رفقا بالقوارير

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

شبه الكاتب الفرنسي ‏(الكسندر دوما‏)‏ ذات يوم الفرنسيات بشرائح اللحم فقال‏:‏ كلما ضربتهن أصبحن أكثر طراوة‏!‏

أما الإسلام فقد نقل المرأة من دائرة العبودية والعنف والظلم إلي دائرة الحرية والكرامة والعدل, كانت المرأة في الجاهلية تدفن في التراب عند مولدها خوف العار, ولكن الإسلام حرم وأدها وإذا الموءودة سئلت. بأي ذنب قتلت؟( التكوير:8-9) وكانت العرب تمنع المرأة من الميراث, فأعطاها الإسلام نصيبا منه يفوق ما يحصل عليه الذكور أحيانا, كما جعل لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لا يتدخل فيها الزوج, وحق الاحتفاظ باسمها ولقبها وعائلتها استقلالا عن لقب الزوج واسم عائلته, وقبل ذلك وبعده جعل لها حق اختيار الزوج والموافقة عليه, فلا تقترن بشخص لا تتقبله أو لا تريده. وأكد القرآن الكريم حق المرأة في الاحتفاظ بمهرها فلا يحق للزوج أن يأخذ منه شيئا. وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا( النساء:21).

ثم إن المرأة أما وبنتا وزوجا وأختا وجدة وخالة وعمة مسئولية الرجل في الإسلام ومكفوليته ماديا ومعنويا, وهناك الوصية الشهيرة بالإحسان للوالدين وأحدهما المرأة أي الأم: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا( الإسراء:24-25).

المرأة في الإسلام ليست شرائح لحم يزداد طراوة, كلما ضربته كما يقول الكسندر دوما, ولكنها كيان إنساني راق مثل الرجل, يتكامل معه ويتساند, والتربية الإسلامية كفيلة بتحقيق التناغم بين المرأة والرجل بدءا من قوله تعالي: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا( النساء:19) إلي قوله صلي الله عليه وسلم رفقا بالقوارير...

لقد منح الإسلام المرأة حقا لا تملكه المرأة الغربية, وليت النخبة تكون عادلة.