الفساد.. سلاح صهيوني ذو حدين !
الفساد.. سلاح صهيوني ذو حدين !
الأعداء يحرصون على تسليط الفاسدين ليظلوا رهن إشارتهم !
الفساد خدم الأعداء ..وأهان الشعوب وتسبب في ثوراتها !
[العالـَم الأعور]يحاصر الثورة السورية وإعلامه يتجاهل المجازر والجرائم !
عبد الله خليل شبيب
والسلاح ذو الحدين قد يرتد على مستعمله وصاحبه فيؤذيه كما يؤذي هو به الآخرين!
العلو اليهودي الكبير ! :
ومعلوم أن الأعداء [ اليهود والمستعمرون وأضرابهم ] حين أنشأوا المشروع الصهيوني العدواني الإفسادي .. لم يغفلوا عن تأمينه وإحاطته بكافة الضمانات والوسائل والاحتياطات لنجاحه واستمراره ..- بل وتغوله – كما هو حاصل الآن – في مرحلة [العلو الكبير : ولتعلُنَّ عُلُوّا كبيرا]!.. وماذا أعلى من أن يتحكم الصهاينة في أوروبا وأمريكا ..وأن يطاع أمرهم ويُتقَى شرهم.. ويُسيرون انتخابات أكبر بلد وأقوى دولة [ أمريكا ] على هواهم .. يُنجِحون من يشاءون ..ويُسقِطون من يريدون ..ولذا يخطب وُدهم المرشحون ..سواء للرئاسة أو للكونجرس ..أوغير ذلك..!
.. ولا يجرؤ أحد على انتقادهم أو الاحتجاج على سيطرتهم على كثير من مفاصل السياسة والاقتصاد والإعلام وغيرها – في بلاد الحريات والأحرار ! ولا على عنصريتهم وإجرامهم – وخصوصا في فلسطين وما حولها- ومخالفتهم لما يسمونه الشرائع الدولية ..وتمرد دولتهم على قراراتها.. إلخ
فقد كبلوا [بلاد الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان ..إلخ] وكمموا أفواه [ أحرارها وإعلامها ومتنوريها ومفكريها ] بقوانين [ اللاسامية والهولوكوست ]..إلخ
.. ولا يمارس الغربيون [حريتهم] إلا على ( حجاب المسلمات وللاستهزاء بقِيم الإسلام ورسوله ورموزه ..ومنع بناء المآذن ومنع ختان الصبيان ..وحظر الذكاة الشرعية ) ونحو ذلك مما يتعلق بالمسلمين خاصة أوغالبا !
العالم الأعور!.. لا يرى[جرائم] اليهود[ ويتشنج]إذا فعل غيرهم مثلهم! :
ماذا لو قامت دولة ( أو جهة ) تنتسب للعرب والإسلام .. بتكوين فرق اغتيالات ..والقيام باغتيال أشخاص – سواء – داخل حدود سيطرتها أو خارجها ؟!!
ماذا كانت [ادول الحرة وإعلامها – ورسامو كاريكاتيراتها ] تقول أو تفعل؟!.. هل يسكتون ويخرسون .. أو يؤيدون سرا وعلانية – كما في الحالة اليهودية ؟!
. ماذا لو أن [قطعانا سائبة ] من العرب والفلسطينيين .. هاجموا اليهود في عقر مغتصباتهم .ونكلوا بهم وقطعوا زرعهم وأحرقوا محاصيلهم واعتدوا على كنسهم [ صلواتهم]..وآذوهم بمختلف الوسائل – كما يفعل المستوطنون اليهود – بحراسة جيشهم وأمنهم؟!..
هذا مع الفارق فالمستوطنون غرباء طارئون معتدون .. يتطاولون على أهل الأرض والوطن الأصلاء !
ماذا لو كان الفلسطينيون يهدمون بيوت اليهود ويجبرونهم على دفع[ نفقات الهدم]!!!- يهود!
كيف لوكان الفلسطينيون أوغيرهم يقصفون اليهود – يوميا تقريبا ..ويقتلون أطفالهم ..ويبيدونهم إبادة بطيئة متدرجة ؟؟ كما يفعل اليهود في غزة –مثلا -؟
.. كيف يكون موقف [المتحضرين الكَذَبة المنافقين ] لو كان الحال هكذا – بالعكس؟!
..هل يكون- كما هو الآن ؟ موقف اللامبالاة ..[ والتطنيش]..؟!
..أم يملأون الدنيا صراخا وتهييجا واتهامات ..وشتائم مقذعة [ وحوش - متخلفون – إرهابيون – أصوليون – متطرفون – قَتَلة ! ..إلخ]؟!.. بل قد يحركون قواتهم للمساعدة في [ حماية المستضعفين اليهود المساكين ]!
