مطالب الشعوب الإسلامية من مؤتمرات القمة
مطالب الشعوب الإسلامية من مؤتمرات القمة
بدر محمد بدر
زار أرض الكنانة في الأسبوع الماضي أكثر من 25 من الرؤساء والقادة العرب والمسلمين ليشاركوا في القمة الإسلامية الثانية عشرة، التي أقيمت على مدى يومين، فأهلا ومرحبا بهم ضيوفا كراما على أرضنا الطيبة، وبين شعبنا الحر.
وترحيب خاص بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في بلده الثاني مصر، باعتباره أول رئيس إيراني يزور مصر منذ ثلاثة وثلاثين عاما، وأتمنى أن تكون هذه الزيارة، وما سبقها من زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران في أغسطس الماضي، فرصة لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، ونهاية للقطيعة التي طالت كثيرا، وتبديدا للمخاوف التي روجها الإعلام الموجه، وأن تكون هذه الزيارة بداية جديدة تثمر دفئا وحيوية، وحلا للمشكلات لصالح شعوب المنطقة.
وأعتقد أن وجود تفاهم وتعاون واتفاق إستراتيجي بين دول المحور الثلاثي: مصر وتركيا وإيران، كفيل بتغيير كبير في معادلات القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية في المنطقة، وعلى مستوى العالم أيضا، وهذا الاتفاق لو تم إنجازه قادر على علاج مشكلات وأزمات المنطقة بشكل سريع وحاسم، ونقل أوضاع المنطقة نقلة نوعية إلى الأمام في كافة المجالات، وأتصور أن التفاهم والتعاون ليس صعبا على الإطلاق، إذا توافرت النية والعزيمة والإرادة الصادقة.
بل أتمنى أن يكون هذا المحور الثلاثي هو البداية الحقيقية لتوحيد الدول العربية، بانضمام دول أخرى تباعا إليه، ودخولها جميعا مرحلة التنسيق والتعاون والتكامل، سواء الاقتصادي أو السياسي أو الدبلوماسي، حتى تكتمل المنظومة العربية أولا، ثم نستكمل بعد ذلك الدائرة الإسلامية الأكثر اتساعا، في وحدة تراعي الخصوصيات الحضارية، وتحترم وتقدر المصلحة الوطنية، وتساهم كذلك في تقوية الأواصر وحل الأزمات وإطلاق طاقات الشعوب نحو البناء والتنمية والتقدم.
جميل أن يلتقي قادة وحكام الشعوب العربية والإسلامية، وأن يجتمعوا ليتحاوروا ويتناقشوا في شئون أمتهم، وأن يقرروا ما يرون فيه مصلحة شعوبهم وأوطانهم، وأن يتدارسوا أفضل السبل لحل الأزمات والمشكلات التي تواجه بلادهم، ولكن الأجمل أن تسفر هذه الاجتماعات والمؤتمرات، عن آلية واضحة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وأن يكون لهذه القرارات تأثير عملي على أرض الواقع، تلمسه الشعوب وتنتظره من تلك اللقاءات وليس فقط مجرد بيانات وقرارات على الورق.
أتمنى أن تتضمن أهداف وبرامج منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) اقتصاديا: تسهيل انتقال حركة رؤوس الأموال والعمالة بين الدول العربية والإسلامية، وأن يتم العمل على تفعيل السوق العربية المشتركة، كنواة للسوق الإسلامية المشتركة، وأن يتم دعوة المستثمرين العرب والمسلمين إلى الاستثمار في الدول الإسلامية، الأكثر احتياجا لرفع مستوى معيشة أبنائها، وحل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها، وأن يتم إلغاء الديون عن الدول الأكثر فقرا.
وعلى المستوى السياسي أتمنى أن يشكل القادة آلية عاجلة لحل الأزمة السورية، تعمل على وقف نزيف الدماء الذي يجري ليل نهار، وتمنح الشعب السوري الحق في الحرية والحياة الديمقراطية بعيدا عن أي تدخل خارجي، كما أتمنى أن يصدر قادة الأمة قرارا واضحا بكسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، مع تقديم كافة أشكال وصور الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأتمنى كذلك تفعيل آليات التواصل والتعاون المستمر بين أبناء الأمة.
أتمنى أن تتغير نتائج اجتماعات مؤتمرات القمة إلى الأفضل، وأن تشعر الشعوب أن هناك نتائج مهمة وملموسة وراء انعقاد هذه اللقاءات، وأن تختفي من الأذهان صورة ذلك العربي أو المسلم، الذي يتكلم كثيرا دون أن يفعل شيئا على أرض الواقع، لقد حان الوقت من أجل التغيير الحقيقي.