وماذا تُجدي لو  يا صناع القرار؟؟؟

وماذا تُجدي لو  يا صناع القرار؟؟؟

هنادي نصر الله

[email protected]

لو كنتُ مكانكم يا صناع القرار، وكانتْ عندي " نشيطةٌ ، مبدعةٌ، طيبةٌ" لن أعدها مع عداد الموظفين، ولن أُطلق عليها " موظفة"..!

سأمنحها الرعاية الكاملة، وأحتضنها احتضانًا يليقُ بأحاسيسها المبدعة، ويحترم نظرتها التفاؤلية للحياة، سأُعطيها ما تتمنى من فرصٍ تتناسبُ مع تفكيرها الكبير، وخيالها الواسع والعميق، لن أكترثَ لأصواتٍ هنا وهناك، تُنادي بقمعها ومحاربتها في سجيتها الطفولية، وتشويه ملامح وجهها البريء..

سأقولُ لتلك الأصوات" هذا سبيلها ولكم سبيلكم" اجتهدوا لتكونوا مبدعين، وتوقفوا عن فعلكم المشين، كُفوا عن أن تكونوا لها " مراقبين" فهي الأدرى بنفسها، والأعلم بما يجول في خاطرها من أحلامٍ وطموحاتٍ جريئة..

لو كنتُ مكانكم ـ سادتي صناع القرار ـ لن أسمح لأيٍ كان، أن يُحبطها، يشتمها، يسخر منها؛ لأنها طموحةٌ؛ فصاحب الطموح دومًا يحمل إحساسًا غير عادي، ويشعرُ بالألمِ عندما لا يجد احتواءً لقدراته؛ هو دومًا يلهثُ وراء من ينصفونه حق الإنصاف؛ فرعايته تحتاج إلى قناعة قبل الإمكانات...

لو كنتُ مكانكم ـ أعزائي صناع القرار ـ لطبقتُ مبدأ الفروق الفردية؛ لشجعتُها؛ ولمنعتُ نفسي من مقارنةِ موظفٍ بغيره؛ فالمقارنةُ مرفوضة، لأن الله خلق الناس أشتاتًا، وهم بطبعهم طبقات، ومنهم من يملك ذكاءً خارقًا، ومنهم من هو محدود الذكاء، كما أنهم مختلفين في نظرتهم لأعمالهم، منهم يسعى لاستلام راتبٍ آخر الشهر، ومنهم ورغم المسئوليات التي تقع على عاتقه يسعى إلى صناعة مستقبله قبل العائد المادي...

لو كنتُ مكانكم ـ صناع القرار ـ لما أبكيتُ نشيطًا يوما، لما أغضبتُ بريئًا يومًا، لما أقصيتُ طموحًا يوما، لو كنتُ مكانكم لنذرتُ نفسي لخدمةِ أصحاب الطموحات النبيلة، وقلتُ لهم " هنيئًا لكم طموحاتكم، عهدًا لن أخذلكم بمساعدةٍ حقيرةٍ من حاقدٍ أو حاسدٍ أو واشي أو متسلق أو جبان أو منافق أو مندس"..

لو كنتُ مكانكم  ـ صناع القرار ـ لقلتُ لكلِ أعداء الناجحين والطامحين عبر أفعالي التشجيعية للنابغين" قل موتوا بغيظكم أيها الحاقدون"..

لو كنتُ مكانكم لأسستُ مؤسسةً تحتضنُ أصحاب القدرات الخلاقة؛ كي يُبدعوا معًا؛ لأنهم حتمًا سينجحون ويتعاونون فيما بينهم، لأنهم بحاجةٍ إلى من يفهمهم حق الفهم، ولا يُخيب ظنونهم؛ كرمال عيون ـ زميلٍ لهم يكون حاسد أو ناقم على نعمةٍ منحها لهم ربهم ـ ..

وماذا تُجدي ـ لو ـ أعزائي الأفاضل صناع القرار؛ فلو تفتح باب الشيطان وعمله، دعوني أواسي واقعي وأقول" قدر الله وما شاء فعل "...