ويلوح الفرج ...

عقاب يحيى

نعم.. معطيات كثيرة متلاحقة تنبئ بأن الثورة السورية دخلت منعطفاً هاماً، وأن نظام الطغمة يتهاوى.. وقد تحدث المفاجأة التي انتظرناها طويلاً..

ـ لا شك أن الطغمة ما زالت تملك عديد القوى، لكنها بالوقت نفسه تعلن إفلاسها على الأرض في تحقيق أيّ من أهدافها الحاقدة رغم استخدام أقصى طاقاتها في العنف والقتل والتدمير، وفي قراءة واقعية لم

سار المواجهة، ورغم التفاوت في ميزان القوى العسكري لصالح الطغمة، تؤكد أن الطغمة تخسر كل يوم مواقع جديدة، وأن قوات الثورة تتقدّم في ميادين وجبهات مختلفة وتنجح ليس في استنزاف قوات الطغمة وحسب، بل في تشتيتها، وإلحاق مزيد الخسائر والانهيارات فيها .

ـ الأنباء كثيرة عن حوارات ومفاوضات ومبادرات بهدف تأمين خروج القاتل إلى جهة ما، وتسليم السلطة لنائبه.. وبدء مفاوضات مع " قوى معارضة" للتشارك في مرحلة انتقالية ما .. وبالوقت نفسه هناك أنباء متشعبة عن نية الطغمة الانتقال إلى الساحل السوري لمواصلة حربها ضد الشعب..

ـ بعض الأخبار تتواتر عن نقل معدات وأسلحة ثقيلة إلى هناك، والتهيئة ل"حرب طويلة"، وهناك من يحب ترداد فكرة دويلة علوية، بل والبعض يحلو له أن يزيدها بأخرى كردية وعلى وحدة سورية الجغرافية والسياسية السلام ..

******

في الوقت نفسه تتسرب " افكار" عن نية بإيجاد قوات دولية في "المناطق الغربية" لسورية والتي يفهم منها حدودنا مع فلسطين المحتلة.. تحت ذرائع ضمان الأمن، والخوف من انفلات الوضع، أو قيام بعض المتطرفين ب"ما لا تحمد عقباه" بينما يزداد العزف على اسطوانة الأسلحة الكيماوية.. المعجونة بمعلومات عن تجهيز بعض الرؤوس من قبل الطغمة، وعن احتمالات استخدامها في مواقع معينة .. كآخر خيار للطغمة المجرمة ..

ـ أكيد أن دولاً كثيرة، بما فيها الحليفان الرئيسان : روسيا والصين، متأكدان بأن الطغمة آيلة للسقوط اليوم أو غداً، وأنهما يبحثان عن مستقبل علاقتهما ببلادنا، وعن حلول ترقيعية ، وتسووية.. لذلك يسربون كثير الحكايا عن نوايا بالتنحي، وعن " وقوفهم مع الشعب السوري"، وعن لقاءات تجمعهم بالأمريكان، واستقبال وفود معارضة، وما يقال عن لجان لدول متعددة تبحث من أيام عن مخرج ما..وبالوقت نفسه هناك مطابخ كثيرة معجوقة هذه الأيام بمصير النظام ومستقبل البلد، فتكثر" النصائح" والاقتراحات، وتتعدد المبادرات..

ـ لكن حقيقة الحقائق تقول، وبعد الشكر لجميع الدول العربية والدولية التي قدّمت مساعدات إغاثية محدودة لشعبنا المنكوب، أن الثورة هي التي تصنع الحدث، وهي التي تفرض معادلتها على الأرض، وهي صاحبة هذا الفعل، وأنها بثباتها وتضحياتها فرضت على الجميع حقائق لا يقدر أحد على تجاهلها..

ـ الثورة التي تصنع الحدث.. هي صاحبة القرار أولاً وأخيراً، وهي القادرة على الحسم دون أي تدخل عسكري خارجي، وهي التي ستحمي حدود بلادنا، وتمنع الفوضى، وتؤمن الأمن للسكان وتلتزم بالرؤى السياسية المعلنة دونما حاجة لأي جندي أجنبي في بلادنا.. مهما كانت الأغطية والمبررات، والذرائع .

ـ الثورة السورية بشلال الدم الغزير، وتصميمها على اشتلاع الطغمة وانتزاع الحرية لن تفرط بشبر من الأرض السورية، وستحافظ على وحدة البلاد الجغرافية والسياسية، وهي وإن كانت بمسيس الحاجة لسيل المساعدات العربية والعالمية في جميع المجالات لحمل عبء النكبات التي ألحقتها الطغمة بشعبنا وبلادنا، وإرث الاستبداد والفساد والأحادية والفئوية... فإنها تعي مصالح وطننا العليا والحاضرة، وستحافظ عليها بانفتاحها على جميع دول العالم وفقاً لمعايير العلاقات الندّية والمصالح بين الدول ..

إنه الفرج يلوح من بين سواعد وعزيمة شبابنا الميمون ..