بين الماضي والحاضر الأخوان المسلمون
مصعب الشيخ ويس
عندما بدأت الجماعة بفرعها السوري استقطبت الكثير من المهتمين بالشأن الاسلامي حيث أن الشيخ المجدد مصطفى السباعي (رحمه الله ) مدرك للنهج الذي ينبغي أن تسير به الحركة بالشام لتنوع المشارب والمذاهب ذلك ان طبيعة الشعب السوري لا تميل الى التشدد ثم مالبث أن شهد العمل انقساماً بين حــــلــب ودمـــشق .
سرعة الإنجاز على الأرض أقلق المرجفون وأغرى الكثير من الشباب باستعجالهم قطف الثمر .
ظاهرة الشيخ مروان حديد و تفكيره بطرح الدعوة ليست جديدة بالاسلام ..... ذلك أن التسرع بالحكم وعدم ادراك عواقب الامور نجدها في استعجال الصحابة الكرام بخروج النبي صلى الله عليه وسلم الى ساحة جبل أحد .
وبعد انقطاع الوحي ظهرت مرة أخرى بين الشباب المتحمس جداً بالخروج على الخليفة الهاشمي علي بن ابي طالب رضي الله عنه .
ليست سطورنا هذه لقدح أشخاص بعينهم فالاجتهاد بطرفيه أجره عند الله انما هي تبصرة لأخذ فكرة من عبرة .
طريقة الانقسام سمحت( للمتحمسين جداً)- ولا أريد أن استخدم اي توصيف آخر – بــمــد جسر بين الضفتين اذا ما أخذنا بعين الاعتبار خصوصية السرية الشديدة والحذر الأشد من بطش الأجهزة الأمنية بتلك الفترة ؟؟وأن الذي نتكلم عنه اليوم هو ما تحدث به أشخاصه بعد مضي سنيين طويلة .
وأن تقوم بتقييم شخصية لستَ معايشاً ايامها يجعل العمل اكثر صعوبةًاذا أراد الباحث الدقة في العمل .
سمعت شهادة السيد عدنان عقلة عبر ثمانية أشرطة مسجلة بصوته ...... بدأ فيها بالتحدث عن بداية العمل مقتفياً آثار الشيخ مروان متسلسلاً بالمرحلة السرية ثم المعلنة مروراً بتفاصيل بعض العمليات والعقبات التي واجهته من بعض أشخاص الجماعة الأم فأثنى على القليل وذم الكثير مما يعكس تبايناً كبيراً بالنهج .
اليوم تفصلنا مسافة احدى وثلاثين سنة عجاف من تلك الشهادة زمن ليس بالقريب .
يمكن لي أن أحدد نقطة ضوء عن شخص السيد عدنان عقلة بأنه شخصية عسكرية قتالية بحتة ينجح جداً بالتنفيذ فهو سريع الإقدام ؟؟؟
من الخطأ ان توكل اليه قيادة مجموعة فيوردها الى المهالك لجرأته وغروره الزائد في ثقته بنفسه .
من خلال ما سبق نخلص بأن العمل الاسلامي بسورية مر به شتاء طويل وأزمات طاحنة عجمت رجاله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
اليوم نحن بحاجة الى مجددين بالفكر الاسلامي الدعوي على الساحة السورية فالأرض عطشى لعام ٍ فيه يغاث الناس ......هذا التجديد المطلوب يجب ان يكون على خطى الشيخ المؤسس لحساسية المرحلة رافضين كل الدعوات الى الرجوع بنا الى افكار متسرعة تريد ان تفرض حلولاً قطعية منفصلة عن العالم .
أخيراً أهيب بمن يمثلون هذا الفكر اليوم ان يسعوا جاهدين لضخ دماء جديدة... فليس من الضروري أن نرى رجال أحداث الثمانينات هم ما زالوا يحملون العمل الى اليوم ولا أظن ان الجماعة عقمت عن شباب مستنيرين وهنا يجب أن ُنبعد المحسوبية لكي نرى شباباً من أسفل الهرم فهم أقدر على تفهم واقع الناس......... فأبناء القيادات قد أمضوا جل عمرهم بالدول الاوربية وواجب على القيادات ان كان حبها لوطنها ودينها أكبر من حبها لمصلحتها الشخصية أن يقدموا لهم خبرتهم الطويلة وأن يجلسوا مستريحين من جراح السنين القاسية لينظروا الى شباب العمل كأبناءهم ليقدموا لهم كل الدعم الذي يحتاجونه بذلك َتطرُدُ شمس الغد ..... غيوم وعواصف مرحلة وصفت بأنها مأساة العصر .