مصطلحات في جغرافية فلسطين التاريخية...
د. محمد عقل
على مر الأزمنة اكتسبت أماكن في فلسطين أسماء تعود إلى طبوغرافية المكان، أو إلى نوع من النبات، أو ضرب من الشجر، أو إلى مقام لولي من الأولياء الصالحين، أو إلى وظيفة إدارية، عسكرية، اقتصادية، اجتماعية أو دينية. قسم من هذه الأسماء يعود إلى العهدين الكنعاني والروماني، والقسم الأكبر إلى العهدين العربي والإسلامي. بين القرى الفلسطينية توجد قواسم مشتركة كثيرة منها اللغة والحضارة والدين. وجود قواسم أخرى جعلت بعض القرى تُصنّف حسب مجموعات نذكر منها ما يلي:
1. قرى الكراسي:
هي قرى المشايخ(الزعماء) المحليين الذين أداروا شؤون النواحي في العهد العثماني. في كل قرية من قرى الكراسي كان شيخ(زعيم) محلي من عائلة ثرية يتولى جمع الضرائب بطريقة الالتزام من عدد من القرى المحيطة بقريته لحساب الدولة العثمانية نظير حصوله على جزء من الضرائب مما زاد في غنى عائلة الشيخ وانعكس ببناء قصر كبير ذي طابع معماري دفاعي يحاكي عمارة المدن. كانت قرية الكرسي عاصمة إدارية لناحية ومن هنا جاءت تسميتها. من قرى الكراسي في فلسطين قرية عرابه(عائلة عبد الهادي)، وقرية بيتونيا(عائلة عبد الله)، وقرية ذنابة(عائلة الحاج محمد) وقرية شوفة( عائلة البرقاوي).
2. قرى العِرقيات:
هي القرى والمدن الواقعة عند نهايات السهل الساحلي الفلسطيني وعند بدايات الجبال، والعرق الجبل الصغير. من هذه العرقيات نذكر مدينة قلقيلية، قرية كفر برا، خربة خريش، مجدل الصادق، مدينة طيبة بني صعب، بيت جبرين.
3. قرى الكفريات:
سميت بهذا الاسم لأن معظمها يبدأ بكلمة "كفر" بمعنى قرية تعتمد على الزراعة. تقع قرى الكفريات جنوب مدينة طولكرم، وتضم سبع قرى وهي: جبارة، الرأس، كفر صور، كور، كفر جمال، كفر زيباد وكفر عبّوش. يبلغ عدد سكان هذه القرى نحو عشرة آلاف نسمة. في عام 1998 أنشأت السلطة الفلسطينية مجلساً مشتركاً لهذه القرى، ثم أصبح بلدية.
4.قرى النزلات:
النزلة تعنى المنخفض من الأرض أي الوهدة. والنزلات اسم لخمس قرى صغيرة تقع في شمال قضاء طولكرم وهي:
-نزلة أبو نار: قرية تقع في ظاهر باقة الشرقية من الجنوب على بعد نحو نصف كيلو متر منها. نزلتها في أواخر العهد العثماني عائلة أبو نار من الفالوجة فنسبت القرية إلى هذه العائلة. بلغ عدد سكانها عام 1961 (107) نسمة.
-النزلة الشرقية: تقع في الجنوب الشرقي من قرية إفراسين، وترتفع 200 متراً عن سطح البحر. بلغ عدد سكانها عام 1961 (507) نسمات، وفي سنة 1973 (548) نسمة، وفي سنة 1997 (1460) نسمة. ويقدر عددهم اليوم بحوالي 3000 نسمة.
- نزلة عيسى: نزلها عيسى بن مسعف وعائلته نازحاً عن قرية كفر راعي فنسبت إليه، ومعظم سكانها من أحفاد عيسى. تقع في ظاهر باقة الغربية الشمالية. بلغ عدد سكانها عام 1961 (627) نسمة، وفي سنة 1997 (1868) نسمة، وفي سنة 2007 (3000) نسمة.
-النزلة الغربية: قرية تقع في ظاهر باقة الشرقية الجنوبي الشرقي. بلغ عدد سكانها عام 1961 (187) نسمة، وفي سنة 1973 (280) نسمة، وفي عام 1997 (661) نسمة، وفي سنة 2007 (937) نسمة. نزلها أبناء محمد كتانة الذي قدم من صيدا.
-النزلة الوسطى: تقع بين النزلة الشرقية والنزلة الغربية. بلغ عدد سكانها عام 1961 (128) نسمة، وفي سنة 1973 (172) نسمة، ويقدر عدد سكانها اليوم ب(1000) نسمة.
