كي لا يخر علينا السقف
محمد عبد المجيد الصاوي
غزة ـ فلسطين
قبل بدء الاستفتاء على الدستور المصري بساعات :
نقول لمن يحمل على الاخوان والتيار الاسلامي
من أبناء التنظيمات الاسلامية الأخرى ..
راجعوا أنفسكم قبل أن تدعو الاخرين للمراجعة
وحاسبوا أنفسكم قبل محاسبتكم للاخرين
لستم أنتم من تصدون عن فهم السلف
إن اعتقدتم أن الاسلام لا يقام إلا باستعجال قطف الثمار قبل أوانها
وإن أردتم إقامة الإمارات الاسلامية وإعلانها
فاعلموا أن دولة الاسلام لا تقام بإمارات
إنما علينا أن نقيمها في قلوب الناس وأفئدتهم
نقيمها فيهم وعيا ودعوة حبا وبذلا
نقيمها في الناس نورا لا ينطفئ ولا يخبو
ننشر تعاليم الاسلام ونمهد له الطريق بالدماء وبالعطاء
كل على ثغر من ثغور الاسلام وكل يذب عن حياضه
حينها تقوم دولة الاسلام
إن نحن بنيناها صرحا عملاقا
بعرقنا ودمائنا بسهرنا على تأليف قلوب الناس
بهدايتنا لهم وذلتنا للمؤمنين
بتراحمنا وصفحنا عمن يسيؤون عن غير فهم لاسلامنا
قاعدة قاعدة وأساسا يعضد أساسا
ولبنة تصطف بجوار لبنة
وسقف مكين .. ليس هشا
كي لا يخر علينا السقف
ثم نقول :
إن الإسلام كل لا يتجزأ
شامل الدين والدنيا معا
لكن معركة الصراع التي يخوضها تيار الاخوان في فلسطين ومصر :
ينطلق من فهم عميق لواقع الأمة ومن قبل ينطلقون من فهم على ضوء الكتاب والسنة ..
قد يرى البعض في فهمهم اقترابا من دوائر محظورة لديهم
لكن وإن أنكر المنكرون وإن تجاهل المتجاهلون
سيظل فهم الاخوان اجتهادا يصيبون في أكثره ويخطئون في بعضه
البعض يرى نصوص الدستور أنها كفرية
لأنها برأيه ترسخ للعلمانية
ابتداء : فقهاء الدستور الاسلاميون يؤكدون أن هناك مواد يجب أن تكون فضفاضة
كالمبادئ والمثل وما يتعلق بالعادات والتقاليد المجتمعية
هذه المبادئ ليست ملزمة للدولة
ولنأخذ مثالا : الدستور يكفل حرية التعبير
لكنه في مادة أخرى يضع عقوبات التحريض
والخروج عن أعراف المجتمع والمساس بالمعتقدات
فهل هذه علمانية ؟
ويعترض على أن المادة التي شملت الشريعة :
أنها تضمن مبادئ الشريعة .. ووجه اعتراضه أن مبادئ الشريعة هي الإخاء والسماحة ..
وهو يبغي أحكام الشريعة .. وأن يكون على رأسها تنفيذ تلك الجدود وإقرارها ..
ويتهمنا : بالتغني بموال التدرج في تطبيق الشريعة ..
فهل في ذلك الرأي حجة وهل يصدر عن فهم لطبيعة الاسلام المعاش ومقتضياته ؟
وهذا البعض يرفض فكرة الاخاء بين المسلمين والنصارى
نقول له ومن قال أن هناك في الدستور مادة تنص على الإخاء بين النصارى والمسلمين
إخاء بمفهوم الاسلام
الأخوة بين المسلمين فحسب
فشعار الاخاء الذي يرفع من قادة المجتمع المصري يقصد به التعايش بين النصارى والمسلمين
يرى أن السبيل مع النصارى في بلاد الاسلام هو العداء
فكيف يقف هذا البعض أمام قوله تعالى
" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين "َ
هذا الفكر الذي يحمله البعض أراه يفقه الدين فقها لم يعهده سلفنا
ولا الخلف من بعدهم
فكر لن يورث الاسلام إلا الوبال والخسار
ينكرون تضحيات أعرق جماعة إسلامية ( الاخوان المسلمون )
ويحاولون تشويه صورتها الناصعة
يتهمنا بأن لنا صناديق الاقتراع وله صناديق الذخيرة
وينسى أن مخازن الصواريخ هي من تكلمت باسم جماعة الاخوان في فلسطين في حرب حجارة السجيل
يأبى علينا أن نجاهد بنشر الدعوة .. وبجهادنا في السياسة
ويتناسى جهادانا قتالا لأعداء الله ويتناسى أننا نقدم قبل الجند قادتنا سراعا نحو المنون
يرى أن وصول واحد من الاخوان لرئاسة مصر جريمة في حق الاسلام
ويقف محاربا في جبهات المحاربين للدستور الذي يفخر به كل مصري وعربي ومسلم
يريدون في قرار صارم يتخذ الان قبل الغد يعلن فيه تطبيق الشريعة
ونطرد نصارى مصر .. ونقيم أعواد المناشق للعلمانيين
يرى كما أسلفت أن الدستور كفري بكل مواده ومبادئه
وينسى أن هذا الدستور ما حورب إلا لأن الأغلبية التي وضعته وصاغته هي أغلبية مسلمة بفقهاء الدستور ورجال القانون والنخب السياسية والفكرية والمجتمعية
