عندما يحكم الغباء السياسي
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
إن تكاتف أمريكا وحلفائها العرب [ الإمارات , السعودية, الأردن, البحرين والكويت] مع السيسي وجبهة الخراب المصرية للإنقلاب العسكري علي الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي لأمر دبر بليل ودعمته أمريكا بمباركة روسيا والإتحاد الأوربي وإيران وسوريا وغيرهم من الدول التي تكن كل الكره للإسلام والإسلاميين.
نعم إنها الحرب علي الإسلام ، محاولة منهم لوأد ذلك المشروع الإسلامي الذي أعلن عنه الدكتور مرسي قبل أن يولد.
إن محاولة إعتماد الدول الإسلامية علي نفسها في دواءها وغذاءها وسلاحها ليعطيها حريتها التي تتمنها ويخرجها من دائرة الإذلال والعبودية التي تصنعه أمريكا والغرب إلي دائرة العزة والكرامة في ظل العروبة والإسلام لأمر ترفضه تلك الدول التي تستفيد من العرب والمسلمين مما لا يرضيها أن تخرج العرب من تحت عبائتها.
إن الإنقلاب العسكري الذي دبر في ظلام الليل مع هؤلاء الإنقلابيين حتي تم تحقيقه في 3 يوليه ،
ثم أتوا بعدها برئيس المحكمة الدستورية الذي لم يقسم يميناً بعد أمام رئيس الجمهورية محمد مرسي حيث أنه تم الإتفاق عليه حديثاً بعد إحالة رئيس المحكمة السابق إلي المعاش لبلوغه السن القانونية ، فأقسم عدلي محمود أمام المحكمة الدستورية يميناً ليتولي شئون البلاد بحكم منصبه ، أليس هذا من الغباء الدستوري والسياسي؟
إن إصدار الأوامر بإلقاء القبض علي بعض رؤساء الأحزاب والسياسيين أمثال أبي العلا ماضي والكتاتني وحازم أبوإسماعيل ورشاد البيومي وأحمد عارف ومحمد أبو بركة والمرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع وغيرهم لهو من الغباء السياسي، فمن يقود الشباب ويحد من ثورتهم الإنتقامية في حالة أن يفيض كيلهم مما يفعله زبانية الليل.
إن فض الإعتصامات المؤيدة للشرعية بالقوة والطائرات وإطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل السيسي في الحرس الجمهوري ورابعة العدوية والنهضة والمنصورة والفيوم ورمسيس وغيرها من الأماكن مما أدي إلي إستشهاد ألآف المصريين العزل لهو من الغباء السياسي.
إن السيسي يعلم يقيناً أن الشعب قد بدي يكره إسمه كما يكره رؤيته، فهم يصفونه بالخائن، القاتل، العميل فكيف يتخيل أنه سيحكم هذا الشعب ولا يثور عليه، ويرض بديلاً بالحرية بعد أن ذاقها في عهد د. مرسي، فإن هذا لهو من الغباء السياسي.
إن الكبت السياسي والقبضة البوليسية التي تقوم بها حكومة الإنقلاب العسكري من قتل وإعتقالات وفض للمظاهرات وتقييد للحريات ووأد للديمقراطية التي كانت في بداية ظهروها في مصر ليفجر الشعب من حيث لا تحتسب الحكومة الإنقلابية حتي يطيح بها، ولن يصمت الشعب وإن هدأت الأجواء نوعاً ما، فإن ذلك ليس معناها أن الأحرار قد رضوا بذل البيادة ، فإن هذا لمن الغباء السياسي.
إنني في أشد الحزن من وضع ثقة الرئيس مرسي في هذا السيسي ليقود جيشاً يعد من أكبر جيوش العالم ويتخيل نفسه أنه فرعون هذا الزمان ، ولوعلم نهاية فرعون موسي وصدق بها، لعلم أن نهايته كفرعون لمرسي ستكون بالمثل ( نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَأِ مُوسَى وفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ويَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ (4)سورة القصص.
إن الله سيهزم الخونة ويشف صدور المؤمنين من نهايتهم بعد أن يري هؤلاء الإنقلابيون ما كانوا يحذرون منه، وسيكون قريباً بقوته وقدرته سبحانه وتعالي ( ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ (5) ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهَامَانَ وجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) سورة القصص.