وفي فلسطين توجد كذلك نزلة الشيخ زيد الواقعة على بعد 3 كم شمال بلدة يعبد. سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ زيد الثاني الكيلاني. يسكن القرية 2500 نسمة. وقرية النزلة الواقعة إلى الشمال الغربي من جباليا وقد أصبحت جزءاً منها. بلغ عدد سكانها عام 1982 حوالي 2000 نسمة.
5. قرى الصعبيات:
سميت بهذا الاسم نسبة إلى بني صعب الذين قدموا إلى فلسطين مع صلاح الدين الأيوبي عام 583ﻫ/1187م ، وبنو صعب هؤلاء هم من كندة وبجيلة، سكنوا في القرى الواقعة إلى الجنوب من مدينة طولكرم. في عام 1005ﻫ/1596م كانت لبني صعب ناحية تابعة إدارياً للواء نابلس، وقد ربطت هذه الناحية بحرم الولي علي بن عليل (عليم) في أرسوف، أي كان قسم من أراضيها وقفاً على هذا الحرم، وقد ضمت هذه الناحية آنذاك القرى التالية: الفندق، جيم صافوط، أسكور، حجّة، كفر صور، جماسين، جلمة، جريشية، باقة(الحطب)، فلاميه، مجدل يبوا(مجدل يابا)، فرعون، إرتاح، قلنسوة، مزرعة، قلقيلية، جلجولية، كفر سابه، كفر زيباد، بيت جفّه، كور، كفر جمال، صير، إلياس، كفر عبوس(كفر عبوش)، أرشوف(أرسوف)، كفر لاقف، عسلا، طيبه الاسم، فرديسه، دير عسفين، راس، سراقه، مزرعة خشانه في جماسين، بُريكي.
في سنة 1310ه/1892م أنشأ العثمانيون قضاء جديداً أسموه "قضاء بني صعب" مركزه طولكرم، وربطت معه ناحية الحرم، وشمل القرى التالية: إرتاح، فرعون، فرديسيا، قلنسوة، الطيبة(التحتا والفوقا)، الراس، كفر صور، غابة كفر صور، كور، كفر عبوش، كفر زيباد، كفر جمّال، فلامة، الطيرة(القبلية)، مسكة، جيوس، عزون، النبي إلياس، عسلة، تبصر، كفر ثلث، راس عطية، خربة الأشقر، كفر برا، خربة خريش، قلقيلية، كفر سابا، حبلة، جلجولية، كفر قاسم ومجدل الصادق(يابا).
6. قرى الشعراوية:
سميت بهذا الاسم نسبة إلى "الشعرا" وهي الأرض الكثيرة الشجر، والمعروف أن مناطق الشعراوية في قضاءي جنين وطولكرم كانت جميعها تقع في الشعراء أي في الغابة التي كانت تمتد من في العصور القديمة من أرسوف(سيدنا علي) إلى عكا. تنقسم قرى الشعراوية إلى مجموعتين: الأولى قرى الشعراوية الغربية الواقعة في قضاء طولكرم، وقرى الشعراوية الشرقية الواقعة في قضاء جنين. اشتملت المجموعة الأولى على القرى التالية: شويكة، دير الغصون، الجاروشية، بير السكة، يمّا، إبثان، عتيل، زلفة، المنشية، الجلمة، علار، زيتا، خربة قزازة(رمل زيتا)، قاقون، وادي القباني، وادي الحوارث، صيدا، جت، باقة الغربية، باقة الشرقية، النزلات، قفين. أما المجموعة الثانية فاشتملت على القرى التالية: عرابه(وهي مركز الناحية)، حفيرة عرابه، إكفيرت، مركه، كفر راعي، فحمة، الرامة، إفراسين، سيلة الضهر، عجّة، يعبد، نزلة زيد، برطعة، طوره الغربية، زبدة، خربة برقين، كفر قود، البارد، عطارة.
في عهد المماليك استخدموا ثلاثة مصطلحات: شعرا أو شعرة للدلالة على البلاد المكسوة بالغابات؛ وصفا للدلالة على المنطقة الصخرية، ولهذا سميت منطقة الصفا في هضبة الجولان بهذا الاسم لكثرة الصخور السوداء البركانية فيها، وهناك قرية صفا إلى الغرب من مدينة رام الله؛ وشفا للدلالة على قرى التلال الواقعة على حافة السهول والوديان. في سنة 1596م كانت هناك ناحية في لواء اللجون تدعى ناحية شفا، ومن قراها سيرين المتران، دنّا، نين، قباطية، عندور، البيرة، كوكب الهوى، طيبة الاسم(الزعبية)، الناعورة، طيرة الكرمل.
