حزب النور ونهاية الطريق

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

بعد التخاذل المستمر من حزب النور للشعب المصري أنفلت عقده بخروج كثير من أعضاءه الذي رأو أن الحزب قد خرج عن إطاره الدعوي وإنتهاجه الطريق السياسي الذي قد يدوس بأقدامه علي كثير من المبادئ والأخلاق الذين تربوا عليها.

ومع تحالف حزب النور لجبهة الإنقاذ في مواجهة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسي إستنكر كثير من السلفين هذا التحالف مع القوي الليبرالية والعلمانية التي تعادي المشروع الإسلامي الذي يتطلع إليه كل الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين و السلفية والجماعات الإسلامية وغيرهم من التيارات المختلفة، ولذا فقد خرج الكثير من السلفيين الذين أدركوا أن هذا التحالف ليس في مصلحة الإسلام ولا مصلحة الدعوة ، وانزوى كثيرٌ منهم بعيداً عن الحوارات التي تدار علي صفحات التواصل الإجتماعي.

وبعد الإتفاق الشيطاني والتأييد الخائن للإنقلاب العسكري من قبل حزب النور وظهور أمين عام الحزب لحظة بيان السيسي الإنقلابي لم يبق في حزب النور إلا ياسر برهامي ... أشرف ثابت... جلال مرة... خالد علم الدين... نادر بكار... والمتحدث الجديد باسم الحزب شريف طه.

وحيث أن هؤلاء قد نصبوا أنفسهم شيوخاً يتحدثون بإسم الدين ويحاولون إثبات وجودهم في العمل السياسي، وأنهم البديل القوي عن الإخوان المسلمين،  ثم وضح للشعب كذبهم ونفاقهم في مواقفهم المتعددة حتي أنه باع بعضهم بعضاً للوصول لتحقيق مأربهم، فهاهو ياسر برهامي يبيع خالد علم الدين من خلال رجال أمن الدولة الذين وضعهم له ضمن فريقه أثناء تعيينه مستشاراً للرئيس مرسي للشئون الزراعية، فقاموا ببيع الأراضي الزراعية للدولة لحسابهم الخاص ووضع خالد علم الدين في صورة القائم علي تلك الأعمال التي تُخل بشرف الأمانة الموكلة إليه مما إضطر الدكتور مرسي بعزله من منصبه نتيجة ما قُدم له من أوراق تثبت إدانة خالد علم الدين حيث أنه قام بالتوقيع عليها.

وبعد الإنقلاب العسكري والتسريبات التي تمت علم خالد علم الدين أن ياسر برهامي كان علي علم بما دبر له مما إضطره إلي تقديم إستقالته من الحزب ولكن بحجة رفضه مشاركة حزب النور في لجنة الخمسين الخاصة بالدستور.

إن حزب النور إنطفئ شعاعه، وأصبح في زوايا الظلام  يبحث من خلال قياداته الأربع المتبقية عن مخرج يبعدهم عن سطو السيسي وبطشه، ولكن ما لدي السيسي من إتفاقات مكتوبة معهم ضد الإسلاميين تجبرهم  أن ينفذوا ما يأمرهم به رغماً عن أنوفهم ، لا حفاظاً علي شيئ حصلوا عليه، بل إنه قد إنزلقت أرجلهم في دائرة الشيطان، وتمادوا في خييهم، فلم يستطيعوا أن يطهروا أيديهم التي إمتلأت دماءً وخيانة بموافقتهم علي الإنقلاب وصمتهم علي قتل المعتصمين.

إن العلمانيين والليبراليين في لجنة الخمسين الخاصة بالدستور الإنقلابي قالوها مراراً وتكراراً أن الدستور القادم سيكون علمانياً وليس فيه مجال لأحزاب سياسية علي أسس دينية!

إذاً فلماذا يوافق هؤلاء علي الإنضمام للجنة الخمسين؟

إنها الأوامر السيساوية التي تجبرهم علي الإنضمام لتلك الجنة حتي يكتمل ديكورها الديني بإسم الإسلام!

إن قيادات الحزب المتبقية قد ضلت طريق النور وإنتهجت نظرية ميكافيللي التي بين فيها أن الغاية تبرر الوسيلة، فباعوا أنفسهم بعد أن باعوا دينهم.

وإن الشعب لن يرحمهم علي تواطئهم مع الإنقلابيين وتحالفهم مع تواضروس في  إسقاط الشرعية عن الرئيس الإسلامي الذي إكتسبها بعد ثورة 25 يناير.

(وسَيَعْلَمُ الَذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) سورة الشعراء