الدكتور رياض حجاب، طرح مستنير.. يستحق التمعن والتقدير!
الدكتور رياض حجاب
طرح مستنير.. يستحق التمعن والتقدير!
د. طارق باكير
الطرح الموضوعي المستنير والعميق ، والهادئ والمنطقي .. الذي قدمه الدكتور/ رياض حجاب ، رئيس الوزراء المنشق عن العصابات الأسدية المجرمة ، المنحاز إلى ثورة الشعب العادلة ، في لقائه مع قناة الجزيرة في برنامج (في العمق ) ، يستحق التحية والتقدير والإشادة ، كما يستحق أن يتمعن به القادة والسياسيون والمنظرون ، وأن يستفيدوا منه في بناء مواقفهم ، واتخاذ قراراتهم ..
وإن أكثر ما لفت في هذا الحوار ، تأكيد ه – وهو العارف بكثير من خفايا هذا النظام المجرم وأسراره - على أن ما يحصل في سورية ، هو ثورة شعبية لاقتلاع نظام حكم مجرم فاسد مستبد ، لا سبيل لإصلاحه أبدا ، ولا مجال لبقائه .. وليس فتنة طائفية كما يحاول أن يصور النظام كاذبا ، وكما يدفع بهذا الاتجاه مخادعا ، من أجل الحشد ضد الثورة ، والتمترس خلف الطائفية ، والتصدي لثورة الشعب .. وهو ما ينبغي أن يتنبه له من يحاول النظام الماكر المجرم خداعهم ، وجرهم إلى مواجهة شعبهم ، المطالب بالحرية والكرامة والعدالة ، لكل أبناء الشعب السوري ..
وتوجه الدكتور حجاب - انطلاقا من هذه الحقيقة – إلى الدول والتنظيمات المؤيدة والداعمة للحكم الأسدي ، ومنها أنظمة عربية ، تدعمه سرا ، ودول أخرى وتنظيمات تدعمه جهارا ، ولا تخفي ذلك .. توجهه إلى هذه الدول مذكرا وناصحا ومؤكدا على عدد من الحقائق ، أمكن تلخيصها بالآتي :
أولا : إن هذا الحكم الأسدي ساقط وزائل قريبا جدا دون أدنى شك ..
ثانيا : استغرابه واستنكاره الشديدين لسياسة الدول الداعمة لهذا الحكم المجرم ، وفي مقدمة هذه الدول : إيران وروسيا ، اللتان تقدمان له دعما غير محدود على مختلف الأصعدة ، مما أسهم في تأخير زواله ، وتسبب في هذه الكوارث الفظيعة ، وحرب الإبادة الشاملة ، التي يشنها هذا النظام المجرم على الشعب السوري بهدف القضاء على الثورة .. والتي لن تزيد الثورة إلا اشتعالا وتوهجا حتى تحقق غايتها في إسقاطه.
ثالثا : تأكيده لهذه الدول التي تدعم النظام الأسدي ، من أجل المحافظة على مصالحها ، أن مصالحها هي مع الشعب السوري الباقي والمنتصر بعون الله ، وليس مع نظام حكم فاسد مجرم ، تحتم زواله ، وقرب أفوله إلى غير رجعة .. وما على هذه الدول إلا أن تعيد النظر في مواقفها ، وتنحاز إلى مصالحها الحقيقية ، وتقف مع صف الشعب ، وتؤيد قضيته العادلة ، وتوفر لشعوبها هذا الدعم الضخم الذي تقدمه لهذا النظام ، على حساب شعوبها ، وتوفر على الشعب السوري المزيد من الدماء والتضحيات والخراب والدمار والتشريد ..
رابعا : تذكيره للسيد حسن نصر الله ، أن ما تحدث عنه من دعم سورية ومساندتها ومؤازرتها للمقاومة ، في صد العدوان الصهيوني على لبنان ، لا يجوز له مطلقا أن ينسبه إلى بشار الأسد ، لأن الشعب السوري الثائر اليوم ، هو المقاوم الفعلي ، وهو الذي دعم المقاومة ضد العدو ، وهو الذي آوى وناصر وأيد .. وأن على حسن نصر الله وجمهور حزبه أن يعود إلى الحق ، ويتخلى عن مساندة نظام حكم مستبد مجرم قاتل مدمر ، بدعوى باطلة زائفة ، لأن الحق أحق أن يتبع ، وأن لا يدافع عن هذا النظام ، ويدعم إجرامه ، ويراهن مراهنة خاسرة على بقائه .. فمصلحة المقاومة هي مع الشعب السوري الحر الأبي المقاوم الحق ، الباقي والمنتصر بعون الله ، وليس مع بشار الأسد القاتل المدمر ، الزائل إلى غر رجعة.
خامسا : تأكيده على الثقة بانتصار هذه الثورة المباركة العادلة ، ثورة الحرية والكرامة ، رغم كل القوى العالمية والإقليمية ، المتآمرة على الشعب السوري وثورته ، وغير المبالية بما يقع على هذا الشعب من قتل وتدمير وإبادة وتشريد .. لأن هذه الثورة امتلكت أمضى سلاح ، وهو السلاح الحقيقي الفعال والحاسم ، عندما أعلنت في بداية انطلاقتها توكلها على الله تعالى وحده ، واعتمادها عليه عز وجل ، وهتفت في كل مظاهراتها ونداءاتها : مالنا غيرك يا الله .. مالنا غيرك يا الله .. وكفى بالله نصير.