[ الفساد] سلاح اليهود الأزلي! وديدنهم( ويسعون في الأرض فسادا)!:
ويمكنون الفاسدين من رقاب الشعوب ليسوموهم سوء العذاب؛ ويسوسهم كالدواب
- وبعد هذا الاستطراد – والتوضيح اللازم – نعود إلى أصل الموضوع:
- فإن أعداء الأمة اعتادوا على أن يُكَوِّنوا لهم [ طبقات من العملاء] من ألوان ومجالات ومستويات مختلفة لينوبوا عنهم في مواجهة الشعوب[ المهضومة] ولجمها بالترغيب والترهيب والتضليل والتحريف والاستقطاب والإيقاع والادعاء والافتراء .. إلخ ..
- ..وقد حرص [ الأعداء] أن تكون [ ركائزهم] من النوعيات الفاسدة أصلا ..الغارقة في الفساد ..أو المستعدة له ..وإن لم يكن .. يهيئون لهم طرق الفساد والانحراف – أو يوقعونهم فيها – عمدا – على الطريقة الماسونية – ويكون عند [ المتآمرين المسيِّرين والمعيِّنين] كامل الوثائق والمستمسكات التي تدين [ صنائعهم ] وتفضحهم .. لاستتخدامها –عند اللزوم – وخصوصا إذا حاولوا أن يتوبوا أو يخرجوا عن طاعتهم ..ويتوقفواعن تنفيذ أوامرهم ومخططاتهم !-أو حاولوا [ كشف الطابق] !
- .. وقد دأبوا أن [ يطلقوا ] أيدي [ وكلائهم] في ممارسة فسادهم بكل وسيلة – وحسب المتاح .. وكل ذلك عندهم- ويشعر الفاسدون التابعون ان [ أسيادهم ] هم أولياء نعمتهم..ولولاهم لما وصلوا إلى ما هم عليه من نعمة ورفعة ورفاهية و..إلخ .. بعد أن كان معظمهم جياعا منبوذين لا شأن لهم فكيف لا يُسبِّحون بحمد أسيادهم ..ويحرصون على بقائهم وسيطرتهم؟!
- و[ الكفرة الطامعون – الذين يسمونهم المستعمرين والصهاينة – وخصوصا الأوروبيون والأمريكان ] .. اعتادوا أن ينظروا إلى شعوبنا نظرة ازدراء .. [ كنظرة الشعب المختار للجوييم ] أنهم في مرتبة الحيوانات .. !!.. بل هم قد لا يرون غيرهم [ وغير عِرقهم وجنسهم] مؤهلا للتفكير والترقي والحرية – وما يسمونه الديمقراطية..إلخ ومن هذ المنطلق .. دأبوا أن يتعاملوا مع هذه الشعوب .. فيسلطون عليها [ فاسدين ] بأدوات وأجهزة وإدارات فاسدة ..تعاملهم معاملة[الدواب ] .. عليهم أن يسمعوا ويطيعوا ..فإن كان لدى أحد منهم[نعمة ] فهي من [ المقام الأعلى ..أطال الله عمره] ! .. كما ينظر ذاك – لمن مكّنوه – أو ساعدوا على تمكينه ..وتماديه في فساده وطغيانه ! وقد يحتجزون حرية البعض – وخصوصا إذا شاغب أو طالب!- ثم يطلقونه بعد [ إذاقته المعلوم وإذلاله !].. ويمنون عليه بحريته كأنهم هم الذين خلقوها وخلقوه !!. !
- .. فالشعوب آخر من يعلم .. تُتَّخَذ القرارات – باسمها أحيانا – وهي لا تعرف عنها شيئا .. ويؤخذ ويعطى من أموالها وأراضيها وحقوقها وكرامتها ومستقبل أجيالها وهي لا تدري بشيء ! ..كما قال أبو تمام عن النجوم – والمنجمين ..:
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ !
يقظة الشعوب واشتعال نيران الثورات.!:
.. ولكن طرأ – في عصر العولمة والشفافية وفيضان المعلومات ووسائل الاتصال وعلنية المعلومات .. و[صحوة الشعوب ] ..أن حصل ما [ قلب السحر على الساحر ] .. فقد [ ناءت ] الشعوب بفساد الفاسدين [وتغولهم ] واستهتارهم بالناس .وتصرفهم في البلاد والعباد كأنما هي مزرعة لهم ومن فيها مجرد عبيد لا شأن لهم ولا رأي [ والعبد وما ملكت يداه لسيده]!!
