كرم الطراب
كرم الطراب
عبد الله زنجير /سوريا
على أوتستراد مطار حلب الدولي مابين كرمي الميسر و الجزماتي ، يقع ( كرم الطراب ) الحي الفقير في المال و الغني في النفس ، والذي كان من مزارع الفستق و المشمش و الجوز و اللوز لخصوبة أرضه و وفرة مياهه . وصفته جريدة الجماهير في 14 / 1 / 2009 م بتجمع العصر الحجري ، و وصفه أحد الناشطين عندما شاهد مدى الدم و الدمار فيه أنه يماثل خراب برلين سنة 1945 م .. و بالنسبة لي أصبت بالشقيقة و أنا أراجع ما أتيح لي من معلومات عن الطراب
أتذكر جيدا ( أحمد الطراب ) قريب جدتي ، كان سائقا في فرع أمن الدولة 322 أعطاه معلمه العقيد علي سعد الدين مهلة 48 ساعة للقبض على أخي فخر الدين - رحمه الله - و إذا لم يستطع تنفيذ المهمة فليأت بكفنه و ينزل للقبو ، لأنه سيشنقه بيديه !!!! مضت من المهلة 24 ساعة و ذهب الرجل لتوديع زوجته و أولاده ، و إذ بالعقيد سعد الدين مدعوسا مع مرافقيه بشاحنة نفط قرب القطيفة أواخر سنة 1979 م
عشوائيات و أحوال مدقعة في الكرم ، معامل صفائح التنك و الأصبغة الكيماوية تلوث الدنيا ، و على عكسها مظاهر البذخ المخلوفي التي تزكم الأنوف . مدرسة كرم القصر الوحيدة و المجاورة مسبقة الصنع و مسبقة التخلف و البؤس ، لاشيء هنا يوحي بالنبض سوى جامع كرم الطراب شبه المهدم الذي تنادي حجارته أمة محمد و أمة الإنسانية : واإسلاماااااااااااه
الطفلة الشهيدة سلوى طعمة - 4 سنوات - ستسأل يوم القيامة : بأي ذنب قتلت ؟؟ الشهيدة سوسن نايف ، الشهيد صبحي علاف ، الشهيد هيثم مؤذن ، الشهيد عادل مصري ، الشهيد يوسف البكري ، الشهيد مدين الطجمة .. القصف الوحشي في 20 / 8 / 2012 م ليس على تل أبيب ، بل على هذا الحي المتواضع الذي أطلق على اسم أحد مساجده ( المغفرة ) لأنه لم يعرف سوى المغفرة ، حتى لمن مكث عشرات السنين يمص دمه و عرقه
الراجمات التي تقصفه بكل الحقد الدفين و الشر الشيطاني في 31 / 12 / 2012 م أرادت أن تحتفل برأس السنة على طريقتها ، و المجزرة المروعة في 13 / 2 / 2013 م غيض من فيض نظام اللعنة و الفجور .. كرم الطراب سيبقى طرابا في أناشيد الشموخ و البطولة و لن يعود ترابا مهما فعلوا.