معيار الرحمة في زمن جمعيات الرفق بالكلاب
حشاني زغيدي
ارتفعت صيحات منادية لحماية حقوق الكلاب و القطط في زمن مات فيه الضمير وفي زمن ماتت فيه كرامة الإنسان وفي زمن تعرى فيه هذا العالم من كل الإنسانية لكرامة الإنسان فأصبح الإنسان فيه أقل قيمة من الأعراض و المتاع المسخرة لمتعته وازدادت هذه المظاهر سوءا مع ظهور نجم المنظمات و المراصد و الجمعيات المدافعة على حقوق و كرامة الكلاب مع أن للكائن الحي حرمته سواء كان إنسانا أو حيوانا أو نباتا وهي مقررة في ديننا الحنيف ..
أين نحن من الرحمة المميزة التي تجلت في الإسلام و احتلت في السنة المطهرة موضعا مميزا فهي لا تحل تعذيب الحيوان أو تجويعه أو التمثيل به أو حمله مالا يطيق أو يكون وسيلة للتلهي به كما يفعل في عروض التسلية و الألعاب التي يشاهدها ملايين البشر فأين نحن من شريعة حرمت حتى لعن الحيوان فهي معاملة لا ترقى إليها هذه الجمعيات التي تسمي نفسها جمعيات الرفق بالحيوان هذه الجمعيات التي تبكي بكاء التماسيح في مواقف مخزية تسجلها كاميرات العار تنعي إعدام كلب بريء لكن إعدام البشر وتشريد البشر و حرمان البشر حق الحياة أمر فيه نظر في قواميس دعاة الرفق بالبقر .
لست أدري من أي طينة هؤلاء ؟ أ من طينة البشر؟ لا أظن إنهم من طينة البشر إنهم أرجاس البشر لو سألت هؤلاء عن مجازر الفلسطينيين و المجازر كثيرة و قبلها مجازر فرنسا في الجزائر فسلهم عن مجازر الأقصى و مذابح كفر قاسم و مذابح صبرا و شتيلا و مذابحهم في غزة الحصار و مجازرهم في بورما القطعة المسلمة و سلهم عن التطهير العرقي في البوسنة و الهرسك و إفريقيا الوسطى و أين رحمتهم في سوريا التي تباد عجبت لهؤلاء يبكون كلبا و لا يبكون رابعة الصمود و لا يبكون جثتا مفحمة و صبايا اغتلن غدرا في عمر الزهور كل هذا لا يعني شيئا في قاموس هؤلاء .
قبل أ ن نتباكى على قتل حيوان علينا أن نبكي كرامة الإنسان الأصيلة في أعضاء الأسرة الإنسانية لأن كرامة الإنسان لها دلالة فهو مكرم في خلقه مكرم في نفسه مكرم في حريته مكرم في ملكيته مكرم في اختياراته إذن الإنسان مكرم بصرف النظر عن أصله وفصله ودينه وعقيدته ومركزه وقيمته في الهيئة الاجتماعية إن الله خلقه مكرّماً، ولا يملك أحدٌ أن يجرده من كرامته التي أودعها إياه وجعلها من فطرته وطبيعته أقول لهؤلاء إن الرحمة لا تجزأ و الرحمة لا يتاجر بها.