في سبيل المرأة العفيفة

معمر حبار

[email protected]

مغرب هذا اليوم.. ونحن نقرأ الراتب.. وعبر سورة القصص .. توقف القارئ مطولا عند قوله تعالى .. " الَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ"، القصص - الآية 27 ..

السؤال الذي يطرحه القارئ المتعمن .. لماذا سيّدنا موسى عليه السلام .. قبل الزواج .. وبتلك الشروط.. وهي العمل لدي سيّدنا شعيب عليه السلام .. 08 سنوات.. مع العلم موسى عليه السلام .. لم يكن تحت الضغط .. ولم يكن مجبر .. وكان باستطاعته الرفض وعدم الزواج ..

إذن سيّدنا موسى عليه السلام .. قبل الزواج .. بشرط العمل لدى شعيب عليه السلام .. 08 سنوات.. حين رأى في ابنته.. الخصال التي تستوجب العمل الشاق لأجلها .. فقد كان يرعى.. ويجلب الماء.. ويقوم بأعمال شاقة .. لاتقدر عليها المرأة .. ولا الرجل العجوز ..

فموسى عليه السلام .. تذكر جيدا أول لقاء.. حين وصف القرآن الكريم المشهد، فقال .."فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚفَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"،القصص - الآية 25 ..

إذن أخلاق المرأة العالية.. وحياءها الظاهر.. ورفضها الاختلاط بالرجال دون سبب .. والسعي الحثيث .. لحفظ غيبة الأب العجوز، في.. عرضه وشرفه .. وبقيت على أخلاقها العالية .. كما لو أنها في البيت.. وهي التي تسقي وتغدو وتروح .. دون حسيب ولا رقيب.. هذه هي الخصال التي دفعت بموسى عليه السلام .. أن يقبل الشرط .. المتمثل في العمل لأجل المرأة 8 سنوات .. بل وزاد عليها .. وأصبحت 10 سنوات..

إن المرأة.. بمثل هذا الطهر والعفاف .. تستحق من الرجل .. أن يقبل الأعمال الشاقة .. مدة 10 سنوات.. ويرضى في سبيلها .. العمل في الصحاري .. والبعد عن الأهل والديار .. وهذا بالضبط مافعله موسى عليه السلام .. حين قبل.. شروط الزواج.. ونجح في زواجه .. ولم يندم على قبوله للشروط.. لأجل زواجه أبدا .. بل كان سعيدا .. وشاركته أيامه السعيدة .. وأيامه الحالكة مع فرعون وقومه .. ولم تتخلى عنه .. وبقيت وفية مخلصة .. كما كانت أول مرة.. على خلق رفيع من الحياء ..

الغرض من هذه الأسطر .. أن المرأة العفيفة الطاهرة.. تستحق من الرجل .. أن يضحي لأجلها .. ويقبل الأعمال الشاقة .. ليظفر بها ..

والرجل حين تصادفه .. مثل هذه الصدف الحسنة الفريدة .. التي لاتتكرر .. عليه أن يسرع بكل مالديه .. ويقبل بالشروط المطروحة .. وسينجح في أيامه القادمة .. لا محالة .. كما نجح سيّدنال موسى عليه السلام .. بقبوله شروط العمل .. مقابل الزواج .. بالعفيفة .. الطاهرة.