاقة للغافلين ، هذا يحارب من أجل الحرية ، وذاك يحارب من أجل الوعي وتصحيح المفاهيم .. ما ظنك باثنين الله ثالثهما
" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "