غِيرة

هنادي نصر الله

[email protected]

"لولا الغيرة ما حبْلتْ النسوان" مثلُ شعبيٌ صحيح مائة بالمائة؛ فقد تكون" المرأة"  مهملة، مملة، دون هدف؛ لكنها عندما ترى أختًا أو صديقة أو قريبة أو زميلة أو حتى ضرةً لها" مثابرة ومجتهدة وأنيقة؛ ستنقلبُ على حالها؛ لتُصبح أفضل منها؛ لأنها" تغار" أن تكون" فلانة"أحسن منها والكلُ يُشيرُ بأصابعه عليها؛ مشيدًا بأخلاقها وتعاملاتها ونمطِ شخصيتها العام..!!

شيءٌ جميل أن تُثير " الغيرة" في المرأة الفضائل الجميلة؛ بما يؤهلها لتعديلِ " طريقها الأعوج" في الحياة؛ لكنَ اللاجميل أن تتحول " غيرتُها " إلى مرض؛ فلا تكف عن تشويه صورة" المرأة" التي تغارُ من نشاطها وجاذبيتها في الأماكن العامة؛ حتى أن تحشد في سبيل ذلك رُسلاً وسفراء من خلال معارفها وأقاربها؛ لضربِ " سمعة" إنسانةٍ ربما كانتْ في يومٍ من الأيام صديقتها..!!

" الغيرة" تدلُ على " نقص" في الشخصية؛ أنصحُ كل " امرأة" فيها هذا الداء أن تُسرع في علاجِ نفسها؛ قبل أن تُدمرَ حالها وتقضي على كلِ خيرٍ فيها، كما أن عليها أن تُدرك أنها مهما " فعلتْ" لتصلَ إلى مرتبةِ أو منزلة من "تغارُ" منها لن تفلح؛ لأن الله ميزَ كل " امرأة" بشيءٍ غير موجودٍ في الأخرى، وما على كلِ " امرأة" إلا أن تقتنعَ بنفسها، وتنظر إلى شخصيتها نظرة تقدير؛ فتسعى لتطويرها وصقلها بكل ما يُفيد؛ لا أن تسعى لتُدمر نفسها " بغيرتها اللعينة" فتحرقَ أعصابها؛ وهي تظنُ أنها  تقتصُ من " ضرتها" التي كرهتْ لها" الخير"..

حمقاء تلك التي لا تحفظُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه" بينما في واقعِ أمرها لا تُطبقُ منه شيئًا، لأن " غيرتها" جلبتْ لها العمى في كل شيء؛ فأصبحتْ وأمستْ تُدبر" الحيل" للنيل من غريمتها التي لم تكنْ غريمتها إلا لأنها واثقةً بنفسها وبعطائها وبدورها، ولا تستندُ في رُقيها  إلا على ربها..

حريءٌ بكل " امرأة" أن تُراجعَ نفسها في تعاملاتها مع أخواتها في البيتِ أولاً ثم قريناتها وصديقاتها؛فلا تنظر لأيٍ منهن نظرة" حسد" ولا تملأ صدرها " بغيرة" تقتلُها قتلاً وتسلبها روح الحياة..

مع التنويه هنا إلى أن " مرض الغيرة" لا يقتصرُ على النساء؛ لكنهن الأكثر شهرةً في الإصابة به؛ مقارنةً بالرجال؛ مرضٌ يعكسُ انتشاره مدى جهل أو تجاهلِ المجتمع لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، علمًا بأنني في حديثي هنا تطرقتُ إلى " الغيرة المذمومة" وخلال أيامي القادمة سأتطرقُ إلى " الغيرة المحمودة" .

معًا وسويًا من أجلِ شخصيةٍ سوية، وامرأةٍ عصرية؛ تُحبُ الخيرَ لنفسها قبل غيرها، وحتمًا عندما تُحب " الخير" لنفسها سيعزُ عليها أن يقودها " عماها " عن الصواب إلى " نار جهنم".. والعياذ بالله..

بهدلة..!!

لا ينقصني" بهدلة"

أحوال البلد كلها

" مْبَهْدلة" ..

الأساسيات " مْبَدْلَة"

لا غاز ولا كهربا 

وست البيتْ " المْعَدْلة"

صارتْ مع الأزمات

صحتْها " مْهَدْدَة"..