واشتد الضغط[ الفسادي والموسادي ] على الشعوب ..حتى انفجرت انفجارات مفاجئة .. فأول ما أطاحت [ بعميل الموساد وصنيعة ال[سي آي إيه] – في تونس [ بنعلي ] .. وانتشر لهيبها ليشتعل في مصر الكنانة .. ليقتلع [ كنز الموساد الاستراتيجي !].. ولا زالت مصر تصارع ذيول الموساد .. في أشكال فلول وخلايا منسية ؛ وظاهرة وخفية ..ومتدسسة في مختلف المواقع ..من الإرث الثقيل للعهد البائد ! ..ومقولات ليبرالية وادعاءات وطنية ..وغيرها !! ..أعان الله مصر !
..ووصلت ( نيران الثورات) إلى اليمن حتى زال كابوسها القميء الدنيء..- وإن كانت لا تزال تعاني من آثاره ..وأمامها مشاوير طويلة وشاقة!!-
كما امتدت نيران الثورة إلى ليبيا لكن كان حاكمها [ اليهودي دما ولحما وسلوكا واستهتارا] لا يبالي لو قتل الشعب كله ..ولكن ثار الشعب ..وقدم تضحيات .. وتدخلت أطراف أخلت بالمعادلة ..طمعا في النفط والمكاسب – ولبُعد ليبيا عن [ مركز ومحور المؤامرة =الدولة اليهودية ] .. وسقط ألقذافي ,..وصُفي .. بأيدي عميل لفرنسا لئلا يفضح رشوته لسركوزي – وبمساعدة بشار الأسد الذي كشف مكان وجود صديقه وحليفه ومثيله في إبادة شعبه..!– وسلفه في معاقبة شعبه له .. بغية تخفيف الضغوط عليه !.. وانتقل لهب الشعوب المظلومة إلى أكثرها معاناة من أفظع ظلم ..وأخس حكم في التاريخ – متحالف مع الصهاينة منذ باعهم وسلمهم الجولان وسلموه هم والأمريكان عرش سوريا مقابل ذلك [ مع بعض [الفكة=10 ملايين دولار فقط] – مكافأة له ولأخيه المجرم رفعت الذي [ يبرطع ] في أوروبا بأموال سوريا وشعبها بعد أن قتل عشرات الآلاف من خيرة أبنائها ..ولا حسيب ولا رقيب !![هل نقول : ياحيف ..! للسوريين !] – وقد أصبح لدى عصابات الناهبين الفاسدين التشبيحيين عشرات المليارات بعد جوع وحرمان وشقاء!!]..
.. ولا يزال الشعب السوري يقاوم الفساد الذي تأصل وتغلغل في نظام لم تشهد البشرية في تاريخها أكثر منه فسادا وحطةً ولا حقدا على شعبه .. ومحاولة سحقه وتدمير سوريا – حتى لو كان الصهاينة يحاربون شعب سوريا – لما تجرأوا على رجم المساجد والمنازل وتدميرها على رؤوس الآمنين ..وذبح الأطفال بالسكاكين وسلخ وجوههم ! وحرقهم ! وحرق المدنيين في الشوارع .. وإعدام الآلاف على الأرصفة .. وتعذيب عشرات الآلاف حتى الموت ..وهتك الأعراض علانية وبشكل مقزز .. وكل أصناف القذارة والخسة ..وما لا يمكن أن يمارسه ..حتى الحيوانات والوحوش الضارية !
.. يجري كل ذلك تحت سمع كل العالم وبصره – وخاصةً العالم الذي يزعم أنه متحضر !- وعلى مرأى منه ومشهد بل إن إعلامه [ ليُعتِّم ] قصدا على أخبار سوريا والأهوال التي يتعرض لها شعبها – خشية ضغط جماهيره عليه ليفعل شيئا ما !.- بل وبتأييد وأوامر من [الصهاينة وأدعياء الحضارة وحقوق الإنسان ] وعلى مدار أكثر من عام ونصف ..والشعب السوري يتعرض لعمليات إبادة منظمة ..إبادة جنس ..وجرائم حرب ..وأرض محروقة ومدن مدمرة .. بل والإمدادات الهائلة – بشريا ومن كل أصناف السلاح الفتاك ..تصل إلى المعتدين الحاقدين .. –عصابات نظام الشبيحة الأسدي .. – في الوقت الذي يحظر فيه وصول سلاح فعال لأيدي الثوار السوريين وجيشهم الحر الوطني .. – إلا ما يُهربونه من سلاح خفيف ..أو يستخلصونه من أيدي عدوهم [ الجبان ] الذي يقابل البنادق والرشاشات الفردية وبعض القنابل (والآربي جي ) .. بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وبراميل المتفجرات والقنابل الفتاكة .. العنقودية والمحرمة تلقيها الطائرات لتبيد ما أمكن من شعب–معظمه أعزل–ومن النساء والأطفال والعجزة والمرضى والمعاقين .. إلخ وبعض الأحرار المدافعين عنهم !
ومع ذلك ينتصر المجاهدون بسلاحهم البسيط وصدورهم العارية من الحديد والعامرة بالإيمان على قوات الشبيحة المدججة بالأسلحة الفتاكة والطائرات والحوامات!
.. إنه الفساد المتأصل والمزمن ..الذي شجع عليه [ الموساد وتوابعه ] عملاءهم..وظنوا أنه زيادة في الضمان لهم واستمرار [ دوس الطغاة العملاء ] على رأس الشعب .. حتى لا يرفعها في وجوههم ووجوه عبيدهم الطائفيين الحاقدين ! ..وزيادة في الإمعان في [إفقار وإهانة شعب معاد لهم بالفطرة مُتَحَيِّن للفرصة التي ينقَضّ فيها عليهم ليقتلع باطلهم ويريح المنطقة والبشرية وفلسطين والمقدسات من شرورهم] ويطهرها من رجسهم!!..ولذا - وبهذه النظرة – ومن هذا المنطلق الذي يرونه قريبا ومحققا مؤكداً! [ شدد اليهود في الوصية بمنع السلاح عن الثورة ومحاصرتها ] وتضييق النطاق عليها – إلا بمقدار ماتستمر المقاومة- أطول ..ليستمر الذبح أكثر ..وترتاح الصهيونية من بضع عشرات الآلاف أو مئات الآلاف : من (عناصر واعية مخلصة وأحرار .. متحرقين للقاء الصهيوية ) ويحول دونهم ودونها حراسهم الفاسدون ..الذين فكرت دوائر الموساد وتوابعه في استبدالهم بعد أن [ انتهت صلاحيتهم وأزكمت الأنوفَ راوئحُهم القذرة وروائح فسادهم الشامل ] ..خشية أن يزولوا – بثورة إسلامية صادقة أو وطنية مخلصة – كالثورة الحالية- يصعب ركوبها وحرفها وتدجينها..ويقع الحكم في يد من لا يقبل بحراسة اليهود ..بل مَن مبدؤه إزالة شرهم وكابوسهم..!
..ومن هنا – ولأنه - كما أشرنا وأشار غيرنا – انتصار الثورة على فساد عائلة الأسد وحواشيها في دمشق – وتحرر سوريا من كابوسهم الثقيل المقيت – يفتح الباب لاستمرار إشراق شمس الحرية والحق التي بزغت على المنطقة ..وستعمها بإذن الله الغالب !.. ولن يستطيع أحد منعها .. إلا إذا كان يستطيع منع طلوع الشمس وبلوغها عنان السماء ورابعة النهار !!
.. وهبت ( رياح الحرية والانعتاق والحق والعدل) ..
..والويل لكل من يحاول الوقوف في وجه رياح ( الحرية ) العاتية .. فستخطفه وتبدده .. ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق )!
..والويل لمن يقف في وجه سيل ( الحرية ) الهادر.. فسيجرفه التيار ..ولا يدري مصيره إلا الله !!
.. وهكذا نرى أن [الفساد ] ذو حدين ..وأنه جاء الوقت .. بعد أن استنفد [حده الأسفل] في ذبح الشعوب وقهرها ونهبها وإفقارها ..إلخ .. وأن تكون المبالغة في استخدامه لآخر مدى و[الركون إليه ] ..سببا في تفجر ثورات تلك الشعوب ( فشدة الضغط تولد الانفجار ) كما نعلم ..وأن يتحول [ حده الأعلى ] لينفلت ولينفجر في وجه الفاسدين ..ومشجعيهم ومستعمليهم ..ومسلطيهم على رقاب شعوب[كانت مغلوبة على أمرها]!! وأصبحت ( سيدة نفسها ) .. وتاقت إلى الحرية وبذلت في سبيلها :كل غال ونفيس !! و..
لابد من صنعا وإن طال السفر .. وكما قال أبو القاسم الشابي ..ابن تونس البلد الباديْء بثورات (الربيع العربي ) :
إذا الشعب يوما أراد الحيا ة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بـد للّـيل أن ينجـلي ولا بـد للقيد أن ينكسر !
( وإن لله عبادًا إذا أرادوا أراد ) كما في الأثر..وكما علمنا الصالحون .. " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "