هل التشيع في العراق علوي أم صفوي؟ ج5

هل التشيع في العراق

علوي أم صفوي؟ ج5

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

هناك الكثيرة من الأسئلة المحيرة تدور هو طبيعة مواقف الأكثرية الشيعية كمواطنيين ينتمون إلى العراق إنتماءا صميميا، بعضها مواقف تشكل جزءا من التأريخ المكبوت أو المسكوت عنه (النسيان الجمعي) الذي يشكل الضفة المقابلة للذاكرة الجمعية العراقية. وتبقى الأخيرة الملاذ الأمين لمن يبحث عن الحلقات المفقودة في المواقف الوطنية التي ينتابها أحيانا الغموض والإرتباك مما يستدعي إعادة تركيبها وترتيبها مثل مكعبات لعبة الميكانو ليحصل على الشكل الصحيح للصورة. صحيح إن الكثير من المغامرين دخلوا هذه الدوامة المعقدة محاولين دراسة الظاهرة تأريخيا أو إجتماعيا وتحليلها بصورة دقيقة لكن معظمهم لم يقترب من فوهة البركان خشية من لظاه الحارق ولهم الحق في ذلك. ربما المستشرقون والأجانب كانوا أكثر جرأة من غيرهم فخرجوا بنتائج بعضها وليس كلها مهمة، لأنها تضم بين جوانحها أقلاما مأجورة لمخابرات بلدانها وتعمل وفق أجندة مخطط لها. لكن هذا لا ينفِ أهميتها على أي حال. إن ندرة الكتابات الموضوعية عن هذه الظاهرة أو هامشيتها جعلتها من مصنفات(التابو)، سيما إنها تمثل خليط من الدين والسياسة علاوة على ما تحتويه من ترسبات تأريخية وإجتماعية عميقة في الذاكرة الجمعية تجعل التفاعل معها محفوفا بالمخاطر.

وعندما نقتحم هذا المضمار فليس القصد منه أن نثير فتنة طائفية فوسائل الإعلام من فضائيات وصحف ومجلات ومواقع الكترونية ومنابر وعاظ السلاطين تكفي وتقوم بهذا الواجب على أكمل وجه. كما إن سياسات بعض الدول المتطرفة بجانبيها السني والشيعي تغني الفكر الطائفي وتعمق الشرخ الديني، لا التطرف السني ولا التطرف الشيعي مقبول لأنه يتنافى مع الدين والأخلاق. فالإسلام فوق كل الإعتبارات المذهبية وهذا هو ديدنا. إننا نبغي وضع النقاط على الحروف ليس إلا! من خلال وضع الظاهرة تحت المجهر لمعرفة خواصها والعوامل المؤثرة فيها وامتداداتها التأريخية ونتائجها على الوعي الجمعي الحالي والمستقبلي، بعدها يمكن الحكم عليها بصورة متكاملة وبشيء من الإنصاف. ولا ندعِ مطلقا إن رأينا هو الصائب وغيرنا لا! فكل له الحق في أن يدلي بدلوه في هذا الموضع وسيغنيه حتما سواء كان بالإتفاق أو التعارض مع رأينا. المهم هو الوصول الى الحقييقة أو على أقل تقدير التقرب منها قدر المستطاع.

النقاط التي سنثيرها على شكل اسئلة لا تخص مطلقا أهلنا الشيعة الذين نهلوا من رافد أهل البيت العذب النقي الخالي من شوائب الصفوية. أهل البيت الذين نعرفهم حق المعرفة بزهدهم وعلمهم وتواضعهم واخلاقهم العالية وسيرتهم العذبة. وليس أهل البيت من الدجالين والسحرة والمشعوذين وأصحاب الألسة البذيئة التي رسمها الصفويون بغرض الإساءة لهم وليس تقديسهم، كما يتوهم البعض! فهؤلاء شخصيات كريكاتورية هزيلة ومناقضة كليا لصفات أهل البيت.

صحيح أن شيعة العراق العلويين صوتهم مخنوق حاليا ويشكلون هامشا متواضعا أمام الشيعة الصفويين بفعل جبروت النظام الحاكم وتوجهه الطائفي وأجندته الخارجية. لكن الرؤية التأريخية المعمقة لا تقبل عملية الدمج بين الجانبين الهامشي(طائفة الشيعة العلويون) والمركزي(النظام الشيعي الحاكم). حيث ان المواقف الموالية لأجندة ايران ونظامها الصفوي لا تتعلق بفترة الغزو الامريكي وتسلم الشيعة نظام الحكم في العراق، بل له إمتدادات تأريخية لما قبل تشكيل العراق الحديث ولحد الآن! ويتجسد ذلك بوضوح من خلال رمزية الممارسات والطقوس المذهبية التي تشكل صيرورة لتثبيت البناء الذهني والسلوك الإجتماعي للطائفة. مع اعترافنا بأن تلك الرمزية لا تتماهى في البنية الشيعية بكيفية واحدة ولكنها تتقارب من ناحية توليد وتضخيم الكراهية على المستوى الوطني والعربي والإسلامي للشيعة. وهذا ما لا يأخذه الشيعة بنظر الأعتبار، سيما إنهم يشكلون أقلية بالنسبة لعموم المسلمين في العالم. والحقيقة ان نماذج الحكم الشيعي في إيران والعراق وسوريا ولبنان نماذج مبتذلة ولا تشرف أي شيعي عربي علوي يفهم حقيقة التشيع. ويدرك الإنحراف الخطير لمسار التشيع العلوي وإبتلاعه من قبل التشيع الصفوي.

بلا شك ان النظام الصفوي في إيران هو الحبل السري الذي يغذي تلك الكراهية للتشيع ويمدها بكل مقومات الحياة والبقاء والنمو. وهذا الأمر يذكرنا بقصة قديمة مفهومة الدلالة تمثل واقعنا المؤسف: يحكى أن زعيم هندي من القبائل الامريكية الأصلية(ألشيروكي) حكى لحفيده قصة صغيرة ملخصها إنه يوجد في جسده- الجد- وكل البشر ذئبان يدور بينهما صراع مرير. أحدهما شرير يتجسد بالغضب والكراهية والكذب والجشع والغدر. والآخر طيب السريرة يتجسد بالحب والعطف والوفاء والصدق والتسامح والإحسان. فسأله الحفيد: أي من الذئبين سينتصر يا جدي؟ فقال الجد: الذئب الذي تغذيه هو الذي ينتصر. لذا فالذئب الصفوي يتغذى غذاءا دسما.

إننا في هذا المبحث نتساءل عن طبيعة التشيع في العراق من حيث ما هو بائن ومعلن، وليس مستورا وخبايا في النفوس لا يفصح عنها لسبب أو آخر. وهذه التساؤلات هي بحد ذاتها مؤشرات تبين الكفة الراجحة للتشيع في العراق. ونترك قرار الحكم للقراء الأفاضل.

فإذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا. إذن لماذا لايقلد الشيعة المراجع العربية كآية الله الخالصي والشيخ المؤيد وآية الله الصرخي الحسني الذين عرفوا بتشيعهم العلوي ومواقفهم الوطنية الأصيلة تجاه الكثير من القضايا الساخنة؟ ولا نذيع سرا عندما نقول ان هذه المراجع العربية واتباعها تُحاربون بقسوة ووحشية من قبل المرجعية الفارسية وأذرعها العسكرية. سيما اتباع سماحة المرجع الصرخي الذي يرفض شيعة العراق مع الأسف سماع صرخاته الوطنية والإنسانية التي تفتت الصخر. مع إن مراحعنا العرب هم الذين يتنفسوا بروح أل البيت، وليس المراجع الأعاجم الذين يتنفسون بروح إسماعيل الصفوي.

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا. فلماذا  يأخذ الشيعة بثقافة الفرس الصفوية المبتذلة بشتم وتخوين الصحابة وقذف المحصنات من أمهات المؤمنين؟ نفهم أن الفرس يكرهون الفاروق لأنه قضى على مجوسيتهم وغطرستهم، لذلك نراهم يمجدون قاتله (بابا شجاع) ويقيمون له مزارا. لكن لماذا يكره الشيعة العراقيين الفاروق؟ واذا كان الفرس يمجدون ابو لؤلؤة المجرم القاتل! فلماذا لا يمجد الشيعة الخليفة المقتول؟ ولماذا لا يسمون ابنائهم بإسم عمر وبكر وعثمان وعائشة إذا كانوا فعلا لا يبغضونهم؟ ألم يسمِ الإمام علي اثنين من أولاده عثمان الأكبر وعثمان الأصغر وأثنين هما عمر الأكبر وعمر الأصغر وإثنين هما ابو بكر الأكبر والأصغر؟ ألم يسمِ الإمام الحسين إثنين من ابنائه بإسم عمر وعمر الأشرف وأبو بكر؟  ألم يسمِ الإمام الحسن اثنين من أولاده عمر وأبو بكر؟ ألم يسمِ موسى بن حعفر ولديه أبو بكر وعمر وإبنته عائشة؟ فلماذا تُكره وتُسب هذه الأسماء المحببة لأهل البيت رضوان الله عليهم؟ حتى قال الشاعر عبود الكرخي في قصيدته اللاءات" يكلون بالعربان إسم عيشة وعمر".

كلنا يعلم ان الخمس المشار اليه في القرآن أسيء تفسيره بتعمد  ليخدم مصالح المراجع الدينية. فالآية الكريمة في سورة الأنفال/41{واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} واضحة تشير الى الفيء. أي ما يغنمه المسلمون من الأعداء دون حرب. والآية توزع الخمس الى ستة أقسام: لله، رسوله، ذوي القربى، اليتامى، والمساكين وابن السبيل وليس للنبي(ص) فقط. ولا يوجد ما يشير إلى حصة لخلفه وإن كان فلزوجاته وبناته فهؤلاء أهل بيته! لذا لم يتسلم خلفه خمس من الناس. ويلاحظ ان المراجع الجشعين وسعوا نطاق الخمس ليشمل المال الثابت أيضا! وفي الوقت الذي أعفي فيه الفقراء من الزكاة فإن الخمس لم يعفِ الفقراء. وهذه قمة سفالة ساسانية كما نوه عنها شاعرنا الكبير أحمد الصافي النجفي:

عجبت لقوم شحذهم باسم دينهم   وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
وهل كان في عهد النبي عصابة   يعيشون من مال الأنام بذا الاسـم
لئن أوجب الله الزكاة فلم تــــكن   لتعطي بـذل بل لتؤخذ بالرغـــــم
أتانا بها أبناء ساسان حرفــــــة   ولــم تكُ في أبناء يعرب من قِِـــدم

من خلال الإطلاع على صرفيات الخمس يلاحظ ان المراجع الفارسية يستحوذون عليها ويودعونها في مؤسساتهم المالية(مؤسستي الخوئي والسيستاني في لندن) علاوة على شراء القصور الفخمة في بلدان اإستكبار العالمي. كما أن بقية المبالع تستثمر في مشاريع حوالي 90% منها في إيران وليس العراق(مقر إقامة المرجع)؟ فلماذا تحول اموال العراقيين الى ايران ومراجعها؟ وأي من الشعبين أحق بها؟ ولماذا السكوت عنها؟ هل يعلم الشيعة انه بخمسهم يمثلون الثدي الذي يُرضع المرجعية الفارسية. ولو توقفوا عن إرضاع المراجع فإنهم بذلك يسحبون البساط منها ويشلونها؟

من المعروف الحوزة العلمية كاذبة، والمرجع الأعلى من أحفاد مسيلمة الكذاب. فهذا المرجع سبق أن أقسم بلا حياء بأنه لن تمرٌ( الإتفاقية الأمنية التي عقدتها الولايات المتحدة مع حكومة المالكي) إلا على جثته! وإذا بها تمرٌ كالنسمة الناعمة على جسده الواهن. هذا المرجع ذكر قبل الإنتخابات السابقة بأنه يقف على مسافة واحدة من كل القوائم الإنتخابية. لكنه قبل الإنتخابات أوقف الدراسة في الحوزة واستنفر كل طلابها وارسلهم الى انحاء العراق كافة يحملون رسالة شفوية منه لإنتخاب قائمة آل البيت تحت شعار نصرة المذهب والمحافظة على المكتسبات التي حققها الشيعة( لم نشهد المنجزات بل شهدنا المنكرات من مصائب وفضائح وفساد)! وقد اعترف المرجع الفياض بتواطؤ الحوزة مع القوائم الشيعية كاشفا كذبة الوقوف على مسافة واحدة من كل القوائم! والنتيجة حقق السيستاني ما أراده من جمهوره الغافل، واذا بمرشحي المرجعية ومن زكتهم لأتباعها هم من أسوأ خلق الله من عمالة وفساد ونذالة. لا غرابة  فالإناء ينضح بما فيه! السؤال: لماذا لاينتفض الشيعة ضد الحوزة ومراجعها الأجانب؟ وهي التي حفزتهم على إنتخاب الفاسدين قبل أن تنفض يديها منهم سواء كان ذلك تقية أو حقيقة؟ ولماذا لايطلبون من الحوزة إصدار فتوى تجرم الفاسدين ممن زكتهم وتعلن برائتها منهم، وتتحمل مسؤولية ما أقدمت عليه؟

