عندما ينفتح باب الحرية

معاذ عبد الرحمن الدرويش

عندما ينفتح باب الحرية

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

كنت أذهب لزيارة صديقي، يتدافع على فتح الباب  دائماً أبناؤه محمد ذو السبع سنوات  و صالح الذي يصغره قليلاً، بحجة أن كل منهما مشتاق لي كثيراً.

يأبى كل من محمد و صالح  - المشتاقان لي كثيراً - أن يسلما علي و ينطلقا في حركة هستيرية ،  يذرعان  الشارع و الرصيف  ذات اليمين و ذات الشمال ،غير آبهين لا بالناس و لا بالسيارت حتى أنه ذات مرة كادت أن تدهس سيارة مسرعة محمد.

ثم ما يلبثان أن يعودان هادئين يمسكان  بيدي و ندخل البيت سوية.

في كل مرة كنت أعاتب بها صديقي كثيراً ،لعدم اهتمامه بعائلته و أولاده و تركهم مسجنونين داخل البيت طيلة أيام الاسبوع .

كان يدافع عن نفسه دائماً تحت ذريعة ساعات العمل الطويلة و المرهقة و أجواء الغربة الغريبة و التي لا تساعد على أي متنفسه.

من اجل ذلك اعذروا شعب سوريا الذي تنفس لتوه هواء الحرية بعد سجن دام لعدة عقود مظلمة و طويلة .

دعوه يركض شمالاً و جنوباً ، يذرع الشوارع و الأرصفة و يقفز فوق الجدران.

صحيح أننا نتذمر من تعدد التجمعات و التكتلات التي ظهرت و التي تظهر على كل الأصعدة السياسية و الثورية و الإعلامية و الإغاثية،لكنها حالة طبيعية و سليمة، لشعب  كان مكبل الأيادي و الإرادة منذ نعومة أظافره.

لاحظوا الآن بدأت الأمور تسير إلى نصابها الصحيح و عادت الجهود و الصفوف تتوحد و تجتمع على كل الأصعدة.

عاد محمد و صالح  لهدوئهما  و رشدهما بعد أن قفزا  و ركضا  قليلاُ .

سنضع أيدينا ببعضنا البعض و ندخل سوريا الجديدة مجتمعين سوية بإذن الله....