ليلنا نهار ... ونهارنا ليل ...!!!
ليلنا نهار ... ونهارنا ليل ...!!!
سليمان عبد الله حمد
لم تكن الحياة هي التفكير في تسديد إيجار البيت أو الشقة كل فترة من السنة أو تعني دفع فاتورة الكهرباء كل آخر شهر من عمر الزمان فضلا عن الالتزام بوفاء بدفع مصاريف المدرسة لأبنائها وبناتنا من البنين والبنات ولا هي الوفاء بدفع فاتورة الجوال الواردة عبر البريد الالكتروني أو تسديدها عبر بطاقة الصراف الآلي ولا حتى الوفاء بدفع وتسديد مصاريف السيارة من صيانة وبنزين أو حتى الصرف على المواصلات ( التاكسي أو الليموزين ) حين تكون السيارة بالورشة فضلاً عن نثريات والوفاء بمصاريف الزوجة من مكياج وفساتين المناسبات والمجاملة في صالات الأفراح بين هؤلاء وأولئك وربما المساهمة في تكاليف بعض هذه المناسبات والحمل الأكبر هو أن يكون لديك ما يعرف بتسديد مصاريف الدراسة الجامعية خصوصاً إذا كان أبنك أو بنتك ممن يدرس على نفقتك الخاصة بكلية الطب أو الأسنان أو الصيدلة ... فضلاً عن مصاريف الأكل والشرب اليومي للبيت وما فيه من أفراد الأسرة الصغيرة والممتدة ... !!! عجباً لهذا الدخل المحدود والشهري الذي لا يكاد يوصل صاحبه حتى نهاية هذا الشهر العربي أو الميلادي ... تأمل معي في تلك المفارقة ... التي تقضي وتأكل سنوات العمر عجلي ... فهو هم لا ينقطع معينه يطال الصغار قبل الكبار منا !!!...
بلاشك بأنها متطلبات ضرورية لتكمله مشوار الحياة فهي نافورة من القلق الدائم كلما أنقضت جولة بدأت جولة أخرى من متطلبات الحياة !!! ...
فهناك مرايا أخري :
تمر المرأة بظروف نفسية واجتماعية صعبة بعد وفاة زوجها، لاسيما حين تتحمل نفقتها وإعالة أسرتها، مما يضطرها للخروج من المنزل.. حتى وإن كانت في أيام العدة.
من السيدات اللاتي أجبرتهن ظروفهن على العمل خارج المنزل وهن في العدة ، وفي البداية تقول أم أحمد وهي موظفة بإحدى الشركات الخاصة «توفي زوجي ولم أستطع أن أحصل على إجازة من عملي، فالإجازة ستكون بدون راتب وهذا هو نظام الشركة، حيث قام المسؤول في الشركة بالاتصال علي وأخبرني أنني إذا لم أداوم في عملي سوف أفصل، ونظرا لاحتياجي للمال وتحملي لنفقات ابنائي الثلاثة اضطررت للذهاب الى العمل وأنا في أشهر العدة.
وتشاركها الرأي حنان التي توفي زوجها فجأة وترك لها طفلين، أكبرهم في الخامسة من عمره، قائلة «أجبرت على الدوام في المؤسسة التي أعمل بها حتى لا يخصم من راتبي أو يتوقف، وعلى الرغم من شدة الحزن والألم على فراق زوجي إلا أن الجهة التي أعمل بها لم تقدر ظروفي وخيروني بين الدوام أو الفصل من العمل، فاخترت العمل حتى في أيام العدة الشرعية كي لا أفقد عملي الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تعيلني للصرف على ابنائي».
أما المعلمة وفاء فقالت «فجعت بوفاة زوجي بعد معاناة طويلة مع المرض وظللت بمنزلي خلال الشهر الأول من العدة، حيث كانت ذكريات زوجي تملأ أركان المنزل، كدت خلالها أن أفقد صوابي من الحزن والألم على فراقه، فسألت أحد المفتين عن جواز خروج المرأة إلى العمل خلال العدة فأجابني أنه لا بأس ضمن عدد من الشروط والقيود، فذهبت فورا للدوام للمدرسة حتى أخرج من كابوس الوحدة والذكريات والألم».
كل تلك بعض الصور والمفارقات التي نعيشها ... ولكن أين يكمن الحل من الخروج من تلك الدوامه الحياتية التي تعصف بالجميع في ظل زمان تنقضي إيامه ولياليه كالبرق الخاطف خصوصا إذا كنت من ذوي الدخل المحدود أو ممن فاقدي الوظيفة وتعيش على إعانة من هنا وهناك فقد يطول بك حبل التفكير الليلي حتى ساعات الصباح الباكر دون أن تنام ولو للحظات !!! مما يعني أنك سوف تنام طول النهار دون تصحو إلا ليلا فيصير ليلك نهار ونهارك ليل !!! ..