عندما يتكلم المعمم متجاهلاً ما يعلم،
عندما يتكلم المعمم متجاهلاً ما يعلم،
ظناً منه اننا لا نفهم،
فإنه يسعى لبث روح الفتنة ومفاهيم التفرقة..؟
حسان القطب
من يقرأ أو يسمع بعض تصريحات بعض المعممين من السنة والشيعة المرتبطين بمشروع إيران في لبنان، وحديثهم المتواصل عن الفتنة السنية – الشيعية المفترضة، وعن المشروع الأميركي – الصهيوني الهادف لزرع الفتنة والشقاق في العالم العربي والإسلامي، يظن أنهم مجموعة من العلمانيين أو ممن يعملون في خدمة نشاطات الأمم المتحدة الإنسانية في العالم، ومن الساعين إلى لم الصفوف وبلسمة الجراح ومواساة المظلوم لشدة الحرص البالغ في استخدام وانتقاء العبارات والمفردات التي تحذر من الفتنة والوقوع فيها..ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق لأن الملفت للنظر والمستغرب بل والمستهجن في آنٍ معاً هو أن هؤلاء يتحدثون فقط دفاعاً عن ممارسات حزب الله في لبنان، وعن نظام سوريا الذي يمارس سياسة القتل الجماعي والارهاب السياسي والأمني والفكري والإغتيال الجسدي والمعنوي بشكل لم يألفه البشر منذ حكم الأكاسرة في إيران وأباطرة الرومان في غابر الزمان.. ومؤخراً يبشرنا أحد هؤلاء بأننا سندخل عهد الظلام إذا سقط بشار الأسد..
وكأن بشار هو أحد المفكرين التنويريين، أو رواد النهضة العلمية والفكرية الحديثة، أو صاحب الأفكار الإصلاحية الطموحة، بينما هو ليس أكثر من وريث سلطة أسسها والده بالدم وعلى جماجم أبناء الشعب السوري، وهو يتربع اليوم على رأس مملكة هي بالأسم جمهورية، وقاد ويقود شعبه للقتل كأنه يدير مزرعة للماشية يحق له اختيار من يذبح اليوم او غداً كما فعل فرعون ببني إسرائيل..عندما استباح قتل اطفالهم وسبي نسائهم..؟؟ ويتجاهل هؤلاء أيضاً ما يجري في العراق من استهداف للطوائف والمذاهب والعرقيات والأحزاب على يد ديكتاتور العراق الجديد نوري المالكي، ويصبون جام غضبهم على دول الخليج لأنها لا زالت مستقرة بالرغم من المؤامرات التي تحاك ضد اليمن والبحرين والكويت والمملكة السعودية، وعلى سائر دول الربيع العربي، وكأنها كانت احسن حالاً إبان حكم الديكتاتوريات المنتهية، التي لا تشبه في ممارساتها إبان زمن غطرستها إلا فكرهم وممارساتهم وحتى خطابهم.. لذا لا بد هنا من تذكير من يحذر من الفتنة التي ستنشب إذا ما سقط طاغية دمشق بالحقائق التالية لعلها غابت عن ذاكرته او أنه يظن أن كافة المواطنين في لبنان هم من أمثال من يتقاضون المبالغ الشهرية من حزب الله للتصفيق والجلوس في الصفوف الأمامية حتى ترعاهم وتلحظهم الكاميرا التلفزيونية بعنايتها:
- عام 2001، احتلت الولايات المتحدة أفغانستان بدعم كامل من دولة الولي الفقيه في إيران حيث عبر السلاح الأميركي من ميناء بندر عباس الإيراني الواقع على بحر العرب، نحو الحدود الأفغانية ليتسلمه المتحالفون مع إيران ودول محور الشيطان الأكبر كما تسميه (إيران الإسلام المحمدي الأصيل) تمهيداً لاحتلال أفغانستان
- وضعت الولايات المتحدة أو دولة الشيطان الأكبر كما يسميها الولي الفقيه، حامد قرضاي رئيساً منتخباً على دولة أفغانستان المحتلة، رغم إرادة مواطنيها، ومع ذلك فقد دعمته دولة الولي الفقيه بكل قوة بالمال والسلاح واعترف أحمدي نجاد بمد قرضاي بحقائب المال الإيراني نقداً بعد ان حرم منه الشعب الإيراني المظلوم.. كما أشار قرضاي إلى هذا الأمر بكل وضوح وعلناً.. رغم أن الشعب الإيراني يئن من الضغوطات الاقتصادية والمعاناة الاجتماعية والكبت السياسي والقمع الأمني..
- عام 2003، احتلت الولايات المتحدة دولة العراق بعد ان حكمها حزب البعث العلماني، مدة عقود، بعد أن تعاون معها حينها كل فصائل المعارضة الشيعية المتواجدة في دولة الولي الفقيه في إيران وبريطانيا..؟؟؟ ولم يتم اتهامهم حينها من قبل بعض المعممين الذين يمارسون العمل السياسي بالخيانة أو بالتبعية للغرب والشيطان الأكبر والأصغر..؟؟..كما تعاونت مع الولايات المتحدة أيضاً دولة الولي الفقيه وسهلت لها مهمتها.. باعتبار أن سقوط طالبان في افغانستان وصدام حسين في العراق.. سيعطي دولة إيران الفارسية الفرصة للتغلغل في قلب العالم العربي والإسلامي والاجهاز عليه بعد أن فشل الأكاسرة قبل ذلك ..؟؟ واستولت حينها إيران بمحبة على الطائرات العراقية من مدنية وعسكرية التي وضعها صدام حسين في مطاراتها وفي عهدتها لما بعد انتهاء الحرب..؟؟
- تم تسليم السلطة في العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية أو الشيطان الأكبر كما يقال للقوى الحزبية الشيعية واستبدل النظام العلماني البعثي في العراق بنظام طائفي بغيض، يوزع السلطة على الطوائف والقوميات تشبهاً بدولة لبنان، في الوقت الذي نكافح فيه نحن في لبنان للتخلص من هذا النظام..؟؟ وحين يتحدث فيه بعض المعممين عن مساويء هذا النظام اللبناني، نراهم يؤيدون نظام إيران والعراق..بكل قوة ودون تحفظ..؟؟ وهما من أكثر الأنظمة بعداً عن الديمقراطية والعلمانية..؟؟
- باسم اقصاء حزب البعث واجتثاثه تمت محاربة مكون عراقي أساسي وهم أهل السنة وتهميش دورهم وحضورهم.. في الكيان العراقي، وكأن حزب البعث ينتمي للطائفة السنية أو هو رمز عقيدتها.. ولكن عنوان وشعار اقصاء حزب البعث كان أسلوب خبيث استعمل للقضاء على دور أهل السنة وحضورهم في السلطة العراقية... ووضع العراق في مهب الحرب الأهلية التي لم تنته ويبدو أنها لن تنته.. إلا بسقوط هذا النظام الفاسد، وصفقة السلاح الروسي ومعامل الكهرباء غير المنجزة التي تفوح منها رائحة الفساد والسمسرة في العراق هي نموذج واضح لتكامل الدور والمفاهيم بين من يسيطر على هذه القطاعات في لبنان وكذلك في العراق..
- واليوم يمسك نوري المالكي بالسلطة في العراق برغبة اميركية ورعاية إيرانية ودعم إعلامي من حزب الله، لأنه عاش وترعرع على المفاهيم عينها في لبنان.. خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي.... وهو اليوم يستلم كافة مفاصل السلطة في العراق وسائر الوزارات الأمنية ومع ذلك لا يرى حزب الله وحلفاء إيران في لبنان في ذلك أي حرج.. بينما الخطر على الديمقراطية فقط في مصر وتونس وليبيا كما يتحدث إعلامهم...؟؟ واستكمالاً لعملية وضع اليد على السلطة والتفرد بها اتهم المالكي نائب رئيس الجمهورية (طارق الهاشمي) وهو السني الأعلى رتبة في سلم السلطة العراقية بالارهاب ليبعده عن السلطة ويستأثر بها.. واليوم يستهدف المالكي أكراد العراق أيضاً.بعد أن تم استهداف وتهجير المسيحيين..ليصبح العراق واحة طائفية مذهبية تخضع لفريق واحد برعاية إيرانية..؟؟
- في العراق أصرّت الأحزاب الشيعية وعلى رأسها الصدر وباقر الحكيم وعبدالعزي الحكيم والمالكي والجعفري وغيرهم على ضرورة اجتثاث حزب البعث من السلطة ومرافق الحكم والادارة، وتم تأليف لجان للمتابعة، حتى انهم منعوا كل من تعامل مع حزب البعث من الترشح للأنتخابات النيابية لتخليص البلاد من سلطة البعث وظلمه..؟؟.. أما في سوريا فإن استمرار وجود حزب البعث وبشار الأسد في السلطة هو وحزبه إذا صح هذا القول ضرورة، وإرادة ربانية لا يمكن تجاوزها إلا بالحديد والنار...ولكن السؤال هو إذا كان بشار الأسد علماني فكيف يؤيده حزب الولي الفقيه .. ألا يوجد بذلك مخالفة شرعية ودينية وتناقض مع المباديء الربانية..؟؟ ومن يطالب ببقائه تحت طائلة الفوضى ونجاح المخطط الصهيوني في المنطقة العربية...؟؟؟؟ هم بعض المعممين في لبنان والأحزاب الشيعية في العراق ودولة الولي الفقيه وحزب الله الذي أيد ما يجري في العراق بكافة تفاصيله ومفاصله.. فكيف يستوي هذا وذاك..
-أما العائلات المسلحة في لبنان والتي يتحدث عنها البعض من المعممين على انها تسيء للوطن والدولة وهيبة الجيش فمن هي..!!.. لمن خانته الذاكرة.. او يتجاهل الحقائق فهم: آل المقداد.. آل جعفر.. آل زعيتر..وغيرهم من عشائر أشرف الناس.. ومن هي الأحزب المسلحة في لبنان.... حزب الله وحركة امل.. ومن يتبعهم ويتحالف معهم ويسير في ركابهم باسم المقاومة ولا مقاومة ولا عمليات جهادية منذ العام 2006، وحتى تاريخه، اللهم إلا العمل على تأجيج الخلاف في الداخل اللبناني والتهويل على الداخل والخارج من الفتنة والشر المستطير، واتهام القوى الأخرى المعارضة لهذا المشروع في لبنان والعالم العربي والإسلامي بالعمالة لاسرائيل، ولا أدرى ما هو موقف هؤلاء المعممين من العميل فايز كرم.. والمجموعات العميلة التي تم اكتشافها داخل جسم حزب الله وغيره..ومن كان جسمه وفريقه يحتوى هذا الكم الهائل من العملاء..... كيف يحق له أن يتهم غيره..؟؟
- من الذي يستهزيء بالدولة ويستبيح هيبتها: لمن لا يعلم نقول، من يخطف الأجانب والمواطنين اللبنانيين ويفاوض على مبالغ مالية لاطلاق سراحهم.. ويرسل نبيه بري مساعده بسام طليس للافراج عنهم دون معرفة هوية الخاطفين واسمائهم... وحتى الطريقة التي تم بها الافراج عنهم.. طبعاً هي معروفة من قبل الأجهزة.. ولكن لا يتم نشرها للعلن.. وتذكر بعض الصحافة الموالية لهذا المشروع ان أمن حزب الله ساعد في حل الكثير من هذه المشاكل...؟؟؟؟؟؟ من باب الدعاية ولكنها في حقيقة الأمر هي إدانة..؟؟
- من يملك كانتون خاص ومربعات امنية في لبنان: لمن لا يعلم نقول أن هناك معممين يملكون مربعات امنية اكثر من عدد ثكنات القوى الأمنية، وتأوي مسلحين وثياب سوداء لارهاب الأطفال والنساء..إلى جانب ما يملكه حزب الله وحلفائه من المجموعات المسلحة من مربعات أمنية ومناطق محظورة على الأمن الرسمي إلا بأذن من وفيق صفا....؟؟ أو بعد التنسيق معه..؟؟؟
يتحدث أحد المعممين عن ان المشروع الأميركي يسعى لاقامة دول طائفية ومذهبية في المنطقة غامزاً من الثورة السورية ومصر وتونس وليبيا.. وهل النظام العراقي الحالي علماني..؟؟ وهل النظام الإيراني، الذي ينص دستوره على دور خاص للولي الفقيه الذي يتولى كافة الصلاحيات هو علماني..؟؟ وهل حزب الله في لبنان هو حزب علماني..؟؟ وهل جمع حزب الله جمهوره ولو لمرة واحدة إلا بمناسبة دينية، ولو صدف ان جمعهم في مناسبة معينة غير دينية .. رفع شعارات حسينية ودينية وغيرها مما يؤجج المشاعر ويلهب النفوس ويعمق الخلاف الداخلي بين مكونات المجتمع الوطني.. لذا أيها المعمم او المعممين رفقاً بنا عندما تتكلموا فلم يصل بنا الجهل إلى هذا المستوى الذي تظنون...؟؟