المرأة المتحضرة!
أ.د. حلمي محمد القاعود
لا تكف النخبة المستلبة عن ترديد مقولات الانبهار بالمرأة الغربية خاصة في الولايات المتحدة, ويرونها النموذج الأعلي الذي يجب أن تقتدي به المرأة المصرية
خاصة والمسلمة عامة. ومن ثم, فعلي المجتمعات الإسلامية وفي مقدمتها المجتمع المصري أن تقبل طواعية وبلا تردد تقليد المجتمع الغربي, وتحويل النساء العربيات المسلمات إلي نسخة طبق الأصل من المرأة الغربية المتحضرة.
تتجاهل النخبة العربية المستلبة الموالية للغرب تماما أن المرأة الغربية تتحمل مسئوليتها حين تبلغ سن الثامنة عشرة, فتبحث عن لقمة العيش, وعن السكن, وتختار الرفيق الذي تعيش معه, وحين تنجب فهي تتحمل مسئولية الطفل, وتسعي إلي الحصول علي دخل يكفيها مع وليدها. ويلاحظ أنها ـ المرأة ـ تعمل بأجر أقل من الرجل قد يهبط إلي نصف ما يتقاضاه نظيرها.
إن المرأة المتحضرة أسيرة لدي المجتمع الغربي, فهي علي مستوي الطبقة العليا مجرد جسد جميل يتم تسليعه في مجالات السينما والتليفزيون وعروض الموضة والإعلانات ومكاتب السكرتارية في الشركات والمؤسسات ونحو ذلك, وعلي مستوي الطبقة العاملة أو العامة فهي كيان مسحوق في المصانع والمزارع والمحال وغيرها.
وفي الحياة الاجتماعية تعاني المرأة الغربية المتحضرة أكثر من المرأة المسلمة, حيث تتعرض لعنف أسري شديد, ولا يتم الإبلاغ إلا عن حوادث عنف أقل مما يجري في الواقع, وإن كانت هذه الحوادث تشير إلي شيوع العنف في البيت الغربي, الذي تكون المرأة ضحيته غالبا, وتوضح بعض الإحصائيات التي قام بها باحثون في علم الاجتماع أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في(50 ـ60%) من العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية, وتبين بعض الدراسات أن41% من النساء كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن, و44% من جهة آبائهن, و44% منهن كن شهودا لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن علي أمهاتهن. وتقول بعض الإحصاءات إن مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا: ثلاثة من بين أربعة معتدين هم من الأزواج:9% أزواج سابقون,35% أصدقاء, و32% أصدقاء سابقون. كما تبين إحصائية أخري أن الأزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا79% من الاعتداءات بينما ارتكب الأزواج21%.