الربيع العربي من الثورة إلى الدولة
ربيع عرابي
تواجه ثورات الربيع العربي العديد من العقبات الصغيرة والكبيرة على كافة الصعد والمستويات، وتعاني بشكل واضح من فقدان البوصلة، والإعتماد بشكل مستمر على الحلول الآنية والترقيعية للخروج من المآزق التي يوقعها فيها أعداؤها عن تربص وعمد، حيث يعتمد هؤلاء الخصوم على خبرات متوارثة خلال عقود، واستراتيجيات ونظم طويلة ومتوسطة المدى، تشرف على إعدادها مراكز أبحاث متخصصة يصرف عليها بسخاء، تزاوج بين الأهداف النظرية والواقع الحي، لتقدم لدولها سياسة الممكن، بينما تفتقر ثورات الربيع العربي في المقابل إلى رؤية متكاملة للواقع دون تزوير وتلفيق، وخطط استراتيجية واضحة المعالم بعيدا عن أحلام التاريخ والشعارات النظرية.
كانت واقعة الإسراء والمعراج بتفاصيلها وأحداثها نقطة فاصلة بين مرحلتين مختلفتين، وحملت في ثناياها صدمة عقلية ونفسية عميقة سواء للمشركين أو للمسلمين، حيث أسست لفك الإرتباط مع قيود المادة، وأعادت العلاقة الوثيقة المباشرة مع القيم الربانية الأصيلة دون حجب وحواجز.
ومن ذلك الحين بدأت الصورة تتضح في أذهان وعقول وقلوب المؤمنين :
فالقضية ليست فردية أو محلية أو إقليمية أو عالمية، والمسألة ليست بسيطة عابرة كسحابة صيف تمر وتنقضي، وموازين الأمور ليست بالضرورة ما تنقله الأسماع والأبصار والمشاعر التي شوهها إدمان الزيف وطول الركون إلى الباطل.
وتأكدت أصالة الحق وقوته وزيف الباطل وضعفه فالقضية لم تعد محمدا صلى الله عليه وسلم وثلة قليلة من المؤمنين في مواجهة قريش والعرب والفرس والروم وشياطين الكون، بل هي محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين قلوا أو كثروا ومعهم الكون كله الذي قام بالحق وأذعن للحق، وحشد كبير هائل من الملائكة القائمين بالحق يقودهم جبريل وصفوة الملائكة الكرام، جمع كبير هائل يأتمر بأمر الحق سبحانه وتعالى في مواجهة حفنة قليلة صغيرة ذليلة من الباطل لا تكاد تَبين.
واتضحت كذلك استمرارية الحق ودوامه عبر العصور والأيام فهو الأساس وهو الأصل وهو الثابت وهو الأصيل مقابل غثاء الباطل الذي يرغي ويزبد في فترات شاذة عابرة مستغلا غياب الحق وضعف حَمَلته.
وتقرر أن الحق والباطل ضدان لا يجتمعان ولا يتفقان ولا يتعايشان، ولا يمكن بناء صرح الحق ببقايا الباطل وأجزائه، وإن تراءى للبعض من قصار النظر وضعيفي اليقين ومهزومي النفوس إمكانية الإستفادة من بعض مزايا الباطل ولبناته البراقة في تشييد بناء الحق وإقامة دعائمه، توفيرا للوقت واستفادة من الخبرات كما يظنون.
وهكذا أعلنت واقعة الإسراء والمعراج انتهاء مرحلة الإنتماء العاطفي لهذا الدين، لتبدأ منذ تلك اللحظة مرحلة التكليف الرباني لبناء دولة الحق بامتداداتها الكونية والتاريخية وبلبناتها المتميزة المتفردة المغايرة للباطل والمخالفة له.
وهكذا بعث المنهج الرباني للحياة من جديد بعد أن ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وحددت معالمه وبنيت أركانه وأضيئت مصابيحه، بعث منهج حب الله والإيمان به والإمتثال لأوامره ونواهيه، منهج الصلاة والزكاة والصيام والحج، منهج العدل والرحمة، منهج الحق والقوة، منهج البصر والبصيرة، فإذا هو منهج ثابت أصيل من لدن آدم إلى نوح وهود وصالح وأبو الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.
ومنذ ذلك الحين أصبحت (خير أمة أخرجت للناس) مكلفة ومتعبدة بتقديم نظام صالح للناس كل الناس مؤمنهم وكافرهم صالحهم وطالحهم، يرفع عنهم أغلال الجاهلية وإصرها، وظلمات الفساد والطاغوت، التي راكمتها عبر الأجيال نظم الفرس والروم وضلالات يهود والنصارى.
كلفت أمة محمد بإخراج هذا النظام الجديد المتطور المستند إلى المنهج الرباني الثابت الأصيل، وبناء تفاصيله وإحكام أجزائه بقيادة وإشراف النبي المرسل رحمة للعالمين كل العالمين وسواعد صحبه الكرام، برعاية ريهم وهدايته وعينه التي لا تنام.
إن إخراج الأمة المسلمة هو إخراج للمنهج الرباني فالأمة هي حاملة المنهج، وإن بناء النظام على أسس ذلك المنهج هو نقل للمنهج من حيز النظريات إلى واقع عملي يعيشه الناس.
وهكذا شرعت الأمة في بناء نظامها الجديد المستند والمستمد من المنهج الرباني يبينه القرآن ويشرحه هدي محمد عليه الصلاة والسلام وسواعد الصحابة الكرام.
ولا بد من التذكير والإشارة هنا أن من حمل محمدا صلى الله عليه وسلم في لحظات إلى السموات العلا بعد أن أسري به إلى بيت المقدس، كان قادرا على نقله في رحلة الهجرة من بيته في مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في لمح البصر، دون جهد أو مشقة أو مغامرة أو تعريض للمشروع الإسلامي الوليد للأخطار.
لكنه التأكيد على أهمية أن تقوم الأمة بنفسها، وبمشاركة جميع أفرادها، من قيادتهم إلى أصغر فرد فيهم، ببناء نظامها بأيديها، باذلة في ذلك ما تستطيع من جهد، متحملة المخاطر والمشقة متجاوزة العقبات والحواجز، وقدم محمد عليه الصلاة والسلام وجميع من شارك في الهجرة منذ بيعة العقبة الأولى والثانية إلى دعوة مصعب في المدينة إلى جهود الصديق وعلي وأسماء وغيرعم الكثير قدموا جميعا كل ما يستطيعون لوضع الأساس الصالح للنظام الجديد.
وشاهدت الأمة في بدر قدر الله الغالب رغم قلة العدد والعدة، وعاينت في أحد عواقب مخالفة النظام وعدم الإلتزام بالخطط، واختبرت في الخندق نتائج الصبر والمصابرة والأخذ بأسباب النجاح، طريق طويل مليء بالعثرات والزلات، تتراكم فيه الخطوات ويعقب كل سقوط فيه نهوض جديد نحو الهدف المنشود، يتتابع فيه بناء الفرد فالأمة فالحضارة.
وتمكن هذا النظام من إزاحة النظام القديم بنسختيه الفارسية والبيزنطية ومرجعياته اليهودية والنصرانية والوثنية وحل مكانه بجدارة فائقة على كافة الصعد العقدية والأخلاقية والسياسية والإقتصادية والمجتمعية.
ولابد هنا من التنبيه إلى أن ثبات المنهج واستمراره عبر الزمان والمكان والبيئة والأشخاص لا يستلزم بحال من الأحوال ثبات النظام المستنبط منه، فالمنهج ثابت راسخ أصيل، والنظام يتغير حسب المصالح المتجددة للناس، وحسب الظروف المحيطة والإمكانات المتوفرة.
فما صلح في عهد الراشدين من أنظمة وإدارات وقواعد سياسية وإقتصادية ومجتمعية لم يعد صالحا في العهد الأموي، وما صلح في عهد بني أمية في دولتهم الأولى لم يصلح في الأندلس، وما صلح في العهد الأموي لم يعد صالحا في العهد العباسي أو الأيوبي أو المملوكي أو العثماني فيما بعد.
إن رفع الشعارات الأموية أو الأيوبية أو العثمانية اليوم في ظلال الربيع العربي يفاقم المشكلة ولا يحلها، لا لأنها نظم سيئة فاشلة بل لأن الزمن والرجال والبيئة وحاجات الناس ومصطلحاتهم قد تغيرت وتبدلت.
والأمة اليوم مطالبة بإنتاج نظام جديد مستند إلى المنهج الرباني الثابت يتفاعل مع حاجات الناس المعاصرة يستخدم مفرداتها ومصطلحاتها، ويواكب طرق عيشها ومشاكلها الراهنة، وعلى المسلمين اليوم أن يكونوا أدوات فاعلة في إخراج هذا النظام للوجود واختبار صلاحيته وإمكانية تطبيقه العملي.
