هرمية الكلمات وسباتها العميق

هرمية الكلمات وسباتها العميق

مأمون شحادة

[email protected]

عُدْنــا والعَـوْدُ أحْمَـدُ،،، وها هو سيد الكلمات يشد الرحال عائداً بعد طول سبات من غيبوبته السياسية التي ابعدته طويلاً عن جلساته الزئبقية الموشحة بطاولات النرد والكوتشينة والدومينو.

اما سيدة "الجناس والطباق" هي الاخرى سعيدة بهذه المناسبة الجميلة، التي اعادت اليها افق المكان والزمان، وفق قالب اخطبوطي قُطِعت اطرافه واعلن عن وفاته بوفات الاخطبوط "بول".

فالتكهنات الأخطبوطية لم يعد لها في متن الحديث الا السريالية والهروب من الحقيقة، كذلك هي تصريحات سيد العبارات التي تعاني من طول النظر وقصره .

اذن، الكلمات المتقمصة التي تنتحل دور الجلسات الزئبقية بهرمها المقلوب مشابهة لنظرية الغايات ومعتادة على صَوْغ الخطاب السياسي تحت قبة الحاكم وليس البرلمان

ان النفاق السياسي بكلماته وعباراته وعناوينه، كمن يضع لغة الواقع وسنديان الحقيقة تحت رحمة مطرقة البرنامج الانتخابي، والنتيجة واضحة كمثل شعارات الحملة الانتخابية:"يعيش الوطن"، وما فائدة الوطن بلا شعب؟، عفواً منكم،، فلا بد من طرق خزان كنفاني.

انت تعلم يا "حضرة الغائب" ان كل المواسم تركت لك الحصاد، فاحصد كما شئت، وتوهم انك تركب غيوم الصباح، فهذا موسم التعبئة والتفريغ- والعكس صحيح- .

ان ظاهرة تبادل الادوار بين الماضي والحاضر تتشابه وقول درويش في احدى قصائده: "كل ما سيكون كان"، وخماسية "السجع والجناس والطباق والمقابلة والتّصريع" اصبحت كمن يخض الماء ليصنع لبناً، وسياسة التهميش، والاحتواء، والتنصيص، والتقمص، والتمحص، والتنصل، والتجمل، والتربع، باتت معروفة للجميع، حتى ان اصغر طفل من اطفال قصة البؤساء يعرفها، فلا تكن يا سيد الاقصاء متقمصاً اكثر من حفلة تنكرية يلهو فيها الجميع وهم يعرفون بعضهم بعضا.

امام هذه التطورات المتلاحقة سئمت من عقلي وجوف رأسي الفكري، وكرهت في ذلك نظريات العقد الاجتماعي، والديمقراطية، والاشتراكية، والجمهورية، والرأسمالية، والتحزبية، والحزبية، والسامية، واللاسامية، والباراسيكولوجية، والايبستمولوجية، والميتافيزيقية، وبداية الاصل والتكوين، حتى وجدت نفسي في حضرة كتب التاريخ اقرأ الروايات والحكايا، فـ"عروة بن الورد" اخذ يطرق ابواب عقلي ويرسل اشارات "شنفرية" عجز العقد الاجتماعي عن صياغتها .