أيها الثوار أنتم الأعلون

أبو طلحة الحولي

لقد خيب الثوار بتضحياتهم وصمودهم وثباتهم النظام الوحشي ومن خلفه إيران وروسيا والصين .. في قهرهم وإذلالهم وارضاخهم بالأساليب العسكرية والهمجية والتدميرية .

وخيبوا أمريكا والاتحاد الأوربي والدول العربية في احتوائهم بالتغني على آلامهم ودمائهم ..

لم يكن احد يتوقع صمود وصبر وثبات الثورة والثوار في سوريا ولذا فقد قلبت الثورة الطاولة على أصحابها ، فتنادوا من كل حدب تحت كل الرايات ليتباكوا على الدماء والشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين والمشردين واللاجئين والمنكوبين ، ولينظروا ما بعد سقوط الوحش !!!!

لم يكن في خلد أمريكا ولا روسيا ولا الغرب ولا الشرق ولم يكن احد من الطواغيت ، يفكر في هذه القوة الكامنة في الشعب السوري ، في هذه الانتفاضة الفطرية للارتباط بالسماء ، والتفلت من أي رباط أرضي شرقي او غربي .. وهذا ما جعل العالم كله تهتز أركانه ، وجعل جميع أولياء الشيطان يفكرون في كيفية القضاء على هذه الثورة ، وها قد اجتمعوا ، مع ما بينهم من خلافات ، اجتمعوا ليستأصلوا شأفة هذه القوة الصامدة في الساحة الدولية : ألا وهي قوة العقيدة والإيمان ، وقوة الثبات والصبر .

إن استمرار الثورة يعني موت الباطل وموت أولياء الشيطان وموت الطغيان ومصالحهم ، ولذا فوسائل الإعلام الغربية والعربية بدأت تطالب بسرعة وضع حد لسفك الدماء والبحث عن حل عادل!!!!! ، وبدأ الناس يسمعون جهارا بعد أن كان سرا صوت التفاوض مع النظام الوحشي على الحصانة والأمان ليحل محله طاغوت صغير يتربى من جديد في أحضان الكفر .

إذ لا يوجد في وسائل الإعلام إلا الحديث عن مشروع السلام والتفاوض والحوار مع النظام الوحشي في مختلف أنحاء العالم تمهيدا لنزوله وفرضه في الساحة في هيئة السم بالدسم .

أيها الثوار الأحرار .. أيها المنتفضون لإخراج العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد ، أنتم الأعلون فلا مجال لان تكونوا تابعين وإنما تكونوا متبوعين .. ولا مجال لأن تكونوا في المكانة الدونية وإنما تكونوا في المكانة الأعلى ... { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا } (النساء: 141)

أيها الثوار أنتم الأعلون فلا مجال للتفاوض أو التنازل .. فمعكم الحق ، ومعهم الباطل ، معكم الفطرة المنتفضة للحرية ، ومعهم النفس المنتكسة للعبودية .

أنتم الأقوى فاصنعوا حياتكم ومستقبلكم وحولوا مجرى التيار لصالحكم .. فأنتم متصلون بالقوة الكبرى قوة الله سبحانه ، وهم متصلون بمخلوقات بشرية فانية ..

انتم الأقوى فلا تجعلوا غيركم يمسك دفة السفينة فيحولها عن مسارها ..

أنتم الأعلون فلا تغرنكم مؤتمرات واجتماعات العالم الثنائية والأممية والعربية والرباعية والعمومية فالعالم كله في كفة وانتم في كفة أخرى .

أنتم الأقوى على الأرض ، وعلى البحر ، وفي الجو ، وفي كلماتكم وفي تواجدكم في أي مكان ، فلا تعطوا لغيركم فرصة ينتهزها ضدكم .

أيها الثوار .. عقيدتكم أعلى ، ومنهجكم أعلى ، ودوركم لإصلاح البشرية أعلى ، ومكانتكم في الأرض أعلى .. وثورتكم لإحقاق العدل أعلى ..

{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 139)

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين