التلوث الرقمي سرطان العصر مخيف وخطير

التلوث الرقمي سرطان العصر مخيف وخطير

رضا سالم الصامت

و أنا أتابع فكره من زمان لفت انتباهي مقال نشر له عن التلوث الرقمي كتبه المفكر الجليل الدكتور محمد حسن كامل  عن هذا التلوث  المخيف الذي دخل لا فحسب بيوتنا دون استئذان و إنما تفشى لدي أوساط الشباب فأصبح جلهم يعانون من هذا الفيروس إن صح التعبير

 و بحكم عملي  ككاتب صحفي اتصلت بحضرة الدكتور الذي أفادني  مشكورا بعلمه الفصيح و فكره  تفاصيل أكثر ما أحوجنا  لمعرفتها و فهمها و هو العالم الملم بما يقع وإلقاء كل ما لانراه مناسباً مع العلم والعقل والمنطق واللغة و ما تتعرض إليه مشاعرنا حتى اصبحت هذه الشبكة تعج بكل مايخالف العرف والادب والقيم و آدابنا و أخلاقنا من اضرار على شبكة الأنترنت والتلوث هو وضع !!المواد في غير موضعها بصورة غير ملائمة أو صورة غير صحية  .. والتلوث كما تعرفون له انواع منها

تلوث في البيئة ، وتلوث في الهواء ،وتلوث في الارض ، وتلوث في الماء ، و تلوث في البحر، وتلوث بصري وتلوث سمعي ،و تلوث في الأخلاق و نلوث في المعاملات  الخ  ..... وكل هذه الانواع لها أضرارها على الصحة وعلى كل الكائنات , غير ان في الاونة الأخيرة ظهر تلوث سرطاني غطى كوكبنا الأرضي كله هذا ما يُسمى بالتلوث الرقمي

وهو إلقاء كل ما لانراه مناسباً مع العلم والعقل والمنطق واللغة والمشاعر والآداب والآخلاق والقانون على شبكة الأنترنت ...... حتى اصبحت هذه الشبكة تعج بقمامة من بعض البشر بكل ما يخالف العرف والادب والقيم

في الماضي كان وظيفة المراجع والمصحح والمدقق والمنقح ضرورية ولازمة للمجلات والصحف والدوريات , بل كانت مقالات الكتاب تمر في رحلة من التدقيق والتمحيص والتصحيح والتنقيح حتى تصل للقارئ نقية من كل الشوائب والعيوب 

اليوم في العالم الرقمي الكثير من الناس يُسارع لإلقاء قمامته في العالم الإفتراضي لعدم وجود ضوابط او قيم فضلا عن غياب قنوات التصحيح والتدقيق والتنقيح

ومن العجيب أن تجد أخطاء إملائية أولغوية أوبلاغية تنضوي بحسرة تحت توقيع  الشاعر أو الأديب أو العالم او المفكر أو الإعلامي هكذا دون مراجعة 

الأديب او الكاتب فلان الفلاني......هؤلاء يقذفون القمامة في العالم الرقمي التي تصيب الكل بداء وسرطان عضال يصعب اجتثاثه 

سباق في النشر بنرجسية , لا أحد يقرأ لأحد...... ولعل شبكات التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك أو توتير وغيرها .... قدمت تحليل دم للهوية الثقافية لسكان العالم الرقمي ولاسيما من العرب

دعوتنا للجميع العودة للأصول وللفكر وللمدارس الأدبية , وعودة للصالونات الفكرية التي تتسم بفن الحوار وروعة الأصغاء للآخر و قبول الرأي المخالف 

إن الجُهال المشاركين في جريمة التلوث الرقمي لابد للتصدي لهم بحزم وبقوة ....... و يضيف الدكتور محمد حسن كامل قولهقد يراني البعض قاسياً في نقد أدبي أو لغوي أو نحوي أو بلاغي لبعض النصوص التي لاتعجبني والتي أرى فيها تلوثاً يصيب فكر الآجيال القادمة بالضعف والهوان 

غير أن هناك بعض المثقفين وكبار الكتاب قد يسرفون في الإطراء على بعض النصوص التي لا ترتقي للمستوى الأدبي المقبول 

رسالتنا في اتحاد الكتاب والمثقفين العرب التصدي لهذه الظاهرة التي لانسمح بها أبداً بيننا حتى لو أدى الأمر لوقف عضويات البعض كونهم دون المستوى والسؤال يبقى مطروحا 

كيف نتصدى لظاهرة التلوث الرقمي وسرطان العصر.....؟

عن المفكر و العلامة الدكتور محمد محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب و المثقفين العرب بمصر