إن الدعوات المنتشرة لأسلمة النظم الغربية والشرقية واستنساخها، مع إجراء تعديلات إسلامية عليها هي دعوات غير مجدية ولن يكتب لها النجاح، فلا يبنى الحق بأحجار الباطل، ولا تقام الصلاة بثوب نجس، ولن نصوم عقودا ثم نفطر على بصلة، وهذه الدعوات في مجملها إنما هي تعبير صارخ عن الهروب من تحمل أعباء المسؤولية والتكليف الرباني، وهي في نفس الوقت مظهر من مظاهر الإنبهار بالغرب والتشبث بالتبعية المطلقة له وتتبع سننه ولو أدى ذلك إلى الدخول في جحر الضب معه، وهذا كله كمن يحاول استنبات الثمار الإستوائية في القطب المتجمد، أو يحاول إقناع الشعب السويدي بالحياة على الطريقة الهندية مستشهدا بفيلم هندي سعيد.
كما أن الدعوات الأخرى لإستنساخ النظم الأموية والعباسية والعثمانية، ورفع شعاراتها والتغني بنجاحاتها يمثل الوجه الآخر من وجوه التهرب من حمل مسؤولية الأمانة، والإختباء خلف التاريخ والتمترس بقصصه وحكاياه، وذلك كممثل الكومبارس يحمل نسخة مزورة لسيف خالد يلوح ويتباهى بها أمام الناس وهو عاجز كل العجز عن تحقيق نصر كنصر خالد.
وإذا كان القرآن والسنة هما دعامتا المنهج وأساسه الراسخ المتين الذي يجب أن يستند إليه وإلى مقاصده أي نظام بشري ، فإن التاريخ كله عبارة عن تجارب بشرية يشوبها النجاح والفشل والصواب والخطأ، فلايمكن لعاقل أن يتخذ من تجارب البشر قيدا يضعه على عقله وقلبه فيستبدل فعل العباد بمنهج رب العباد.
وإذا كان استيراد النظم الغربية والشرقية يمثل خداعا وبيعا للوهم وتغييبا لفاعلية الأمة، فإن شعار تطبيق الشريعة سيظل شعارا رومانسيا عاطفيا فارغ المضمون ومضللا للأمة وتسويقا للوهم، طالما لم نبدأ بتطوير الأطر والنظم الحاملة له، والوسائل والآليات العملية المبينة له.
إن أزمتنا ليست أزمة تعريف للذات بل أزمة عمل، ليست أزمة هوية بقدر ما هي أزمة فعل، ليست أزمة منهج بل أزمة نظام، ليست أزمة أقوال بل أزمة أفعال.
إن أزمتنا ليست كما يعتقد البعض هي إعادة تعريف هويتنا وربطها بالماضي المجيد أو تحويرها لتتعايش رغما عن أنفها مع الشرق والغرب لنتمكن من إيجاد موطأ قدم لنا بين الأمم اليوم فضلا عن قيادتها، إن الأزمة ليست في كيفية مواجهة المخالفين والخصوم، فهؤلاء قد وجدوا على الدوام وسيظلوا موجودين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وعلى مر التاريخ كان المجرمون والمفسدون والظالمون والمنافقون وضعفاء الإيمان وسدنة المجوس وخبثة اليهود ومكرة النصارى يعيشون في كنف الأمة وبين جنباتها وعوملوا على الدوام كجزء من الأمة ومكون من مكوناتها، لسبب بسيط هو أن جميع النظم الإسلامية المستندة إلى المنهج الرباني كانت للعالمين كل العالمين : المؤمنين والمنافقين والمشركين والملحدين والمارقين والمجرمين، جاءت جميع النظم الإسلامية لتتعامل مع كل هؤلاء كحقيقة واقعة تشكل جزءا من الأمة، ولم تبن النظم الإسلامية لتتعامل مع نموذج إفتراضي مثالي.
إن أزمتنا اليوم ليست أزمة تعريف بقدر ماهي تشمير السواعد لبناء نظام جديد يناسب العصر، يحدد ملامح اقتصادنا وسياستنا وعلاقاتنا الدولية، يحدثنا عن عملتنا وسلاحنا وتعليمنا وخدماتنا وعلومنا ومعارفنا.
لقد شمر الصحابة الكرام عن سواعد الجد بقيادة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتمكنوا من بناء النظام الراشدي فتحددت سلطة الدولة وقيادتها للأمة في حروب الردة في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وبنيت النظم الحاكمة للعلاقات الخارجية مع الروم والمجوس وغيرهم والقواعد التي تحكم البلدان المفتوحة وأسس النظم الإدارية والعسكرية والقضائية في عهد عمر رضي الله عنه، وبدأت الأمة في اكتشاف الوسائل الممكنة لتحديد واختيار السلطة الشرعية والتعامل معها والدفاع عنها منذ اختيار عثمان وحتى انتهاء الفتنة الكبرى بتنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهما.