فضائح وكذب المرجعية لا ينتهِ فرغم الفضيحة الكبرى بعمالة المرجع الأعلى كما جاء في مذكرات المندوب اللاسامي بول بريمر ورامسفيلد وأخيرهم وليس آخرهم( على إعتبار مسلسل الفضائح مستمر) الجنرال البريطاني ريتشارد دانات. وسمعنا بفضيحة ممثل المرجع في العمارة مناف الناجي ودفع السيستاني(500) مليون دولار من خمس الجهلة لسحب الأفلام الخليعة، وإرسال ممثل عنه لترضية الأطراف التي إنتهك الناجي شرفهم. ومواقف كثيرة لا أخلاقية ولا وطنية ولا إسلامية. السؤال: لماذا رغم كل الإنحلال الأخلاقي في مواقف الحوزة وما تزال تمتلك هالة القدسية في عقول الشيعة؟ وأين الخلل؟ ثم هل الحوزة بمواقفها اللاوطنية واللااخلاقية تعكس مباديء آل البيت؟ إن كان الجواب: نعم! لنعلن جميعا برائتنا من آل البيت. وإن كان الجواب:لا! فما تبرير السكوت عن الحق؟ ولمصلحة من هذا السكوت.

جمعينا يستذكر المواقف الحقيرة لقوات الغزو الأمريكي في العراق منها قيام المارينز بالتبول على نسخ من القرآن الكريم، واتخاذ القرآن شاخصا يصوبون عليه بنادقهم علاوة على فضائح سجن ابو غريب. كل هذه الإساءات مرت بسلام على شيعة العراق ومراجعهم العليا. ولكن قيامتهم تقوم إذا وجهت الإساءة للسيستاني! السؤل: هل قدسية السيستاني أكبر من الله ورسوله؟ وهل ايران حقا دولة اسلامية وتدين بالاسلام ليتبعها شيعة العراق؟ هل سمعتم بصيحة استنكار أو تظاهرة ضد فيلم (براءة الإسلام) في ايران والذي تضمن مشاهد مسيئة للرسول(ص)؟ وهل يجوز لدولة تحمل اسم الإسلام تقوم بنشر صور كاريكتورية مسيئة للنبي يوسف(ع) في صحيفة مشهورة(كيهان)؟ لو كان الفيلم والرسوم تسيء للسيستاني هل ستكون ردة فعل الشيعة بنفس البرود؟

في أمهات الكتب الصفوية توجد أحاديث محرضة على الفتنة والشقاق بين المسلمين وهو ما يسمى بمخالفة أهل السنة. ويعلق الخميني على رواية منسوبة لأبي عبد الله حول مخالفة أهل السنة بقوله" رواية شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لإعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا. الظاهر منها المخالفة في عقائدهم(أهل السنة) وأمر الإمامة".( التعادل والترجيح للخميني/83). وهذا يفسر لنا سبب مخالفة شيعة العراق للسنة في كل شيء من الأذان والشهادة ووضعية الصلاة والصوم والحج إلى مواعيد الصوم والإفطار والأعياد تبعية منهم لايران. وسبق للرئيس البكر أن إقترح على المرجع الشيعي الأعلى بإعلان العيد بنفس اليوم من قبل الحكومة والمرجعية الشيعية بهدف توحيد المناسبة الدينية بين المسلمين. فإعتذر الخوئي عن تلبية طلب رئيس الدولة! من جهة أخرى هل سمعتم إن المرجع الأعلى في العراق خالف إرادة ايران في هذه المناسبات سواء في زمن الشاه او زمن الملالي؟ حسنا! لماذا لا يكون هناك إختلاف حول عيد النوروز المجوسي بين المراجع؟

السؤال: لماذا لا يرى الشيعة الهلال بنفس اليوم الذي يراه السنة؟ أم هناك من يلبسهم نظارة سوداء! فالرؤية الشرعية لا تصحب دون رضا هبل الحوزة؟ وهل من المعقول خلال العقود الماضية لم يصدف لمرة واحدة فقط أن ثبتت رؤية الهلال عند الشيعة والسنة بنفس اليوم؟ ثم عيد الأضحى لايقبل الجدل حيث يلي وقوف الحجاج يوم عرفة. وإذا حاجج البعض بأن السنة يأخذون بتوقيتات السعودية في تلك المناسبات! سنرد بأن هذا إفتراء! فقد كانت هناك إختلافات في بعض الأعياد. وحتى لو إفترضا جدلا بأن السنة يأخذون بتوقيتات السعودية فهذا لايعني تبعيتهم للنظام السعودي، فلا يوجد مرجع ديني سعودي لأهل السنة. كما إن الكعبة المشرفة ومقام المصطفى الشريف في السعودية، وليس مقام أبو لؤلؤة المجوسي.

بلاشك دفع الشعب العراق دماءا غالية في الحرب العراقية الإيرانية وبغض النظر عن الطرف الذي بدأ الحرب وهو معروف وموثق دوليا، فإن الخميني هو الذي يتحمل مسؤولية إستمرارها لمدة ثمان سنوات من خلال رفض كل المساعي الحميدة لوقفها. وهذه قضية مفروغ منها ولا تحتاج إلى جدال. كما ان النظام الايراني يتحمل مسؤولية تأخير تبادل أسرى الحرب لغاية ما قبل الغزو الأمريكي(وما زال البعض منهم رازحا في الأسر لحد الآن)! وإذا رغب الفاريء الفاضل بمعرفة كيف كان نظام الخميني الإسلامي يعامل الأسرى العراقيين؟ فليسأل أي أسير عراقي عن أحواله في الأسر! وسيخرج بنتيجة هي ان الكفار لم يعاملوا الأسرى كما عاملهم نظام خميني الإسلامي.

السؤال: لماذا يحتفل شيعة العراق بميلاد وذكرى فاة الخميني؟  هل قدم الخميني لهم مكسبا واحدا؟ اليس هو من قتل أولادهم في الحرب؟ ولماذا لا يعتزون بشهدائهم في الحرب كما يفعل الفرس في ايران، بل يعتبرونهم قتلى حرب؟ حتى النصب التذكارية لأبطال الحرب دمروها أو رفعوها من الساحات العامة لتحل محلها صور الخميني والخامنئي والسيستاني. ومن يدعي ان الشيعة شاركوا في الحرب ضد الخميني مشاركة فاعلة وهي حقيقة لايمكن ان ينكرها لبيب. فتلك ليس مِنة منهم! فقد شارك السنة والمسيحيون والأيزيدية والصائبة والتركمان والأرمن والأكراد أيضا. وكان النظام الوطني السابق قويا وحديا لايهادن الخائنين والخوارين. ولأن أحكام الخدمة العسكرية كانت تسري على الجميع بلا استثناء. ولم يكن تشكيل الجيش العراقي قائما على أسس طائفية. ولأن الوعي الوطني كان أفضل منه الآن. ولأن المناطق التي احتلتها قوات الخميني معظمها ذات كثافة شيعية أكبر. ومع هذا فقد هرب الآلاف من الجنود الشيعة الى جانب العدو الإيراني! وكثير منهم الآن يتولون مناصب عليا في حكومة المالكي! وكان هذا نفسه أحد الهاربين من الخدمة العسكرية الالزمية.

قام النظام الإيراني بقطع مياه عدد من الأنهار والروافد التي تنبع من أراضيه وتصب في العراق في خطوة إنتقامية لا يمكن تبريرها، سيما إن النظام الحاكم في العراق تابع ذليل للخامنئي. وقد تضرر آلاف المزارعين العراقيين ومعظمهم من الشيعة من هذه السياسة الرعناء المخالفة للقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار ومباديء الدين الحنيف. علاوة على ضخ املاح البزل والنفايات للأراضي العراقية. نستذكر في المشادات الكلامية مع بداية الغزو عندما أعلن بعض النواب الشيعة بأن نفط الجنوب سيكون للشيعة فقط، مما أثار حفيظة أهل السنة وكانت ردة فعل بعض ممثليهم بأن قطع النفط عنهم سيقابله قطع المياه. وكلا التصريحين بالطبع سخيف ويعبر عن قصر نظر في الوعي الوطني. حينذاك قامت قيامة الشيعة واستذكروا عطش الحسين وبدأ البكاء والنواح على عطشى كربلاء. وضخمت الأقلام المأجورة التصريح كأننا نشد كربلاء جديدة! بالطبع لم يقطع السنة الماء على الشيعة، لكن ايران قطعت الماء عنهم، السؤال: لماذا لا يستذكر الشيعة عطش الحسين كما فعلوا مع السنة؟ ولماذا يعتبرون رمي أملاح البزل الإيرانية على أراضينا سكرا وليس ملحا؟ وإين الأقلام التي تحدثت عن عطش الحسين. هل نفذ حبر الغيرة والشرف من أقلامهم؟

للحديث محطة أخيرة.. بعون الله.