التلة السوداء.. والأسد
التلة السوداء.. والأسد
عبد الله زنجير /سوريا
بعد زلزال كلية المدفعية 16 / 6 / 1979 م بجمعتين ، صليت و أخي فخر الدين في جامع المصلى ، المطل على ساحة الأحرار شمالا و ( التلة السوداء ) شرقا ، خطيبه الشيخ الشهيد حسن الحاج إبراهيم لم يعلم بالمنشور الملصق على جدار المدخل . وقفنا نقرأه قبل أن يقتحم رجل طويل عريض مفتول العضلات و الشاربين ، فيوبخنا و يمزق البيان الموقع باسم ( كتيبة الشهيد مروان حديد ) قيل وقتها إنه قصاب التلة السوداء !! في أثناء تشييع الشهيد الشاب أحمد وضاح ستر 20 / 6 / 2012 م ، اعتدى شبيحة بيع السمك على المتظاهرين بالسواطير و البلطات ، بعد ذلك استشهد محمد أحمد طاج و رضوان البيك و رضوان نحيلي و عمر الشريف و محمد أمين جبلقي و غيرهم من المدنيين
سنة الثمانين استشهد هنا أيضا الأستاذ عدنان شيخوني - أحد أبطال الهروب من سجن كفر سوسة في 21 / 5 / 1980 م - و الشهيد الرقيب أول عقيل شحود - بطل حلب في المصارعة الرومانية - و الشهيد حسن أبيض و سيدة كردية أصيبت برصاص الأسد الأب الطائش ، و في طلعة جامع حسان قبيل دوار القمر و حارة الحنفية كانت المظاهرة السلمية تهتف بالتكبير ، و كان المختار عمر جاموس يكتب أسماء المشاركين فيها .. حدثني بهذا ابن خالتي محمود أمينو ، رحمه الله
هذه المنطقة أقدم احياء حلب خارج السور ، غربي باب قنسرين و جنوبي الكلاسة و شرقي بستان القصر ، وهي من اشهر المرتفعات القليلة في المدينة - ركام أثري يتميز بحجارته السوداء - و رغم أنها وقف للجامع الكبير و موئل لآلاف الفقراء و الضعفاء ، فقد صدر في 2002 م قرار استملاك و هدم لها ، حتى يزيد رصيد رامي مخلوف - القارون - و مدير أعماله بشار حافظ الأسد .. هذا الأخير مدفعيته الآن تدك التلة السوداء دكا.