كتائبُ الجيش الحُرِّ تدُكُّ حُصُونَ الأسدِ في دمشق
كتائبُ الجيش الحُرِّ تدُكُّ حُصُونَ الأسدِ
في دمشق
محمد عبد الرازق
تأتي التفجيرات الثلاث التي شهدتها العاصمة ( دمشق ) اليوم ( 7: تشرين الثاني-12)، التي قامت بها ألوية درعا التابعة للجبهة الجنوبية ، كأكبر تفجيرات يقوم بها الجيش الحر، استهدف من خلالها كلاًّ من : القصر الجمهوري، و مطار المزة، و مقر المخابرات العامة. و ذلك وسط جملة من التطورات السياسية، و الميدانية شهدتها الساحة السورية، و الإقليمية مؤخرًا.
و هي من أولى ثمار توحُّد كتائب الجيش الحر ضمن خمس جبهات موزعة على المناطق الجغرافية الخمس لسورية ( الشمالية، و الجنوبية، و الشرقية، و الغربية، و الوسطى ). و تأتي هذه العمليات النوعية ضمن تكتيك جديد باتت تنتهجه هذه الكتائب في حربها مع كتائب الأسد.
و قد رافق هذه العمليات النوعية الثلاث انجازات أخرى حققتها كتائب الجيش الحر في جبهات القتال الأخرى في المناطق الأخرى في عموم المحافظات.
و يأتي ذلك في ظلِّ تحركات سياسية حثيثة تقوم بها أطراف محلية ( مؤتمرات المعارضة في عمان، و الدوحة )، و إقليمية و دولية ( زيارة لافروف إلى المنطقة، و لقائه في مصر كلاًّ من الموفد المشترك، و أمين عام الجامعة العربية، و وزير خارجية مصر، و رئيسها محمد مرسي، و انتقاله إلى عمان و لقائه كلاًّ من رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، و من ثم العاهل الأردني )، و تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ( ديفيد كميرون ) الداعية لتأمين خروج آمن للأسد، و كذا إبداء استعداد حكومته لفتح قنوات حوار مع قادة الجيش الحر.
و قبل ذلك تأتي تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية المنتقدة فيها أداء المجلس الوطني السوري، و دعوتها إلى تشكيل ( هيئة المبادرة الوطنية برئاسة النائب السابق رياض سيف ) كبديل عنه.
إنَّ هذه التحركات بمجملها تأتي متزامنة مع الانتخابات الأمريكية التي أعيد فيها انتخاب ( أوباما ) لأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، و مع تغيرات مهمة على المستوى الميداني باتت تفرضها كتائب الجيش الحر في عموم ساحات القتال، في مقابل حالة من التراجع، و الانهيار أصابت كتائب الأسد؛ الأمر الذي يُنْذِرُ بحالة من تأرجح و فقدان الأسد لقبضته على كثير من المناطق و المحافظات السورية ، و هو ما يشير إلى ميلان واضح لميزان القوة لصالح القوى الثورية و العسكرية الساعية لإنهاء هذه الحقبة السوداء في تاريخ سورية السياسي.
و هي ردٌّ عمليٌّ على تصريحات لافروف بأن سورية مُقْبِلةٌ على مرحلة دموية إن لم تقبل المعارضة بالجلوس مع الأسد، و كذلك للبرهنة لأصدقاء الشعب السوري بأنه بمقدور السوريين أن ينتزعوا النصر بسواعدهم؛ و ما على الآخرين سوى أن يحجزوا مقاعد لهم حين الاحتفال بالنصر المؤزّر، و القريب على نظام ما تزال عيون كثير من الدول تذرف الدموع حسرة على زواله.