الميدان.. والمداهمة

الميدان.. والمداهمة

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

سلام من ( ميدان ) حلب ، لميدان دمشق الفيحاء 

سلام من ( ميداني ) حلب و الشام ، لميدان تحرير قاهرة المعز ، حيث المسجد و الكنيسة و البرلمان

بعد الحرب العالمية الأولى في 1918 م تقريبا ، ابتدأت هجرة الأرمن و الأروام لمدينة حلب و سواها . استوطنوا منطقة ذات خصب و خضرة اشتهرت بعدها باسم ( براكات الأرمن ) هي مابين ذراعي سليمان الحلبي غربا و السليمانية شرقا ، و الجابرية جنوبا .. كأنها موضع الكبد من الجسد أو البلد

ترمز بكل سوابقها للتسامح الديني و الوطني ، و تبرز فيها المسحة الأرمنية و مهنة ترميم المركبات . وجد فيها النظام - سنة 1980 م - موطئ قدم ، فزرع لمصاصي الدماء اللطفاء مقر المداهمة و الاقتحام ( هو يتبع الوحدات الخاصة في الجيش و يأتمر من المخابرات العسكرية ) ! صار حي الميدان القمقم ، و فرع المداهمة .. العفريت

هبت رياح الغيرة و التغيير على ( الميدان ) و كانت أولى احتجاجاته من جامع شبارق في 31 / 5 / 2011 م ، ثم ابتكر فكرة المظاهرات الطيارة ( السريعة ) فكانت شبه يومية ، كما في 2 و 3 و 4 / 8 / 2011 م . لكن أهم مظاهراته انطلقت منذ 19 / 6 / 2012 م ، و ما بعد ذلك

طال القصف كل دور السكنى و العبادة ، في ذمة الله ضحاياه الكثر ، ومنهم السيدة التي قنصوها قرب دار العجزة يوم 10 / 9 / 2012 م . و كذلك إيلينا مخجيان التي شيعت من كنيسة القديس كريكور في 27 / 8 / 2012 م ، كانت تمشي في الطريق فتسلوا بقتلها

دمار الميدان بقصف 28 / 9 / 2012 م و احتراق المباني المأهولة في 13 / 10 / 2012 م ، و الشهداء الأحباء مصطفى رجب و محمود بكور و محمد الموسى و سامي سكران و حبيب مروش و أحمد الخلف و عمر حز و لؤي الحلبي و عبد السلام ناصر و عبد القادر جسري ، كلهم عطروا بدمائهم الزكية أنحاء الحي .. أيضا الشهيد عبدو الشيخ الذي قتلوه قرب مديرية الزراعة في 6 / 10 / 2012 م

دار المعلمين و خان الزيتون و كل معالم الميدان باقية و ستشاد ثانيا و عاشرا ، لكن فرع المداهمة .. إلى مزبلة التاريخ.