7. قرى مشاريق البيتاوي:
امتدت سطوة " آل الحاج محمد" في القرن التاسع عشر حتى شملت القرى المجاورة لعاصمتهم "بيتا". ولما كانت القرى المذكورة أدناه تقع بوجه عام شرقي نابلس دُعيت باسم مشاريق البيتاوي. عدد هذه القرى 31 قرية وهي: بلاطة، عراق التايه، عسكر، عزموط، دير الحطب، سالم، خربة سالم، بيت دجن، فروش بيت دجن، بيت فوريك، روجيب، عورتا، أودله، أُصرين، يانون، عقرباء، فصايل، خربة الطويل، خربة دشّة، بيتا الفوقا، بيتا التحتا، يتما، قُصرى، قبلان، جُوريش، تلفيت، جالود، قريوت، المغير، مجدل بني فاضل ودوما.
8. قرى مشاريق الجرار:
كانت صانور في العهد العثماني مركزاً لشيوخ آل جرار الذين جبوا الضرائب من القرى المجاورة وفق طريقة الالتزام. سميت هذه القرى مشاريق لأنها تقع بوجه عام شرقي جنين، وتضم 20 قرية وهي: صانور، الزاوية، جربا، ميثلون، سيريس، الجديدة، جبع، الفندقومية، عنزة، صير، الكفير، تلفيت، مسلية، قباطية، عين نينه، الجنزور، الزبابدة، المغير، أم التوت ورابا. كانت لآل الجرار مجموعة أخرى عرفت بمشاريق الجرار لأنها تقع شرقي نابلس وهي: عصيرة الشمالية، طلوزة، العقربانية، خربة الملالحة، الباذان، الفارعة، ياصيد، طمّون، عين شبلة، طوباس، إبزيق، الساكوت، الدير، بردله، دير أبو السوس، أسعيده، دير الأقرع، الرقة، مرج نعجة، ميحان السمن، أبو سدرة، عين البيضا، عقّابة، تياسير(24 قرية).
9. قرى الجماعينيات:
سميت بهذا الاسم نسبة إلى قرية جماعين التي كانت في العهد العثماني مركزاً للناحية. وهي تضم القرى التالية: جمّاعين، مردا، سلفيت، خربة قيس، ياسوف، إسكاكة، الساوية، اللبن الشرقي، عمورية، زيتا، قيرة، دير استيا، قانا، كفل حارس، حارس، فرخة، قراوى بني حسان، كفر لاقف، بدّيا، إبروقين، كفر الديك، سنيرية، عزون، بيت أمين، مسحة، الزاوية، ودير بلوط.
10. قرى الزعبية:
وهي قرى واقعة في مرج بني عامر بجوار مدينة العفولة. سميت باسم قرى الزعبية لأن أراضيها كانت ملكاً لعائلة الزعبي التي سكنت في الناصرة، من هذه القرى نذكر: طمرة الزعبية، الطيبة الزعبية، الناعورة، نين، الدحي، كفر مصر، وسولم. في عام 2000 أُقيم المجلس الإقليمي "بستان المرج" الذي ضم: سولم، نين، الدحي وكفر مصر.
11. قرى الشونة:
الشونة كلمة مصرية فرعونية تعني مخزن الغلال. في العهدين المملوكي والعثماني كان الملتزم يجمع ضريبة العشر عيناً أو نقداً. غالباً ما كان الفلاح يدفع الضريبة عيناً ولذا قام الملتزم بجمع ما حصّله من غلال في ناحيته في مركز فيه صوامع، أو مخازن محفورة في باطن الأرض تشبه الآبار. عرفت هذه المراكز باسم الشونة. في فلسطين وغور الأردن قرى كثيرة اسمها الشونة نذكر منها:
-خربة الشونة: تقع على بعد كيلو مترين إلى الجنوب الشرقي من زمارين(زخرون يعقوب)، وعلى بعد كيلو متر واحد إلى الشمال من مستعمرة بنيامينا، عند الطرف الجنوبي لبلاد الروحا، وعلى بعد 32,5 كم جنوب حيفا. فيها آثار قديمة: مسرح روماني، حمامات رومانية، قنوات لجلب المياه إلى مدينة قيسارية، بناية ضخمة أقامها الإقطاعي سليم أفندي الخوري تسمى اليوم القلعة، ومخازن للغلال ومن هنا جاء اسمها الشونة، وكانت تسمى في العهد الروماني باسم ميماس. في عام 1912-1913 اشترت شركة "يكا" الصهيونية أراضي الشونة من سليم الخوري، وفي عام 1914 استوطنت الشونة مجموعة من اليهود وسمت المكان "جبعات بنيامينا"، ولكنها تركت المكان بسبب وجود المستنقعات، وفي سنة 1922 أُنشئت مستعمرة بنيامينا التي كانت في البداية تسمى الشونة اليهودية. في الأربعينيات من القرن الماضي استعمل المكان مقراً لتدريبات منظمة الإيتسل، ومركزاً لشن الهجمات على التجمعات العربية المحيطة. منذ سنة 1931 ضم السكان العرب في الإحصاء إلى زخرون يعقوب، وقد بلغ عددهم آنذاك مع سكان قرية أم العلق 314 نسمة، وقد هُجّر هؤلاء مع أبنائهم في أوائل عام 1948 ضمن عملية تنظيف الساحل.
