قل لهم يا سيادة الرئيس
أ.د. حلمي محمد القاعود
برح الخفاء. التخريب مستمر علي قدم وساق, لدرجة اقتحام الفنادق وترويع السياح والزوار. سمعت أحد النزلاء العرب يلملم أشياءه ليرحل ويكاد يبكي من الهول الذي صنعه الثوار( ؟) الذين اقتحموا فندق سمير أميس.
تري ماذا كان سيقول هذا الضيف العربي لو شهد الأسلحة الثقيلة التي كانت تدك سجن بورسعيد للإفراج عن السجناء وتقتل الضباط والجنود وتصيبهم, وتكرر الشيء نفسه في كثير من أقسام الشرطة والمؤسسات الرسمية والمحال العامة, وتقطع الطرقات والجسور, وتعطل القطارات علي امتداد البلاد.
الثورة تحولت إلي دم وتخريب وإحراق يا سيادة الرئيس, ماذا تنتظر ممن لا يرضون عنك ولن يرضوا, ويقاتلون الشرطة والجيش في بورسعيد والسويس والاسماعيلية وقصر النيل وماسبيرو؟ إنهم لا يعترضون علي منهج سياسي ولا حقوق ديمقراطية, إنهم يريدون استئصال المشروع الإسلامي بكل رموزه وأنصاره وأتباعه ولو كانوا الشعب المصري كله, ويريدون إعادة إنتاج تجربة أتاتورك ليقيموا المشانق في الميادين والساحات, ولديهم الثقة بأنهم سيجدون الأبواق التي تؤيدهم والنخب التي تمنحهم الغطاء السياسي.
يا سيادة الرئيس اخرج إلي شعبك, وقل لهم ماذا يدبرون, وتحدث عن المشكلات الحقيقية التي تقابلك, والمتآمرين من داخل النظام, والدولة العميقة التي تعوق حركتك وتحرض عليك, وتشجع الكذبة والمنافقين وعملاء البيادة, ليوقفوا حركة العمل والإنتاج والبناء, ويسقطوا الدولة ويفتحوا المجال للفوضي المدمرة التي تأتي علي الأخضر واليابس. صارح شعبك يا سيادة الرئيس بما يجري ولا يعلمه عامة الناس, واستعن بالصالحين المخلصين, ولا تكرر تجربة المستشارين الذين فروا عند أول اختبار, وثق أن هذا الشعب سيقف معك ويحمي الشرعية والقانون ويصنع الأمن والأمان. خيب ظن السيناتور الأمريكي مارك كيرك عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية إلينوي الذي بشر في الانتخابات التشريعية المصرية الماضية بمنح مصر كلها لمن سماهم الليبراليين, لأن الانتخابات الحرة وحدها كما يقول لا تصنع ديمقراطية, ولأن نظامك عدو للصهيونية, وحليف لحماس, ولا يؤيد كامب ديفيد, ويتحكم في قناة السويس, ولا يوالي أمريكا!.