حول مشروع "الأعمال الكاملة"

د. عماد الدين خليل

حول مشروع "الأعمال الكاملة"

د. عماد الدين خليل - العراق

بين الحين والحين يتدفق على مكتبي ومكاتب أساتذة الأدب العربي في كليتي آداب وتربية جامعة الموصل، طلبة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) راغبين في معونتهم على اختيار الموضوع المناسب لرسائلهم وأطروحاتهم.

وكثير من هؤلاء يميلون إلى دراسة هذا الأديب أو ذاك من الأدباء الإسلاميين في سياق التنظير، أو النقد، أو الأجناس الأدبية شعراً وقصة ورواية ومسرحية وسيرة ذاتية ومقالاً.

وليس أيسر من الاستجابة لطلبهم وإقناعهم باختيار أحد الأدباء الإسلاميين موضوعاً لرسائلهم وأطروحاتهم.

وهذه فرصة ذهبية تمكن الأدب الإسلامي من تحقيقها بعد صراع طويل: أن يخترق جدران الأكاديمية، وأن يقنع عدداً من أساتذتها بقبوله في الرسائل والأطروحات..

فرصة يجب ألا نفرّط بها، وأن نعض عليها بالنواجذ لأنها تحقق أكثر من هدف أبرزها ولا ريب مصداقية هذا الأدب، وحضوره المؤكد، وقدرته على إمداد أقسام اللغة والأدب العربي في الجامعات العربية والإسلامية بالموضوعات المناسبة تماماً لرسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه. هذا فضلاً عن أن هذه الرسائل والأطروحات، بعد مناقشتها وإجازتها، ستمثل – ولا ريب - رافداً (علمياً) مهماً يغذي مكتبة الأدب الإسلامي المعاصر بالمزيد.

إلا أن (المشكلة) التي كانت تقف في الطريق في كثير من الأحيان، ولا تزال، هي عدم توافر (الأعمال الكاملة) لهذا الأديب الإسلامي أو ذاك، إذ بدونها لن يستقيم العمل ويتم البناء.. وكان هذا يحمل الطلاب جهداً وعناء يصعب وصفهما، فضلاً عما يتطلبه من تكاليف مالية وأسفار، في محاولة منهم للم أعمال الأديب الذي سيكتبون عنه.. وقد يعجزون عن تحقيق المطلوب، فيتخلون عن الفكرة، ويتحولون إلى اختيار موضوعات خارج دائرة الأدب الإسلامي بسبب ما يتيسر بين أيديهم من مصادرها ومراجعها.

ألا يدفعنا هذا للتفكير بضرورة لم النتاج المبعثر لأدبائنا الكبار فيما يسمى "بالأعمال الكاملة" التي تضع تراثه كله بين أيدي القراء والدارسين، فنكون بذلك قد أوجدنا إغراءً كبيراً ومؤثراً لإنجاز المزيد من رسائل الدراسات العليا؟

لقد سبقنا الآخرون إلى مشروع كهذا منذ زمن بعيد، سواء داخل الدائرة العربية أم خارجها، أما نحن فنجيء متأخرين في معظم الأحيان، للأسف الشديد.

ثمة اعتراض يقف في وجه المشروع وهو أنه قد يكلّف كثيراً من الجهد ويحتاج إلى تغطية مالية باهظة.. وأن مؤسسة كرابطة الأدب الإسلامي العالمية لا تمتلك القدرة على هذه التغطية.

فمن قال: إن الرابطة هي التي ستتولى الإنفاق على المشروع؟ إنما هو التنسيق والإشراف، وإقناع هذا الناشر أو ذاك بتنفيذه، حيث سيكون مردوده المالي كفاءً لما أنفق عليه، وليس على الرابطة سوى "الترويج" له، والمعاونة على تسويقه، وقبل هذا وذاك وضع قائمة بالأدباء الإسلاميين الذين عرفوا بغزارة نتاجهم، والذين سيقع عليهم الاختيار.