سامر العيساوي وزملاؤه "عرب طيبون"
سامر العيساوي وزملاؤه "عرب طيبون"
جميل السلحوت
الحكم بالسجن ثمانية شهور الصادر من محكمة الصلح الاسرائيلية بحق الأسير الفلسطيني سامر العيساوي الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ الأول من شهر آب-اغسطس- الماضي، لعدم امتثاله لقرار سلطات الاحتلال بمنعه من دخول بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة خارج القدس، لن يسمح بالافراج عنه بانقضائها في 6 آذار-مارس- القادم لوجود أمر اعتقال أخر منفصل أصدرته المحكمة العسكرية للاحتلال في "عوفر" –قرب رام الله- حيث أن المحكمة العسكرية تطالب بمحاكمة الأسير العيساوي وإدانته وإعادته إلى السجن لقضاء كامل ما تبقى من حكمه السابق قبل أن يفرج عنه في صفقة التبادل، وهو 26 عاما.
ومع أن رام الله وبقية الأراضي الفلسطينية تخضع للاحتلال الاسرائيلي المباشر، فان أحدا لم يكن يتصور أن يبلغ جبروت الاحتلال بأن تصدر محكمته حكما جائرا كهذا على مقدسي فلسطيني حاول دخول مدينة في وطنه، وفي دولته العتيدة التي اعترفت بها الأمم المتحدة، ووجوده في رام الله لا يؤذي أحدا، ولا يشكل تهديدا لأحد بما في ذلك الاحتلال، بل على العكس فقد قامت سلطات الاحتلال بابعاد نواب القدس المنتخبين في المجلس التشريعي الى رام الله، واذا كان دخول المقدسيين الفلسطينيين الى رام الله خطيرالى هذه الدرجة، فلماذا لا يعيد المحتل النواب المبعدين عن قدسهم الى رام الله؟ وبما أن سيطرة دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بما فيها رام الله مخالفة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، فماذا ستحكم محكمة الجنايات الدولية على قادة الاحتلال الذين يعربدون في الأراضي الفلسطينية بقوة السلاح منذ 5 حزيران 1967 اذا ما رفعت قضية ضدهم، خصوصا وأن هذا الاحتلال يشكل تهديدا للبشر وللشجر وللحجر وللأرض؟
وواضح أن الحكم الصادر بحق العيساوي، ومواصلة احتجازه هو وزملاؤه المضربون عن الطعام منذ شهور ومنهم جعفر عز الدين، أيمن الشروانة، وطارق قعدان، ما هو إلا انتقام منهم، لاسترضاء أحزاب اليمين المتطرف في اسرائيل، الذي عارض صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحركة حماس، وهو يذكر بما قالته رئيسة وزراء اسرائيل الراحلة جولدة مائير قبل حوالي أربعة عقود وهو " ان العربي الطيب هو العربي الميت" وهذا يعني ان اسرائيل قد حكمت على العيساوي وغيره من الأسرى المضربين عن الطعام بالموت، ويبدو أن قادة الاحتلال لم يتعلموا ولن يتعلموا من التاريخ، ولا يقدرون نتائج ظلمهم وبطشهم، ويسعون الى تصعيد الموقف لادخال المنطقة في دائرة العنف من جديد، ليتهربوا من متطلبات السلام، لأن هدفهم هو التوسع وتكريس الاحتلال، ومنع الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، بعد كنس الاحتلال وكافة مخلفاته، يساعدهم في ذلك الضعف والهوان العربي، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية اللامحدود لهم في كل الظروف.
فهل سيتحرك عقلاء العالم للضغط على اسرائيل للافراج عن الأسرى المضربين عن الطعام قبل فوات الأوان؟