هو العداء لا غير لجماعة الاخوان وللتار الاسلامي الذي يخوض غمار أكبر المعارك ضد العلمانية
لا يدرك أن هذا الصراع قد دبر في ليل وأن الاسلامين غير غافلين عمن يحيكون المؤمرات ويجابهون بكل حزم وحسم أعداءهم ولكن دون إراقة الدماء
حتى عندما أريقت الدماء من الاخوان .. فوتوا الفرصة على جر مصر لحرب ينتظرها الغرب وأعوانه
فوتوها لا ضعفا أو خوفا أو هروبا
إنما لأنهم هم من يقررون خوض الصراع مع الكفر .. وقد قويت شوكة الاسلام
قد بينا حال المنكرون من بعض التيارات الاسلامية :
والآن نشرع في بيان الواقع المصري قبيل الاستفتاء على الدستور المصري في مرحلته الاولى :
وهناك أسئلة تطرح :
السؤال الاول الذي يتبادر : هل سيدع المعارضون للاستفتاء أن يمر بسلام ؟
أم أن الساحة المصرية ستشهد حالة التثوير والبلطجية التي غدت عنوان المعارضة المصرية ؟
هل الاعلام المصري في مرحلة الاستفتاء سيكون على قلب رجل وحد
يترك فيه للمعارضة وللمؤيدين حرية الاستفتاء والادلاء بالرأي ؟
أم ترى أن قوى البعث المباركي ستجعل هذا اليوم يوما دمويا تعيث فيه قتلا وتخريبا وحرقا وتعرقل بالبلطجة وترك الحبل لها على غاربه من قبل الشرطة والقوى الامنية تعيث فسادا ؟
وماذا بعد الاستفتاء لو تم وكانت النتيجة تصويت الشعب بالقبول والموافقة على إقرار الدستور ؟
هل ستقبل القوى التي أرادت للاستفتاء أن يكون وفق ما تشترطه ، فعملت على إفشال اللحنة الأولى لصياغته وباسم الهيئات القضائية التي لا يزال ولاؤها ضد إرادة الشعب ورغبته ، ثم عندما انتهت اللجنة الثانية من إعداده وإتمامه ثارت ثائرتها وقد أصيبت بلوثة جنونية ، رأيناها بإعلام يقفز على الشرعية ويمارس دور التحريض العلني على مؤسسات الدولة فكانت النتيجة قد حوصر قصر الرئاسة في الاتحادية
وسالت دماء أبناء جماعة الاخوان ..
رأيناها بتجمع كل القوى التي تغلفت بغلاف الثورة والوطنية ، فخرجت ما تعرف بجبهة الانقاذ يقودها مرشحان سابقان للرئاسة ورجل كان السبب في دمار العراق ، وفجأة رأيناه يطل على المشهد السياسي المصري ويَُقَدم كرجل سليل المجد السياسي المصري في منتصف القرن الماضي ، ينسحب من سباق الرئاسة ، ليعود في حلة جديدة ينفذ مهام موكلة إليه تنجلي في إغراق الساحة المصرية في حالة الفوضى التي تهدف إلى إسقاط الرئيس مرسي ووأد برنامج النهضة ومن قبل الانقلاب على الثورة المصرية العظيمة .
هل سينتهي كل الذين رسموا صورة مشوهة للمعارضة في مصر عن محاولاتهم تدمير مصر وإرجاعها إلى عهد البعث المباركي
خاصة القضاء المتمثل ببقية من أتباع الرئيس المصري المخلوع ، والذي يقوده نادي القضاة ..
وبالمحكمة الدستورية التي ثبت بالأدلة القاطعة تورطها بل تواطؤها في الانقلاب على الشرعية في حل مجلس الشعب الذي مثل فيه التيار الاسلامي أغلبية مريحة .
وأولئك الذين قدموا أوراق اعتمادهم بالانتحار السياسي والاعلامي ..
هل يقرون بالدستور الذي سيستفتى عليه ..
وستكون نتيجته ملزمة ؟
وماذا لو استمرت عمليات التخريب والتحريض والتثوير ؟
هل سيترك لهم الباب مشرعا لذلك ؟
أم ستكون المحاكمات في انتظارهم ؟
لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم
أم سيضافون إلى قائمة أعداء الثورة والشعب التي ما زالت تعيث فسادا من داخل السجون ومن خارجها ومن مصر ومن خارجها أيضا ؟
هل ستكون الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب في حالة سيسودها الاستقرار وتتجلى فيها الممارسة الديمقراطية في صورة مشرقة ؟
أم سيشوبها ما شاب كل مرحلة من مراحل الثورة المصرية ؟
وهل ستسود مصر بعد الاستفتاء وانتخاب مجلس الشعب حالة الاستقرار السياسي ليتم الشروع في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والامني ؟
أم كل تلك المحاولات مرماها واحد إعاقة الرئاسة والحكومة والمجالس النيابية وكل مؤسسات الدولة عن أن تلتقط أنفاسها ؟
الإجابة قد يكون الموعد الذي ينشر فيه المقال قد أجاب على بعضها واتضح مصير الاستفتاء ولكن تبقى هناك أسئلة وتساؤلات لا تزال بحاجة ليجيب عليها المشهد المصري ..