-قرية الشونة: تقع على وادي العمود على بعد 6 كم جنوب صفد. بلغ عدد سكانها عام 1948 (197) نسمة. تضم القرية خربة الشونة التي تحتوي على آثار ضيعة مهدمة، وبناء من حجارة البازلت، بالإضافة إلى خربة سيرين في ظاهر القرية الجنوبي. هُجّر أهلها في 30 نيسان عام 1948.
- الشونة الجنوبية: تقع في غور الأردن في الجانب الأردني. سميت بالجنوبية تمييزاً لها عن سميتها الشمالية الواقعة في محافظة إربد. تعرف الشونة الجنوبية باسم شونة نمرين لوقوعها على وادي نمرين. في الشونة الجنوبية يُركز الحجاج والمعتمرون الفلسطينيون بعد اجتيازهم الجسور في طريقهم إلى الديار الحجازية لذا سميت بشونة الحجاج. كان في الشونة الجنوبية قصر اسمه المُصلى وهو بيت استراحة للملك عبد الله الأول، واشتهر هذا القصر بجلساته ولقاء الأدباء الشعراء وذوي الفكر والأدب.
-الشونة الشمالية: تقع في غور الأردن الشمالي في الجانب الأردني على مقربة من ضريح الصحابي معاذ بن جبل ولذا سميت باسم شونة معاذ، وهي مركز الأغوار الشمالية، وكانت تعرف بشونة جسر المجامع. يحدها من الشمال نهر اليرموك، ومن الغرب نهري اليرموك والأردن، ومن الشرق ألوية بني كنانة والوسطية والطيبة.
-خان الشونة: هو خان جدده وأصلحه الظاهر عمر في عكا عام 1765م وهو قريب من خان العمدان، وفيه صوامع لتخزين الحبوب، وكان يحل به تجار الغلال والحبوب.
-ظهرة الشونة: تقع بجوار قرية كفر راعي التابعة لقضاء جنين. في القرية آثار لأبنية عثمانية قديمة.
- منطقة الشونة: تطل على قرية التل القريبة من نابلس.
- خربة كفر شونة: تقع في ظاهر قرية النبي إلياس الواقعة إلى الشرق من مدينة قلقيلية. في القرية جدران مهدمة وآبار وصهاريج ومدفن عليه كتابات عربية.
-الشونة: تعرف أيضاً بتل قدادي في قضاء يافا. يحتوي التل على بقايا برج من العصر الحديدي وموقعه على الضفة الشمالية لمصب نهر العوجا. في المكان بقايا مبانٍ من العهدين الفارسي والبيزنطي.
-شونة القراقرة: في عرابة البطوف. كانت عبارة عن ساحة كبيرة، وكان موقعها مكان بيت سعيد الشمالي حالياً. والقراقرة عائلة في ذات القرية.
-شونة طمرة: من قضاء الناصرة. فيها برج مهدم.
وفي مصر قرى كثيرة تعرف باسم الشونة، وأهلها لا يزالون حتى اليوم يطلقون على البناية المخصصة لتخزين الحصائد والتبن والعلف اسم شونة، والشونة، كذلك، هي السفينة الحربية التي كانت، قديماً، تحمل الجنود والأسلحة والذخائر والإمدادات. وفي مصر مثل شائع يقول "طلع نقبه على شونه" ، وحكاية هذا المثل أن لصاً ظل ينقب الجدار طوال الليل آملاً في الوصول إلى الخزنة ، فلما اخترقه عثر على تبن وقش لا غير، كناية عن الشخص الذي يبذل جهداً كبيراً للوصول إلى هدف سام، ولكن جهده هذا يذهب هباء منثوراً.