هذه نشأتي !
د. إيمان مصطفى البُغَا
ه حتى تشربت قصصهم في كياني وعشت في جزيرة العرب وكأني أسير على حصبائها وألعب برمالها ...
ثم قرأت لنجيب الكيلاني وأول ما قرأت له (ليالي تركستان ) وسيطر علي شعور أنني أعيش في أمة مقهورة , وآلمني العز الذي يعيشه الكفرة على أشلائنا ...
عدت إلى اللعب مع القراءة وأنا يافع صغير مع مواظبتي على القراءة للطنطاوي والرافعي والمودودي والندوي والعبيدي ....
كنت وأنا ألعب أتناسى الذل وأذكر العز ...أتناسى الهزائم وأتغنى بالفتوحات ....
أحببت أكثر العلوم النظرية : اللغة والتاريخ والشعر والفلسفة إلا أني عرفت أن العلم الحقيقي هو الفقه فأقبلت عليه بنهم شديد...
ولكني كفرد من هذه الأمة التي تعيش حياة مرقعة بين الدين والشهوات .. بين العداوة للغرب واتباعه ... بين حب النصر والسير في ركاب الهزيمة ... كنت أتخبط فأصرف كثيراً من طاقاتي بما يعتبره من حولي مهماً ويتبين لي أنه ليس كذلك ..
مررت بتجارب عديدة ..وعرفت أن الله يُهيئ للإنسان كل ما يقدر له ولكن لا يقدر له أبداً ما يجعله مجبراً على المعصية أو الخطأ ...ولكي أعيش سعيداً يجب أن أهرب من المعاصي ولا أقصر في تنفيذ آداب ديني ولو في صغار الأمور ... لكن هل كنت أفعل ؟؟؟ لو قلت نعم لمدحت نفسي ولو قلت : لا لفضحتها ...إلا أن هذا ما عرفته ....
رأيت الكبار يحاولون أن يعطونا كل شيء وأن يعلمونا كل شيء من أجل حياتنا ... ولكنهم يحرموننا حياتنا عندما لا يُعِدوننا للزواج حين تدعونا الفطرة إليه ...
وتابعت الحياة لأعرف أننا نتغنى بالآخرة ونعمل للدنيا , أليس هذا ما زرعه فينا الإعلام ؟؟؟ أكون ناجحاً إذا استطعت الحصول على الشهادات والسيارة وغيرها وصرت قادراً على ارتياد المطاعم الفخمة ولبس أجمل الماركات ... وأن أكون في منصب محترم أخاطب بأقوى العبارات الرسمية وأستلم راتباً ضخماً...أنا ناجح... هاهاهاها وكأني أميركي تنتشر جيوش قومي وأبناء عقيدتي في أنحاء الأرض لحمايتي
كيف أكون ناجحاً وحقي مسلوب ومقدساتي مستباحة ؟؟؟ كيف وأنا لا أشعر بالأمان ...فهناك أعداء يريدون أن يأخذوا مني كل ما أملك من وطن وعز ونجاح ؟؟ فلا يتركون لي دنياي إن تركت لأجلهم آخرتي ؟؟؟؟؟
عندها أدركت أن النجاح الحقيقي أن أسير في ركب الخالدين ...ولكن هل فعلت ؟؟؟ الجواب : لا ولكني أتمنى.....