رسالة إلى المشرف التربوي
د. عبد الرحمن الحطيبات
مدارس الجامعة /الملك فهد للبترول – الظهران
أخي المشرف التربوي,,
سلام الله عليك ورحمة وبركاته حيثما حللت وأينما توجهت...
وتحية خالصة مني إليك وأنت تشحذ الهمم وتستكشف القدرات وتشخص نقاط القوة وتعالج مواطن الضعف وتحفز النفوس, ونظرة فخر واعتزاز وأنت تستثير العقول وتستغل القدرات وتنمي المواهب.
طبت وطاب ممشاك وأنت تعمل بالناس ومع الناس ولرب الناس مستعيذاً به من شر السواس الخناس ؛ لتفيد من غزارة علمك وعميق خبراتك ، و دقة ملحوظاتك .
نرجو منك إن جمعتك بمعلمك حصة ما, أن تعلمه: ماذا يقرأ؟ ولماذا ...؟ وكيف...؟ وماذا....؟ ولماذا ....؟ وكيف يكتب ...؟ وماذا يدّرس ...؟ ولماذا.....؟ وكيف .....؟ وماذا يقوّم ؟ ولماذا ....؟ وكيف يقوّم طلبته.....؟ وكيف يقوم التقويم ؟
لا نريد منك أن تحصي على المعلم كل حركاته وسكناته في المواقف الصفية بقدر ما توجه هذه الحركات وتلك السكنات الوجهة التربوية الصحيحة التي تساعده على أن يطور نفسه ويحسن من أدائه بما يعزز به أداء طلبته والشعور بإنسانيتهم والسعي الدؤوب نحو التميز والإبداع
إن المشرف التربوي الذي تتطلبه المرحلة هو ذلك المشرف الذي يكون قائداً تشاركياً يحيط نفسه بمعلمين يعملون معه ولا يعملون لديه، يقرأ شخصية المعلمين والعاملين معه، ويشركهم في رسم الخطة المدرسية وتنفيذها، ويشجع المعلمين المبدعين الذين لديهم الرغبة في التعلم والتطوير والنمو المهني المستمر،ويخطط لإعدادهم كفريق عمل فعال مؤهل بالتدريب والإعداد الجيد والتفويض, وعلى ذلك تراه يشجع العاملين معه على تقديم أفكار جديدة ذات أصالة ... يطلب من كل معلم تقديم أفكار مبتكرة لمشكلة معينة أو وضع تصور معين لتحقيق هدف محدد في أحد مجالات وجوانب العمل التربوي.
إن المعلم يرى فيك أنك تعرف كل شيء, وتمتلك كل مهارة فيما يخصك, ويمكنك أن تساعده في أي شيء في أداء واجبه فكن محل رؤيته, وعند حسن ظنه.
لا نريدك محصياً لخطواته ومدققاً في حساباته, بل نريدك فيه أو نريده فيك مصدر ثقة ومبعث فخر واعتزاز, تحمل الرسالة بحق, وتبلغ بحق, وتقول بصدق, وتعمل بإخلاص.
وإن الطلاب يرون فيك وقار العلم وهيبة العلماء وضيفاً تطأ سهلاً وتحل أهلاً فليكن لهم منك نصيب بتركيزك على دعم أدائهم وليكونوا محور اهتمامك, وانظر في عيونهم لترى فيهم: مصعب الخير وصلاح الدين... وأهل الإبداع وقادة المستقبل. وليكن رأيك فيهم تقويما لا تقييما وقياساً مستمراً, وتقويماً بنائياً لا يقبل الهدم
إن المجتمع يعول على معلمك في إصلاح أبنائه ، ونحن نعول عليك في إصلاح المنهج وطرائق التدريس والتقويم
نريدك أن تكون قائداً تربوياً يستطيع بحنكته الإدارية والتربوية أن يوظف المعلمين ومديري المدارس والطلاب والآباء بل والمجتمع لتحقيق ما تصبو إليه العملية التعليمية التربوية من أهداف سامية وغايات نبيلة.
نريدك صاحب قدرات عالية على التفكير والتجديد والانطلاق .. نقرأ في ذاكرتك القوية كل الدقائق وإن صغرت وجل التفاصيل وإن دقت نراك تتعامل مع الأشياء وإن تعقدت, وتحل المشكلات وإن صعبت تراقب وتلاحظ كل المسارات والأساليب والأحوال وإن تشابكت تلخص الأشياء وما بينها وترى ما وراءها, وإن أبهمت.
نقرأ في ملفاتك وسجلاتك وأوراقك وتوجيهاتك الحكمة والتنظيم والدقة والجمال والرونق وأكاد أقول: السحر. تفكر وتعلّم التفكير وتنتقد وتعلم آداب النقد تقترح الأفكار وتقدم الحلول
تسأل, وأنت أدرى, وتعلّم كيفية السؤال, وتعد لكل مرحلة سؤال و لكل سؤال جواب, لكل جواب وسائل للتحقق .
تتواصل مع زملائك ومعلميك في العالم الإلكتروني الرحب عبر وسائط متعددة على الحاسب الآلي وشبكاته بنصوص مكتوبة أو منطوقة، ومؤثرات صوتية ورسومات خطية وصور متحركة ...
نراك قدوة حسنة, تعلم الاقتداء والإخلاص والضبط والالتزام والحزم وحسن الخلق واليقظة, والاستقامة وتكامل الشخصية وبناء علاقات طيبة مع الجميع, وفهم المشاعر والنفسيات..
نريدك مبدعاً
تعلم الإبداع وتعمل جاهداً على إيجاد المناخ المناسب للإبداع, واستشراف المستقبل,
والرغبة في الإفادة من تجارب وخبرات الآخرين, والإيمان بقدرات الآخرين
والرؤية
الواضحة للأهداف التربوية في دعم رسالتك، والاستعداد للسير إلى أفضل
السبل
الموصلة لها ...رافقتك
السلامة
والسلام عليكم ورحمة وبركاته