أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!

شاكر فريد حسن

[email protected]

بوفاة القائد والمناضل الفلسطيني الكبير أبو علي شاهين يفقد شعبنا الفلسطيني وثورته وحركته الوطنية ،واحداً من قادة وأعمدة وصناع الكفاح الثوري النضالي البطولي المقاوم ، الذين أفنوا حياتهم في خدمة قضايا شعبنا وهمومه والدفاع عن قضيته الوطنية المقدسة ، قابضين على جمر مواقفهم المبدئية الراسخة بعيداً عن المساومة والابتزاز والانتهازية والتفريط بالحق الوطني المشروع .

لقد تشعبت نشاطات أبو علي شاهين النضالية ، وتبوأ مناصب قيادية ومركزية عديدة . كان ثائراً ومقاتلاً في صفوف الثورة والمقاومة ، وسجيناً في زنازين ومعتقلات الاحتلال أكثر من خمسة عشر عاماً ، وخاض معركة الأمعاء الخاوية ،وطرد من البلاد الى جنوب لبنان ثم الى الأردن ، وعاد الى الوطن عام 1959 ، وعين وزيراً للتموين .

كان أبو علي شاهين مفكراً وكاتباً ومحللاً سياسياً ، كتب الكثير من المقالات والمعالجات السياسية والفكرية ، التي أثارت جدلاً صاخباً وواسعاً على الساحة الفلسطينية ،وبسبب هذه المواقف لاقى الجفاء والقطيعة وعدم الوفاء من رفاق الدرب والخندق الواحد .

تميز أبو علي شاهين بالصدق والنقاء والانسانية والتواضع ونكران الذات والاستقامة الثورية والصلابة والجرأة في المواقف الوطنية الجذرية المبدئية ، التي لم تعرف يوماً المداهنة والتملق والرياء والمساومة .  وقد عاش ومات شريفاً وكريماً وواقفاً كأشجار البلوط والخروب.

كان أبو علي شاهين حالة استثنائية نادرة في الفكر السياسي والثوري الفلسطيني بأرائه ومعتقداته ورؤاه بعيدة النظر، ومواقفه السياسية الشجاعة ،ورصيده الوطني ،وتاريخه النضالي، وتضحياته الجسام ،دفاعاً عن اشرف وأقدس قضية ، القضية الفلسطينية .

ان رحيل أبو علي شاهين في هذا الظرف المصيري الصعب يشكل خسارة فادحة وعظيمة لشعبنا ولحركة التحرر الوطني الفلسطيني وللقوى الوطنية والتقدمية والفصائلية الفلسطينية ، التي كان في طليعتها ومنارتها وبوصلتها ، وسندرك في الأيام القادمة حجم الفراغ الذي سيتركه موته .

أبو علي شاهين كان وسيبقى سنديانة فلسطين الباسقة وهويتها الوطنية والفكرية والثقافية والديمقراطية ، فالمجد لك يا عاشق غزة والخليل ومخيمات الوطن وكل حبة تراب في أرض فلسطين ، والوداع الوداع ، وثق تماماً أن الحلم الذي عشت وناضلت من اجله سيتحقق عاجلاً ام آجلاً ، وستنتصر رؤيتك ورايتك .