حصاد شهر واحد من حملة "معا نبني مصر"
حصاد شهر واحد من حملة "معا نبني مصر"
بدر محمد بدر
فارق كبير بين من يعمل من أجل تحسين أحوال الشعب المصري، صحيا وتعليميا واقتصاديا واجتماعيا بكل ما يستطيع من إمكانيات، وبين من يجتهد في زرع الخراب والدمار والفوضى، ثم يتاجر عبر فضائيات الفتنة بكل جرأة، بآلام ومتاعب أبناء وطنه من البسطاء والفقراء.
هذا ما عبرت عنه حملة "معا نبني مصر"، التي أطلقها الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة في نهاية يناير الماضي، بمشاركة بعض الوطنيين الشرفاء، وبين يدي تقرير حول نتائج الحملة بعد شهر واحد من انطلاقها، ومع الأسف أكاد لا أعثر له على أثر في صحافتنا "الموقرة"، أو في وسائل إعلامنا "النزيه"، الذي يسارع إلى نشر كل ما يسيئ إلى الوطن، وما يدعو إلى الإحباط واليأس، وما يقلل من أي إنجاز على أرض الواقع وهو كثير لمن أراد أن يرى، فماذا يقول التقرير؟
نجحت الحملة علي مستوى الجمهورية في ترميم 1534 مدرسة، وتنظيم 2039 قافلة طبية، استفاد منها 627 ألف مواطن، كما نجحت في إقامة أكثر من 1600 سوق تعاوني للمواد الغذائية والملابس، استفاد منه 874 ألف مواطن، كما نجحت الحملة في زراعة أكثر من 215 ألف شجرة، فضلا عن تنظيم 257 قافلة حرفية، بإجمالي مستفيدين أكثر من 30 ألف مواطن، وتنظيم 262 قافلة بيطرية، بإجمالي علاج يزيد عن 76 ألف رأس ماشية، إضافة إلي تنظيم 827 حملة نظافة وتجميل.
وإذا تحدثنا مثلا عن المدارس فقد تم إصلاح وترميم 135 مدرسة بالقاهرة و160 بالجيزة و98 بالقليوبية و181 بالدقهلية و23 بالبحيرة و624 بالشرقية و24 بكفر الشيخ و45 بالمنوفية و81 بالغربية و42 بدمياط و57 بالإسكندرية و2 بمرسى مطروح و15 بالاسماعيلية و16 ببور سعيد و8 بالسويس و17 بشمال وجنوب سيناء و8 بالفيوم و65 ببني سويف و9 بالمنيا و12 بأسيوط و27 بسوهاج و21 بقنا و29 بالأقصر و8 بأسوان و3 بالوادي الجديد، ثم اثنان بالبحر الأحمر.
هذه الحملة الميدانية هي جزء من سلوك طبيعي اعتاده الإخوان المسلمون طوال أكثر من ثمانين عاما، منذ أن أطلق الإمام حسن البنا كلمته الشهيرة: "نحن قوم عمليون" وهو ما يعرفه ويلمسه الناس جيدا، سواء من خلال عشرات المستوصفات والمستشفيات الطبية التي تعالج عشرات الآلاف يوميا، أو من خلال عشرات المدارس التعليمية المتميزة التي تحقق أفضل النتائج العلمية، أو من خلال مئات الجمعيات الأهلية التي تقدم الرعاية الاجتماعية لمئات الآلاف من الفقراء شهريا.
فارق كبير بين من يعمل وهو يرجو وجه الله والدار الآخرة، ويسعى من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ويقدم نموذجا حقيقيا للفصيل السياسي الوطني الشريف، الذي يفرغ طاقات أبنائه في العمل والعطاء والإنجاز والتجرد، وعدم الإنشغال بالجدل السياسي والصراع الإعلامي مع الخصوم، وبين من يحاول تعطيل المؤسسات وإشاعة الفوضى وإشعال الحرائق في كل مكان، ثم يذهب إلى برامج الفضائيات ينشر الأكاذيب ويزيف الحقائق ويشوه أي إنجاز على أرض الواقع.
العمل السياسي المحترم أساسه الحفاظ على المصالح العليا للوطن بتجرد، وخدمة أبناء الشعب بصدق، والعمل من أجل تحسين مستوى المعيشة بإخلاص، والتعبير عن آلام وطموحات الأمة بحق، في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعب الحرة، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الحزبية أو الفئوية، وعندها سوف تتكون في بلادنا زعامات سياسية حقيقية، وقيادات شعبية يشار لها بالبنان، وأحزاب سياسية فاعلة ومؤثرة في عملية تداول السلطة.
تحية إلى كل من يقدم جهدا عمليا لمصلحة شعب مصر، ويساهم في دفع الوطن إلى الأمام.