وكانت الدولة الأموية برمتها ورشة بناء كبيرة للنظام الجديد حيث تم في عهدها إنجاز أهم وأضخم ثلاثة أعمال جليلة : تعريب الدولة ودوواينها، وتحرير الإقتصاد وتحقيق استقلاله بإصدار الدينار الإسلامي وحمايته والدفاع عنه في الأسواق التجارية، وتدوين الحديث الشريف ليكون مرجعا مدونا إلى جانب القرآن الكريم، إضافة لآلاف المشاريع الجليلة الأخرى من بناء الطرق والجسور والمدن والقناطر والخزانات والمساجد الكبرى في مكة والمدينة والقدس ودمشق.
وما إن استكمل النظام الوليد قرنه الأول حتى أثمر عن نجوم زاهرة في العلوم والفنون وجميع جوانب الحضارة، فمن مالك إلى أبي حنيفة فالشافعي وابن حنبل والأوزاعي والبخاري ومسلم وغيرهم كثير، وهكذا تكامل بناء النظام الإسلامي في نسخته الأولى خلال قرنين من الزمن، لتجرى عليه فيما تلا ذلك من عصور تعديلات وتصويبات وتغييرات تواكب ما يجد من تطورات.
إن النظام لا يولد من فراغ، وليس عبارة عن أمنيات حالمة، وتمنيات ورغبات، بل هو جهد تراكمي عبر السنين، تستفرغ فيه عصارة العقول المنيرة، والقلوب المؤمنة والسواعد القوية.
وإن الفشل في إنتاج النظام وإخراجه للوجود يحول المنهج الرباني إلى نظريات جامدة غير فاعلة على الأرض، ويتسبب في ولادة دكتاتوريات دينية تدعي الإلهام الرباني، وتستنصر بالرؤى والأحلام والخزعبلات والمعاجز والأولياء والكرامات، لتبرر عجزها ونقصها وتقصيرها، وتستر عيوبها بشعارات فارغة المضمون عديمة المحتوى.
إن التحول من نظام إلى نظام ليس عملا آنيا ولا سهلا يمكن أن يتخذ بجرة قلم كما يتصور البعض، بل هو قرار يتبعه عمل دؤوب متراكم مستمر يؤتي أكله بعد فترة من المصابرة والمجاهدة والتجارب والفشل والنجاح، وإن الخطوات الكفيلة بإنجاح هذه المهمة الشاقة هي :
1- القرار النفسي والروحي والعقلي بالإرتباط بالمنهج الرباني والتسليم له والإلتزام بقواعده ومقاصده.
2- البدء في وضع آليات وأنظمة لما يواجه الأمة من تحديات ومصاعب دون التشنج في استخدام بعض جزئيات الأنظمة السابقة مرحليا ريثما يتم استبدالها بما يتوافق مع النظام الجديد، كما استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم الدينار الرومي والدرهم الفارسي، وكما ظل الكتاب الروم والفرس يعملون في دواوين الدولة في العراق والشام ومصر رغم كراهة المسلمين لذلك، إلى أن تم إحلال البدائل الإسلامية لذلك كله في عهد عبد الملك بن مروان رحمه الله.
3- إن النظام الجديد ليس مقدسا بحد ذاته وإنما يكتسب احترامه ومصداقيته وقيمته بقدر ما يستند إلى المنهج الرباني من جهة وما يحققه من مصالح العباد والبلاد من جهة أخرى، فليس هناك ما يمنع من تعديله جزئيا أو كليا بما يتوافق مع معطيات الزمان والمكان والبيئة.
إن على الشباب المسلم اليوم ممن عاش الربيع العربي وتفاعل مع أحداثه وقضاياه أن يدرك حجم المهمة الملقاة على عاتقه وأن يخرج من حالة الركود والتبلد ومن حالة الثورة والفورة إلى مرحلة البناء الحقيقي لنظام جديد يحكم الأمة ويعيد لها مكانتها ودورها في قيادة البشرية.
وإن على هذه الشباب أن يدرك بشكل واضح وقاطع أن شرعية هذا النظام لا تؤخذ من خصوم الأمة وأعدائها أو من توافقه وتشابهه مع أنظمتها وآلياتها أو من قدرته على التعايش والتأقلم مع واقعها.
إن المشهد الحالي في العالم العربي خصوصا بعد الإنقلاب الدموي في مصر وما يجري في تونس وليبيا واليمن من محاولات مشابهة مشبوهة لسرقة الثورة، والمحاولات الحثيثة التي تجري لتطويق الثورة السورية وتطويعها وترويضها، يضع على جميع شباب الأمة وخصوصا في مصر والشام حملا ثقيلا وهدفا واجب التحقيق ألا وهو الإعلان عن ولادة هذا النظام الجديد ليكون جسرا نحو عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بشارة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كتب الله لأغلبن أنا ورسلي
والله غالب على أمره